باتت القوات العراقية الخاصة على بعد خمسة كيلومترات من أحياء الموصل الشرقية، لكنها أوقفت تقدمها في الجنوب، وازداد «داعش» شراسة، فيما أثار تكليف «الحشد الشعبي» جبهة تلعفر القريبة من الحدود السورية حفيظة تركيا، فهدد وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو بـ «إجراءات» إذا هاجمت فصائل «الحشد» المدينة. ولاحظ سكان في الموصل أن قادة في «داعش» بدأوا يحلقون لحاهم وظهرت خلافات كثيرة بينهم. إلى ذلك، بدأت تزداد أعداد النازحين من القرى المحيطة بالموصل، وأجلى الجيش سكانها إلى مخيمات النزوح، تمهيداً لتمشيطها، واعتقل عدداً من المشتبه في انتمائهم إلى «داعش». والتقت بعض العائلات أبناءها الذين كانوا محتجزين لدى التنظيم. وقال مسؤول أميركي إن نحو 50 ألف جندي عراقي يشاركون في الهجوم على الموصل، بينهم 30 ألفاً من القوات الحكومية، وعشرة آلاف عنصر كردي، وعشرة آلاف من الشرطة والمتطوعين المحليين. ونشرت وحدات الجيش في الجنوب والشرق، بينما يهاجم الأكراد من الشمال. ومن المقرر أن يزيد عديد القوات المهاجمة قريباً مع انضمام فصائل «الحشد الشعبي» إلى الحملة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العميد يحيى رسول إن «الحشد» سيفتح جبهة جديدة خلال الأيام المقبلة. ومع دخول عملية الموصل يومها العاشر تحاول وحدات الجيش والشرطة الاتحادية طرد «داعش» من القرى في منطقة الشورة، على بعد 30 كيلومتراً جنوب الموصل. وأصبحت جبهات القتال في مناطق أخرى قرب مشارف المدينة. وأوقفت الوحدات الخاصة التي تحركت من الشرق تقدمها، في انتظار تحرك بقية القوات المهاجمة. وقال الميجر كريس باركر، الناطق باسم التحالف الدولي في قاعدة القيارة الجوية: «كلما اقتربت القوات العراقية من الموصل تزداد مقاومة داعش». من جهة أخرى، وصف سعد الحديثي، الناطق باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي تصريحات «بعض المسؤولين الأتراك» بأنها «استفزازية ومرفوضة». وأكد أنه «لا يمكن أي طرف أن يحدد مصير ما يجري في البلاد إلا العراقيين أنفسهم». وأشار إلى أن بغداد «لا تريد الانجرار إلى المهاترات الإعلامية والانشغال عن تحقيق الانتصار العسكري بالقضاء على الإرهاب وتحرير الموصل بجهود وسواعد عراقية». إلى ذلك، انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون ديرلاين، تدخل الجيش التركي في العملية العسكرية في الموصل. وقالت إن «التحالف الدولي ضد داعش الذي اجتمع الثلثاء في باريس، متفق على ضرورة احترام سيادة الدول الأخرى». وأضافت: «يتعين الالتزام بقواعد التحالف»، وزادت: «سيتم التحدث بمنتهى الوضوح مع تركيا في هذا الأمر». من جهة أخرى، أعلنت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن المعارك أجبرت نحو 10600 شخص على الفرار من منازلهم. وتوقعت منسقة الشؤون الإنسانية في العراق ليز غراند نزوحاً جماعياً كبيراً خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال وزير الهجرة جاسم محمد الجاف: «شهدنا موجة كبيرة للنازحين، تعد الأكثر عدداً منذ انطلاق العمليات لتحرير محافظة نينوى من دنس الإرهاب المتمثل بعصابات داعش الإجرامية». ووصل قسم منهم إلى مخيم الخازر حيث نصبت مئات الخيام التي غطتها طبقة من الرمل. وانهمك موظفون إنسانيون في توزيع الفرش والأغطية والماء والطعام عليهم.