×
محافظة عسير

إنشاء إدارة تعليم في محافظة ظهران الجنوب

صورة الخبر

بحماس شبابي ووجوه باسمة، لجأ أعضاء مبادرة "شارع واعي" إلى الشارع، حاملين الدفوف والحجارة وآلاتهم الموسيقية، لعزف إيقاعات وجمل موسيقية متناغمة لـ"فن الباركشن". ففي هذا الفن يمكن استخدام أي شيء لخلق إيقاع متجانس، من طبول شرقية وإفريقية ودفوف ودرامز وصولاً إلى الزجاجات والقوارير، إلا أن ما يميز هذه الفرقة المصرية الشابة هو تخطيها الحواجز التقليدية وتقديم نفسها بنفسها للجمهور مباشرة دون تكليف على المسارح وفي الشوارع. ما هو فن الباركشن؟ يقول أحمد عادل، أحد مؤسسي مبادرة "شارع واعي" ومدرب فن الباركشن أو فن عزف الإيقاع لـ"هافينغتون بوست عربي": "عندما انخرطت بالفن من خلال مبادرة "شارع واعي"، لم أملك وقتها المال لشراء الآلات، فقررت مع أصدقائي المشاركين في المبادرة استخدام أبسط الأدوات، للوصل لغايتنا في نشر الفنون وكسر حاجز العزل بين الشارع المصري والفنون الجديدة". وأضاف: "لجأنا إلى وسائل مختلفة لنشر الفنون بشكل عام والباركشن بشكل خاص، كان من بينها المسرح المتحرك، الذي نتنقل به في الميادين المختلفة، وذلك بالتنسيق مع الإدارة الثقافية والفنية للحدائق العامة، التي تسمح لنا بتقديم العروض داخلها ولروادها، وبالتالي يصبح بإمكاننا الوصول إلى جميع الشرائح خاصة تلك التي لا تستطيع الوصول إلى المسارح". وأوضح أن الفرقة تبنت مهمة إحياء الثقافة الفنية القديمة والحفاظ عليها وتطويرها، مع ترسيخ العادات الجيدة في المجتمع من خلال تلك الأنشطة، ومن ضمنها عروض مسرح العرائس، وعرائس الظل. وأكد أن عمل الفرقة تطوعي، مع خلو العروض من التوجهات السياسية، وإن كانوا يقدمونها في بعض الأحيان بالاشتراك مع أحزاب سياسية لتنظيم الفعالية وجذب الجمهور. فيما استطاعوا تقديم عروض في أكثر من مكان كقصر الأمير طاز والجامعة الأميركية والربع وشارع المعز، ويقول عادل: "نعزف الباركشن في أي مكان وتحت أي ظرف، فكسر حاجز الخوف والنزول إلى الشارع أمر صعب ولكنه من أهم أهدافنا". أما العرض نفسه فيتم على مسرح مفتوح، تحمل الفرقة بعض الأدوات البسيطة مثل الدلو، وعصا المقشة، ثم يتبادلون النظرات قبل بدء العزف. وأشار إلى أن ردود أفعال الناس كانت إحدى العقبات التي واجهتهم في البداية: "كانت الناس تسخر منا وغير مقتنعين بما نقدم، لكننا أصررنا على كسر الخوف، وذات يوم قررنا ارتداء ملابس مقطوعة وأغرقنا ملابسنا بالألوان والنزول لمنطقة بسيطة، ثم قمنا بمجمع الطوب والأشياء المكسورة بالشارع وعزفنا عليها، واستطعنا بذلك جذب الانتباه لنا وللفن الذي نقدمه". وأوضح المدرب أنه بينما تنجح الموسيقى في تصفية الذهن، فإن "الباركشن يعمل على تفريغ نفسي هائل وضبط المزاج العام واستحضار روح إيجابية للمتلقي تخرجه من أي حالة سلبية". كيف ظهر فن الباركشن في مصر؟ رغم عدم حاجتها إلا لأدوات بسيطة غير مكلفة، تطورت الأنشطة والفنون داخل المبادرة، إذ يمكن ممارسة فن "الباركشن" الذي ظهر في مصر بشكل واضح منذ 6 سنوات -بحسب عادل- على أي نوع من الآلات الموسيقية. ويضيف: "بدأت بنشر فن الباركشن عام 2012 مع مجموعة "شارع واعي"، بعد التدرب عليه على مدار عامي 2014 و2015 كنشاط طلابي في كلية هندسة جامعة عين شمس تحت اسم "أرابيسك"، وتلك كانت نقطة التحول الحقيقية، ففي العام الأول استغرب الطلاب الورشة، ومع ذلك تقدم حوالي 35 شاباً وفتاة ليبدأ الفريق بهم أول نواة". حتى صارت الورشة الواحدة تضم 70 لاعباً، يحضرون نحو 12 حصة لمدة 4 ساعات للحصة الواحدة لضمان التدرب على هذا الفن، فيما يستخدمون الخشب والمعدن والزجاج والبلاستيك للوصول إلى الإيقاع المرغوب، ولأن الفرقة ترفع شعار "الفن ليس سلعة للبيع"، فجميع التدريبات مجانية. وبعد النجاح الذي لاقته الفرقة في الشارع، أعلن عادل أنه ينوي تجهيز عرض كبير من 300 عازف للأداء في مكان مفتوح بعد الحصول على موافقة وزارة التضامن الاجتماعي.