أكد الكرملين في رد على احتجاج أوكرانيا على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شبه جزيرة القرم أنه من حق الرئيس الروسي الشرعي زيارة أي بقعة في أراضي روسيا الاتحادية. بوتين يتهم كييف بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية" في القرم وفي تعليق بهذا الصدد الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول قال دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي: "لقد جرت العادة على أن تعلن أوكرانيا احتجاجها على كل زيارة يقوم بها رئيسنا إلى القرم، فيما لا نعير نحن من جهتنا أي اهتمام لهذه الاحتجاجات، حيث يحق لرئيسنا زيارة المناطق الروسية التي يرتئيها، وهذا شأن روسي داخلي بحت، ولا يمت بصلة لأي بلد آخر بما فيه أوكرانيا". هذا، وحضر الرئيس بوتين يوم أمس أعمال الدورة العامة لمنتدى الجبهة الشعبية لعموم روسيا التي استضافتها مدينة يالطا السياحية في القرم. زيارة بوتين الأخيرة إلى القرم، لم تكن الأولى من نوعها حيث ترأس هناك في سبتمبر/أيلول الماضي اجتماع مجلس الدولة الروسي الذي كرس لقضايا تطوير شبكات المواصلات جنوب البلاد، كما زار القرم كذلك في أغسطس/آب الماضي وحضر فعاليات منتدى "تافريدا" الشبابي، وترأس اجتماع مجلس الأمن الروسي هناك. يذكر أن برلمان شبه جزيرة القرم، قد أعلن في مارس/آذار 2014 عن قيام جمهورية القرم واستقلالها عن أوكرانيا، بموجب استفتاء عام أمّنته روسيا في شبه الجزيرة. وبعد الاستفتاء الذي صوت فيه 96,77% من السكان لصالح العودة إلى قوام روسيا، وقبول جمهوريتهم كيانا فدراليا جديدا في روسيا الاتحادية، تقدم برلمان الجمهورية إلى البرلمان والقيادة الروسيين بطلب عودة القرم إلى روسيا، وصادق مجلسا "الدوما" و"الاتحاد الروسي" في الـ18 من مارس/آذار 2014 على انضمام القرم واعتبراها جزءا لا يتجزأ من أراضي روسيا الاتحادية. أوكرانيا من جهتها، تعتبر القرم "أراضي أوكرانية محتلة" وفرضت جملة من القيود التجارية على روسيا تسميها "عقوبات اقتصادية"، وتطالب في كل محفل باسترداد القرم وتناشد حلفاءها الضغط على روسيا لإرجاع القرم إليها. روسيا الاتحادية تؤكد أن قرارها قبول عودة القرم إليها، قرار شرعي بالمطلق ونابع من إرادة سكان القرم الذين عبّروا في استفتائهم عن إرادتهم واختاروا العودة إلى الوطن الأم روسيا التي أرسلت قواتها إلى القرم وأمّنت سير الاستفتاء على أراضيها. يشار إلى أن سوريا كانت قد اعترفت مؤخرا بالقرم أراضي روسية، حيث اعتبرت رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس أن الاستفتاء الأخير الذي جرى في جمهورية القرم، عبّر عن تطلعات المواطنين هناك للعودة إلى أصولهم أي إلى روسيا الأم، وعن إرادتهم من جديد الاتحاد مع وطنهم الأم روسيا، وأعلنت "اعتراف سوريا بجمهورية القرم جزءا لا يتجزأ من روسيا الاتحادية". المصدر: "نوفوستي" صفوان أبو حلا