حذر الخبير البيئي الدكتور علي عشقي من كارثة بيئية قادمة تضرب بحيرة السلام الملاصقة لقصر السلام بجدة التي تقع مباشرة شمال بحيرة الأربعين وبحيرة الشباب، وأيضاً شمال بحر سوق السمك ذي معدلات التلوث العالية، وتقع أيضاً شمال ميناء جدة الإسلامي. وأشار إلى أن كل النفايات التي ترمى من الميناء مثل الماشية النافقة والقمامة ومياه الصرف الصحي وزيوت السفن العملاقة تحملها الرياح الجنوبية إلى بحيرة السلام، والتي أصبحت تمثل صفيحة قمامة لكل من منطقة الخمرة وميناء جدة الإسلامي وبحر سوق السمك، وقال: "إذا لم توقف مصبات الصرف الصحي في البحر فإن البحيرة ستتلوث تماماً". وأوضح "عشقي" أنه يجب أن نعي تماماً أن أي بحر عرضة للتغير بعدة عوامل منها على سبيل المثال لا الحصر ميكانيكية المد والجزر، وفيها ينخفض مستوى المياه السطحية للبحر أربع مرات يومياً خلال الأربع والعشرين ساعة؛ وذلك بسبب اختلاف موقع الأرض بالنسبة للقمر والشمس، كل ست ساعات يرتفع مستوى سطح مياه البحر، وهذا ما نطلق عليه اسم المد البحري، يعقبه انخفاض في مستوى المياه السطحية للبحر وهذا ما نسميه المد الجزري. وتابع: "تتكرر هذه الظاهرة كل ست ساعات ما بين ارتفاع وانخفاض، ومن سوء الحظ أن المد في منطقة جدة وجنوبها ضعيف جداً لا يتجاوز ارتفاعه وانخفاضه 12 سم لذلك تأثير تياراته ضعيف جداً إذا ما قورن في بعض مناطق العالم مثل خليج برتني الذي يصل ارتفاع المد لأكثر من 13 متراً، و حركة الأمواج وهي ضعيفة جداً في المناطق الساحلية بفعل حجزها بالحاجز المرجاني الشاطئي الكسارة، و الرياح وهي بوجه عام ضعيفة جداً ولكن لها تأثير كبير في انتقال الملوثات من موضع لآخر على طول ساحل البحر وهي في مجملها يكون اتجاهها شمالية إلى شمالية غربية، وفي فترة الشتاء يكون في الغالب جنوبية إلى جنوبية غربية". وأضاف: "لاحظنا أن التبادل المائي في المناطق الساحلية لمدينة جدة ضعيف جداً لضعف تيارات المد والجزر، وضعف الأمواج في المناطق الساحلية لحمايتها بالحيد المرجاني الشاطئي (الكسارة)، وهذا الضعف في التيارات البحرية يتسبب في تراكم الملوثات لمياه الصرف الصحي التي تبلغ ملايين الأطنان سنوياً على مناطق ساحلية معينة مثل منطقة الخمرة ومنطقة الكورنيش الشمالي. وأشار إلى أن بحيرة السلام من أكثر المناطق عرضة للتلوث، خاصة عند هبوب الرياح الجنوبية التي تصحب معها مئات الألوف من الأطنان من مياه الصرف الصحي، وكذلك مياه الصرف الصناعي التي تقذف في منطقة الخمرة يومياً والذي يبلغ مقدارها أكثر من ثلاثمائة ألف طن.