أبوظبي (الاتحاد) أكد مارتن مازو الصحفي القادم من الأرجنتين بعمل صحفي يتناول حياة أليكسيس سانشيز نجم منتخب تشيلي وفريق أرسنال، أن «الصمت» وعدم التعليق على بعض الأعمال الرائعة التي يقدمها الصحفي هو المكافأة الأكبر التي يمكنه أن يحصدها، في إشارة إلى أن جماهير كرة القدم لديها حاسة نقدية حادة، تصل في كثير من الأحيان إلى إهانة الصحفي، ومن ثم يصبح صمتها وعدم هجومها عليه هو المكافأة الأعلى التي يمكنه أن يحصل عليها. وأضاف مازور: «جمهور كرة القدم في كل مكان لديه روح انتقادية حادة، لأكثر من سبب، أهمها أن كرة القدم هي المتنفس بالنسبة له، ومن ثم فهو لا يتردد في التكشير عن أنيابه بالهتاف ضد الفريق المنافس وضد فريقه في بعض الأحيان، وإذا اتفقنا أن الصحفي الرياضي جزء من اللعبة فإنه يصبح في مرمى النيران هو الآخر، أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي تبرز هذا الأمر بصورة لافتة، لقد أجريت حواراً مع دييجو سيميوني قد يكون الأهم في مسيرتي، ومن المعروف أن سيميوني يتمتع بشعبية كبيرة في الأرجنتين، فوجدته يتصل بي ويقول لماذا كل هذه الانتقادات الحادة من الجماهير ضدك، لقد قمت بعملك بطريقة رائعة، إنه أمر يدعو للدهشة». واستكمل: «أعتقد أن جائزة اللؤلؤة وتكريم الصحفيين بهذه الطريقة هو العلاج الأجمل من آلام ومشاكل مهنة الصحافة، لا يهم أن يفوز عملي بالمركز الأول، ولا يهم وصولي إلى التصفية النهائية، المهم أنني أتيت إلى أبوظبي تلبية لدعوة من يقولون لي شكراً نحن نقدر ما قمت به، إنها فرصة رائعة لكل صحفي أن يلتقط أنفاسه ويعيد حساباته ويجدد حماسه، بل هي إستراحة محارب كما يقولون». وتحدث مازو عن العمل الذي وصل به إلى التصفية النهائية، وهو عن قصة حياة أليكسيس سانشيز نجم تشيلي وأرسنال فقال: «لم أتحدث مع اللاعب لأني أدرك جيداً عدم مقدرته على التفاعل مع الصحافة، ومن ثم كان لزاماً على أن أتجه للحديث مع الأشخاص الذين يحيطون بالنجم التشيلي لكي أتعرف منهم على أدق تفاصيل حياته». قصة سانشيز تتشابه مع الكثير من قصص نجوم الكرة اللاتينية الذين انطلقوا من عالم المهمشين إلى أضواء النجومية الأوروبية، ولكن ما يملكه النجم التشيلي من حماس لافت، ورغبة متجددة في التألق، وجوع دائم للمجد، يؤكد أنه لا يريد أن يتوقف عن الثأر لنفسه من سنوات المعاناة، مما دفعني للبحث في خفايا حياته، مشيراً إلى أن البعض قد يتعجب من أني أكتب عن لاعب تشيلي وليس أرجنتيني، ولكني بررت ذلك بأن أميركا اللاتينية كيان كروي واحد، كما أن شانشيز لعب لفريق ريفر بلايت الأرجنتيني من قبل، وسبق لي أن كتبت عن قصة حياة أنخيل دي ماريا». وعن منتخب الأرجنتين قال مازور: «أعلم لدينا 11 نجماً خارقاً في صفوف الأرجنتين بصفة دائمة، ولكن في كثير من الأوقات ليس لدينا فريق كرة قدم يؤدي بصورة جماعية مقنعة، هذه هي مشكلتنا الكبيرة على مدار السنوات الماضية، بالطبع المسؤولية تقع على عاتق الأجهزة الفنية المتعاقبة التي لم تتمكن حل هذه المعضلة، لم ينجحوا جميعاً في توظيف كل هؤلاء النجوم بطريقة جيدة». وبسؤاله عن ليونيل ميسي وشعبيته في الأرجنتين، قال: «لقد تجاوز ميسي فعلياً مرحلة التشكيك في حبه للأرجنتين، المفارقة أن ليو قد يكون الأكثر شعبية في العالم، ولكنه ليس كذلك في الأرجنتين، جماهيرنا تعشق تيفيز، ودائماً ما يقولون عنه إنه لاعب الشعب، وينافسه في ذلك أنخيل دي ماريا». وأكد الصحفي الأرجنتيني أن كرة القدم في بلاده تعاني من فراغ إداري وسوء تنظيم على مستوى اتحاد الكرة، حيث لا زال منصب رئيس الاتحاد شاغراً في انتظار الانتخابات، وبرر سوء أداء منتخب الأرجنتين في تصفيات التأهل للمونديال بعد شعور اللاعبين بالارتياح مع تاتا مارتينو، مؤكداً أن دييجو سيميوني قد يكون هو الأمل ولكنه لا يريد العمل مع المنتخبات في الوقت الراهن، فقد يفعل ذلك في المستقبل.