×
محافظة المنطقة الشرقية

7 فرق إسعافية تباشر حريقًا في مستشفى صامطة العام

صورة الخبر

تعدّت الحرب القائمة ما بين التنظيمات الجهادية والكثير من أنظمة الحكم في العالم حدود المواجهة العسكرية في حيز جغرافي محدد؛ بل تحولت لصراع آخر في عالم افتراضي وفَّرته البيئة الحديثة للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لينتقل "الجهاد" من الصراع العسكري إلى "الجهاد الإعلامي" عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، كما يحب مناصرو التنظيمات الجهادية تسميته، ولعلّ موقع التدوين المصغر "تويتر" يعتبر الميدان الأول للتنظيمات الجهادية، بحسب عدة دراسات أجريت مؤخراً. بدأ استخدام "تويتر" يحل محل استخدام المواقع "الجهادية" التقليدية التي سادت خلال السنوات العشر الأخيرة، من منتديات، ومواقع اتصال مشفر، وخصوصاً في أفغانستان والعراق، على الرغم من محدودية مساحته وعدد الكلمات، وأصبح أكثر تأثيراً وانتشاراً في ما يتعلق بأخبار التنظيمات الجهادية وأعمالها، ومن الطرق منخفضة التكلفة لتجنيد عناصر جدد، والوصول إليهم حتى في غرف نومهم. ويستمد "تويتر" شعبيته من عوامل كثيرة يوفرها الموقع، منها سهولة التعامل معه، وبساطته، وتوفيره منبراً مباشراً للمغرد الراغب بإيصال فكرته من دون جدل؛ إذ يكفي أن يقول كلمته ويمضي، كما أن "تويتر" يقترح على صاحب أي حساب جديد متابعة حسابات أخرى تنسجم مع اهتماماته، بناءً على الحسابات الأولى التي يتابعها، ما يخلق "مجتمعاً كاملاً متجانساً في الخصائص خلال وقت قياسي"، ما يشكل عنصر جذب كبيراً للمتابع، يضاف لذلك الكثير من مزايا "تويتر" التي لا تتوفر في غيره من المواقع الاجتماعية بذات الفاعلية، ومنها على سبيل المثال الوسوم "الهاشتاغات"، التي تستخدمها التنظيمات الجهادية بحرفية عالية، منذ إنشائها وتنظيم نشرها في وقت واحد، وحتى استغلال "الوسوم" الأكثر تداولاً في "تويتر"، للتغريد من خلالها والترويج لأفكارهم واستقطاب عناصر جديدة لهم. وكالة أنباء وأداة للاتصال والتجنيد وعندما يتعلق الأمر بالتنظيمات الجهادية، التي تمتلك خبرة طويلة في التعامل مع الإنترنت، هناك عوامل عدة تجعل من "تويتر" الفضاء المثالي لانتشار الحسابات الجهادية، خصوصا أن الموقع -حتى فترة قريبة- يعتبر أقل صرامة في متابعة الحسابات وحذفها أو التبليغ عنها، إذا ما قارناه مع سياسات الحذف في "فيسبوك" مثلاً، كما أن تطبيق "تويتر" على الموبايل يعتبر من أهم مصادر الأخبار الصحفية وأكثرها سرعة وآنية، وخصوصاً في مناطق سيطرة التنظيمات الجهادية، التي يكون فيها الإعلام حكراً على هذه التنظيمات، ما يجعل "تويتر" المنصة الحصرية وبالصوت والصورة. وغالباً ما تستخدم التنظيمات الجهادية "تويتر" للاتصال والتجنيد وبث أشرطة الفيديو، وتنسيق عملياتها وفقاً لخبراء، وكمنافسيه يواجه "تويتر" تحدي احترام حرية التعبير بالتزامن مع تفادي أن يكون أداة غير مباشرة للعنف مهما كانت أشكاله. 300 مليون مستخدم نشط و500 مليون تغريدة يومياً وقد عرفت التنظيمات الجهادية كيف تستفيد إلى الحد الأقصى من الطبيعة غير المركزية لشبكات التواصل الاجتماعي -تويتر بشكل خاص- والتي تسمح لأي من مناصريها خلق وزارة إعلام خاصة به وإدارتها، من خلال بث الدعاية الرسمية، عبر صياغة وبث رسائلهم الخاصة بهم، فـ"تويتر" يضم أكثر من 300 مليون مستخدم نشط يتبادلون أكثر من 500 مليون تغريدة يومياً بحسب موقع internetlivestats، المتخصص بإحصائيات مستخدمي الإنترنت حول العالم. وفي حين أنه في السنوات الأولى بعد تأسيس "تويتر" بشكل رسمي عام 2007، كان الموقع الاجتماعي الأكثر "نخبوية"، بقلة عدد مرتاديه وعدم انتشاره بشكل جغرافي كبير، إلا أنه وبعد عام 2010 أصبح من المواقع الأكثر صدارة ضمن المواقع الاجتماعية، والأكثر آنية في عالم الأخبار، بعد دعمه للكثير من اللغات، بما فيها العربية، ودعمه لخاصية الحسابات المؤكدة بالعلامة الزرقاء. دليل للحسابات "الموثوقة" وحتى وقت قريب، يمكن لأي شخص عمل حساب على "تويتر" في دقائق، دون الحاجة لتأكيد الهوية، ما يناسب الكثير من مناصري التنظيمات الجهادية، الذي وجدوا في "تويتر" أفضل طريقة لنشر أفكارهم بوقت قصير وسرعة كبيرة نسبياً، والتواصل فيما بينهم، حتى إن الكثير من التنظيمات الجهادية أو الشبكات الإعلامية الجهادية باتت تصدر دليلاً شهرياً، أو حتى أسبوعياً بعنوان " دليل تويتر لأهم الصفحات الجهادية والداعمة للجهاد والمجاهدين على تويتر"، ويحدّث هذا الدليل بشكل مستمر لمعرفة الصفحات والحسابات الجهادية المؤكدة وغير المزورة. ورغم تعليق أو إلغاء حسابات تدعو إلى الجهاد، فإن "جهاديي" تويتر باتوا بارعين في إعادة فتح حسابات مماثلة أخرى في غضون بضع ساعات، وأحياناً بضع دقائق، مع تزكية تلك الحسابات بشكل سريع من قِبل الحسابات الجهادية المعروفة، عبر التغريد والطلب من المناصرين متابعتها. استخدامات "الجهاديين" لـ"تويتر" ويمكن حصر استخدامات التنظيمات الجهادية لموقع تويتر في بعض الأهداف الأساسية، هي: التنسيق بين المناصرين، وتجنيد أتباع جدد، ونشر الأفكار والمعتقدات، واستخدامه ميداناً للنقاش الافتراضي وسبر آراء واتجاهات المناصرين لتلك التنظيمات، واستخدامه كـ"ماكينة" إعلام ودعاية منخفضة التكلفة ومأمونة الاستخدام. يمكن القول إن أهم ما يميز استخدام موقع تويتر هو تقليل العبء المادي؛ إذ إن الاعتماد على آلية منخفضة التكلفة يتيح نشر المعلومات عن التنظيمات وكيفية التواصل مع أعضائها، بالإضافة إلى إتاحة تدفق المعلومات، وتسهيل تشكيل المجموعات، وتقليل تكلفة تجنيد الأعضاء، وإيجاد حوافز حماسية للمشاركة، وإمكانية النشر المكثف للصور والأفلام والوثائق التي تدعم الأفكار التي تروج لها. وإضافة إلى نشر الأفكار والدعاية للتنظيمات الجهادية عبر تويتر، تهدف هذه التنظيمات إلى تجنيد أعضاء جدد للقتال في صفوفها، وتوجه خطابها إلى ثلاث فئات هي: 1. المتعاطفون مع فكرها، وغالبيتهم من الشباب، لاستمرار الحصول على دعمهم. 2. الرأي العام، من أجل تأكيد نفوذها على الأرض، إما بغرض الحشد والتأييد، أو التخويف من مواجهتها. 3. الخصوم من أجهزة الدول ومؤسساتها الأمنية، وذلك بهدف إضعاف مواقفهم، والتأثير على هيبتهم، وإظهارهم بمظهر العاجز في مقابل قوتها. ويعتبر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا صاحب القوة الضاربة في تويتر، مع امتلاك أنصاره ما بين 50 و90 ألف حساب على الموقع، بحسب دراسة معهد بروكينغز الأميركي العام الماضي، إلا أنه لا يحتكر السطوة وحده على موقع التدوين المصغر، إذ يشهد الموقع نشاطاً متزايداً لتنظيم جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً)، يضاف لها الكثير من التنظيمات الجهادية في الشرق الأوسط، والعالم. ​ ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.