أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون الأربعاء أن الهجوم لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية سيبدأ "في الأسابيع المقبلة"، بينما أكد مسؤول عسكري أميركي أن واشنطن تبحث عن موطئ قدم لها في سوريا. وأكد كارتر الذي شارك الأربعاء في بروكسل باجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية أن الهجوم "سيبدأ خلال أسابيع قليلة". وقال كارتر "إنها خطتنا منذ وقت طويل، ونحن قادرون على دعم الهجومين على الموصل العراقية والرقة في وقت واحد، شاهدتم تقدما ملحوظا في تطويق الموصل في العراق، نأمل أن تبدأ عملية مماثلة في الأسابيع المقبلة باتجاه الرقة". وقال إن من المرجح أن تعمل الولايات المتحدة مع حليفتها تركيا لاستعادة الرقة. و"نحن نعمل بشكل واسع مع الجيش التركي في سوريا، وقد أثمر ذلك نتائج كبيرة، ولذلك ندرس فرصا أخرى، من بينها التوغل بشكل أعمق في سوريا بما يشمل الرقة. لقد كان ذلك جزءا من مناقشاتنا مع وزير الدفاع التركي". وجاءت تصريحات الوزيرين بعد نحو عشرة أيام من بدء الهجوم على مدينة الموصل التي تعد آخر معقل كبير لتنظيم الدولة في العراق. موطئ قدم وفي هذا الشأن قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن تاونسند إن الولايات المتحدة تحاول إيجاد موطئ قدم محدود لها في سوريا. وأضاف تاونسند أن استعادة السيطرة على مدينة الرقة السورية بصورة نهائية من قبضة تنظيم الدولة يرجح أن تستغرق وقتا أطول مما تقتضيه معركة الموصل، وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول إيجاد موطئ قدم محدود لها في سوريا. وأكد أن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية سيكونون جزءا من القوة التي ستعزل مدينة الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا. وأضاف الجنرال ستيفن تاونسند في إفادة صحفية أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال الدولة الإسلامية يتمنى أن يتحرك سريعا لعزل الرقة لمخاوف بشأن استخدام التنظيم للمدينة -معقله الرئيسي في الرقة- قاعدة للتخطيط وشن هجمات ضد أهداف في الخارج. وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب حليفا في المعركة ضد تنظيم الدولة، لكن تركيا تعدها منظمة "إرهابية" بسبب صلاتها بالمقاتلين الأكراد الذين يشنون تمردا منذ ثلاثة عقود في تركيا. وقال تاونسند إن "تركيا لا تريد رؤيتنا نعمل مع قوات سوريا الديمقراطية في أي مكان خاصة في الرقة. نجري محادثات مع تركيا وسنقوم بذلك تدريجيا". وأضاف أن مسؤولي المخابرات يعتقدون أن الدولة الإسلامية تستخدم الرقة نقطة تخطيط مركزية للهجمات الدولية، ومشيرا إلى أن "القوة الوحيدة التي تتمتع بالقدرة في أي مدى قريب هي قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب جزءا كبيرا منها.. سنتحرك قريبا لعزل الرقة بالقوات المستعدة للذهاب". وذكر تاونسند أن العملية لعزل الرقة ستكون المشاركة البرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فيها أقل من الحملة ضد التنظيم في العراق، وأنه ستكون هناك مساع لتجنيد وتدريب قوات محلية في الرقة مع إشراف شركاء محليين على معظم عمليات التدريب. وذكر أن التدريب سيجري على الأرجح في شمال سوريا. وكان جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية قد أكد أمس الأربعاء أن واشنطن بالتأكيد لديها القدرة العسكرية على دعم أكثر من عملية في وقت واحد". لكنه أشار إلى أن القرار في يد الشركاء بالمنطقة.