للإدمان أعراض.. تظهر علينا في وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الاتصالات الحديثة.. لكن هل نحتاج إلى علاج من هذا الإدمان؟ لا أظن لأننا اكتسبنا منه مزيدا من الوعي، وكثيرا من الحوار وآلياته، حتى لو رأينا انجرافاً في بعض الاختلافات من جادة الحوار إلى مستنقع الجدل، فحتى الأخطاء هي ميدان ليتعلم منها مرتكبها أو من يراه. هو إدمان لكنه مفيد، رغم بعض أضرار الإدمان..! يتعاطى مع برنامج المحادثات "الواتس أب" 465 مليون مستخدم، منهم 330 مليون مستخدم نشطون يومياً.. إذاً هو دولة تضم 330 مليون مواطن تدور بينهم المعلومة بسرعة الضوء أو أسرع منه أيضاً..! ونحن السعوديون الأكثر عربياً في "تويتر".. الذي أصبح جزءاً من حياتنا، وجزءاً من مشهدنا الاجتماعي وصوتاً لنا، ومصدراً لأخبارنا ومستنقعاً لإشاعاتنا، وبيئة مناسبة لإجراء البحوث والاستبيانات لقضايانا.. فكل الأرقام تقول إن "السعوديين" يغردون بكثرة، ويتفاعلون أكثر، وصدى تغريدهم يسمع في كل مكان ويتناقل على كل صفحة. نعم.. نحن لا نحتاج إلى علاج من إدمان "تويتر" وقروبات "الواتس أب"، لأن فيها فائدة كبيرة وتبادل ثقافات وتقارب بين الأطراف وتواصل أكثر.. لكن نحتاج دواء لـ"سعة صدر" لنتحمل اختلافاتنا في هذه الوسائل؛ لكي لا تنقلب من نعمة إلى نقمة علينا. ٣ ساعات انقطع فيها برنامج الـ"واتس أب" كانت كفيلة بكشف إدماننا على "الكلام" و"التواصل" إلى درجة أن هذه الساعات الثلاث كانت طريقاً للبحث عن برامج تواصل أخرى ودراسة مميزاتها وأفضلها وتبادل تلك المعلومات التي اضطرنا العطل إلى اكتشافها، والأرقام تقول إن أحد برامج التواصل شهد إقبالاً وصل إلى تسجيل مليون و٨٠٠ ألف شخص فيها بحثاً عن "تواصل" بديل لـ"الواتس أب".. وكانت فرصة لمراجعة حساباتنا وإثارة شكوكنا حول ضياع خصوصيتنا وسرية محادثاتنا التي انتقلت بكل تفاصيلها من "سيرفر" شركة إلى شركة أكبر هي "الفيس بوك" التي تسرق خصوصيتنا منذ فترة عبر برامج التواصل الاجتماعي.. فزرعت لدينا "شكا" مقلقا، ربما تستغله برامج جديدة لتنقل بقية خصوصيتنا إلى "سيرفر" جديد لا نكتشف أنها تنتهك سرية محادثاتنا إلا بعد فترة طويلة بعد أن ندمنها..! (بين قوسين) نخشى على خصوصيتنا من الانتهاك، بينما "كثير" منا يكشف سره وأسرار أسرته عبر برامج أخرى، فقط ألقوا نظرة على فيديوهات "الكيك"..!