×
محافظة الرياض

وجبة عشاء مع الصرصور بالحريق

صورة الخبر

تشترط الجهة المنظمة والمانحة لجوائز الأوسكار السينمائية (الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة)، دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل عرض مشاهد من حفلات الأوسكار على شاشات القنوات التلفزيونية. حتى إن قنوات عالمية معروفة بموازناتها الضخمة توقفت منذ سنوات عن عرض لقطات أرشيفية من تلك الحفلات، واستبدلتها بصور فوتوغرافية من وقائع الحدث، لرخص ثمن الأخيرة مقارنة بمثيلاتها التلفزيونية. لذلك بدا برنامج «والأوسكار تذهب الى....» الذي عُرض أخيراً على شاشة قناة «تي سي أم» المُختصة بعرض الأفلام السينمائية حدثاً بذاته، اذ عرض البرنامج الوثائقي وعلى مدى 90 دقيقة، عشرات من المشاهد الأرشيفية من الحفلة السينمائية، بعضها يعود الى البدايات المرتبكة تنظيمياً، وبعضها الآخر من السنوات الأخيرة، عندما تحولت الحفلة الى أشهر حدث فني في العالم، ليركز البرنامج على أحداث بذاتها، كـ»غضبة» مايكل مور ضد رئيسه جورج بوش عام 2003، إحتجاجاً على حرب العراق، أو الإحتجاج البليغ لمارلون براندو في عام 1973، عدما أرسل أميركية من أصول هندية حمراء، لتستلم جائزته، للفت الإنتباه إلى ما يعانيه شعب تلك المرأة في بلد الحريات! ولم يكتف البرنامج التسجيلي بعرض المشاهد الارشيفية، بل جمع مجموعة من نجوم السينما ومخرجيها، ليتحدثوا عما يعنيه أن يكون المرء موجوداً في تلك القاعة، وعاد بهم الى لحظات فوزهم بالأوسكار، فيصف توم هانكس أجواء المكان، عندما فُتح الظرف الذي تلته المناداة بإسمه. مع توم هانكس سيتحدث نجوم للبرنامج منهم: جين فوندا، جورج كلوني، وبي غولدبرغ، بيلي كريستال، أنيت بينينغ، هيلين ميرين، ستيفن سبيلبرغ، جنيفر هدسون، ليزا مينيللي، شير. كما استعاد البرنامج محطات فارقة من عمر الجوائز الطويل، فقدم مشاهد مؤثرة للممثلة هاتي مكدانيل، أول ممثلة أميركية سوداء تفوز بجائزة الأوسكار عن فيلم «ذهب مع الريح» عام 1940. وذكّر بانفعالها الكبير يومها الى درجة لم تنجح الا بإخراج جمل قليلة ختمتها بالقول: «قلبي ملآن الى درجة أنني لم أعد قادرة على أن أتكلم»، ثم انفجرت بعدها بالبكاء. ومن المشاهد النادرة أيضاً، كلمة الممثل الأميركي مارلون براندو عندما نال جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «الواجهة البحرية» عام 1955، والإثارة التي صاحبها فوزه وقتها، كتأكيد على نجومية ممثل شاب بموهبة غير مــسبوقة على العالم التقليدي لهوليوود. وإذا كان التحقيق التسجيلي لم يتعرض بتفاصيل كثيرة لقيمة جوائز الأوسكار في مسيرة الذين يحصلون عليها، وتأثيرها على مستقبلهم أو على المردودات المالية للأفلام الفائزة، إلا إنه عوّض عن ذلك، بفتح صفحات سود من تاريخ الجائزة، عندما تواطأت «الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة»، مع لجان المكارثية في عقد الخمسينات من القرن العشرين، وأبعدت عشرات الممثلين والممثلات والمخرجين عن الترشيحات بسبب مواقفهم السياسية، أو بمجرد الشكوك بهم أحياناً. وعرض الفيلم شهادات لممثلين وفنيين من ضحايا الحملات الفكرية تلك. يذكر أن عرض البرنامج أتى ضمن البرمجة التلفزيونية الخاصة بالأوسكار على قناة «تي سي أم» التي تواصل تقليدها الذي يعرف باسم «31 يوماً من الأوسكار»، والذي يقترب عمره من 20 عاماً، ويتم فيه في كل ليلة عرض فيلم من الأفلام التي فازت بجوائز الأوسكار، أو وصلت إلى المرحلة الأخيرة من التنافس. الأوسكار