يعجبني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الحديث الذي أسسه طيب الذكر محمد بن همام، أنه أصبح اتحاداً ديناميكياً يبحث دائماً عن التطوير والحراك المستمر على الرغم من أن البعض يختلف مع هذا التوجه الذي تتغير معه الإجراءات وتطبق من خلاله القرارات، إلا أن الأغلبية متفقون على أنه نجح في إضفاء طابع التشويق والأهمية على بطولاته ولأنه يهتم بتعزيز بطولاته فنياً وتجارياً لتكون أكثر قوة وأهمية، ولتكون الأندية المشاركة أكثر استقراراً على الصعيد الفني والمالي والإداري، وضع المسؤولون فيه معايير وشروطاً يجب أن تتوفر في كل نادٍ يرغب بالمشاركة في دوري أبطال آسيا. وهذه المعايير أثّرت على مشاركة بعض الأندية بل انها حرمت نادياً كبيراً مثل الاتحاد السعودي من المشاركة في النسخة المقبلة، لعدم تمكنه من الحصول على الرخصة التي تتيح له المشاركة في البطولة، ولاقت هذه الخطوة ردة فعل كبيرة في الشارع الرياضي، واتهم البعض لجنة التراخيص في الاتحاد السعودي بأنها لم تدعم العميد كما ينبغي للحصول على الرخصة. ولأنني دائماً أفضّل تناول مثل هذه المواضيع من زاوية خاصة وبطرحٍ مختلف، فسأناقش هذا الموضوع من شقين، الشق الأول يتعلق بالاتحاد الآسيوي وقراراته التي تدل على انه فعلاً يبحث عن التطوير كما أسلفت، بيد أن عملهم لا يخلو من الأخطاء ولا يصل لمرحلة الكمال، لذلك أتساءل هل طبقت معايير الرخص على جميع الأندية الآسيوية؟ أم أن هناك استثناءات منحت لبعض الأندية وبعض الدول؟ التساؤل الآخر والأهم من وجهة نظري يتعلق بالديون وقضاياها المتباينة، فالرخصة الآسيوية لا تمنح للنادي الذي عليه ديون فنية مرتبطة بالأجهزة الفنية واللاعبين، بينما تمنحها للنادي الذي عليه ديون تجارية للشركات المسوقة.. السؤال ألا يوجد هنا تباين؟! كيف للاتحاد الآسيوي أن يشدد على أن الأندية كيانات تجارية ويحفز على ممارسة التسويق الرياضي، وفي النهاية يسن أنظمة وقوانين تركيزها الفني أكبر بكثير من التجاري بل ان تطبيق هذه الأنظمة على الأمور التجارية يكون ثانويا عكس الأمور الفنية؟ والدليل استبعاد نادي الاتحاد بسبب ديون فنية فيما سمح لنادٍ آخر بالمشاركة على الرغم من أن عليه ديونا تجارية، ولتكتمل فكرة المقال دعوني أختم بالشق الثاني من نقاشي والذي يتعلق باتحاد كرة القدم السعودي، لأسأل هذا السؤال العريض وفي ثناياه أكثر من إجابة: هل يعلم اتحاد الكرة السعودي أن عدم منح الرخصة الآسيوية لنادي الاتحاد فيه إسقاط كبير عليه وعلى عملهم، وفيه أيضاً إشارة بأن اتحادنا الموقر غير محترف لعدم استطاعته كبح جماح أنديته عن الديون وتراكمها. في النهاية هذا المقال تناول موضوع الرخصة الآسيوية من زاوية مختلفة تماماً عن ما طرح في الفترة الماضية، ويعلم الله ان السبب الرئيس لهذا الطرح هو للفائدة فقط بعيداً عن النقد السلبي أو التصيد الممجوج.