×
محافظة المنطقة الشرقية

10 ملايين عامل يحوّلون 40 مليار دولار سنوياً خارج المملكة

صورة الخبر

اظهرت دراسة علمية حديثة ان “الكذب يجر الكذب”، اذ ان الذين يعمدون الى اخفاء الحقائق او تغييرها يشعرون اول الامر بالانزعاج من انفسهم، لكن هذا الشعور يتبدد مع الوقت ان هم ثابروا على ذلك. ففي البدء، يشعر الانسان بانه غير مرتاح حين يغير الحقائق، لكن هذا الشعور بالانزعاج يتلاشى تدريجا مع توالي الاكاذيب، على ما جاء في دراسة نشرتها صحيفة “نيتشر” العلمية. وهذه المشاعر بالانزعاج يولدها جزء من الدماغ حين يقول المرء ما هو خلاف للحقيقة، الا انه يكف عن توليدها حين يعتاد على هذا الموقف، وعندها تكبر الاكاذيب اكثر فأكثر اذ تختفي رقابة النفس عليها. وقال نيل غاريت الباحث في قسم الطب النفسي التجريبي في جامعة لندن “انها المرة الاولى التي يثبت فيها ان التصرفات غير النزيهة تتعاظم حين تتكرر”. وبحسب تالي شاروت من جامعة لندن، “سواء في ما يتعلق بالخيانة، او بالغش في المسابقات الرياضية، او بتزوير الحقائق العلمية او البيانات المالية، يقول الكاذبون انهم بدأوا بكذبات صغيرة ثم انزلق بهم الامر الى ما هو اعظم”. وشملت هذه الدراسة ثمانين شخصا تراوح اعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والخمسين، عرضت امامهم صورة عالية الدقة تظهر وعاء مملوءا بقطع نقدية. وتعين على المشاركين ان يساعدوا شريكا لهم على تقدير قيمة هذه القطع النقدية، ولم يكن في حوزة الشريك هذا سوى صورة باهتة للوعاء وما فيه من مال. في مرحلة اولى من التجربة، طلب من المشاركين ان يجتهدوا في معرفة قيمة القطع النقدية، وقيل لهم انهم ان فازوا بالاختبار سيجنون المال هم وشركاؤهم. لذا يعتقد الباحثون ان اجاباتهم هنا كانت صادقة. استخدمت نتائج المرحلة الاولى كمعطيات اساسية لتقييم المرحلتين الثانية والثالثة، حين كان التقليل من قيمة القطع النقدية، او تكبير قيمتها، ينطوي على مصلحة للمشاركين على حساب شركائهم. وتقول تالي شاروت “الناس يكثرون من الكذب حين يكون في ذلك مصلحة لهم وللشخص الآخر، ربما لان ذلك لا يولد شعورا بالانزعاج من انفسهم”. اما حين يكون في الأمر مصلحة لهم على حساب مصلحة شركائهم، فهم يكذبون اقل. لكن معظمهم صاروا يكذبون اكثر مع الوقت. ولفهم ما جرى في ادمغتهم، خضع ربع المشاركين لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي اثناء الاختبار. ولاحظ الباحثون ان الجزء من الدماغ المسؤول عن اصدار المشاعر، كان اكثر نشاطا حين كان المشاركون يكذبون لتحقيق مصلحتهم على حساب مصلحة الآخر، وكان يصدر مشاعر سلبية تحد من نطاق الكذب، بحسب شاروت. لكن مع كل كذبة جديدة، كان اداء هذا الجزء من الدماغ يتراجع، ونطاق الكذب يتسع. وتقول تالي شاروت “هناك نوع من التكيف في المشاعر، من شأنه ان يؤدي الى انزلاق المرء الى كذبات كبرى”. ويرى نيل غاريت ان هذه النتائج تؤيد فكرة ان هذا الجزء من الدماغ “ينشط حين نتصرف بشكل نراه سيئا او غير اخلاقي”. واضاف “لقد درسنا في هذا الاختبار التصرفات غير النزيهة، لكن المبدأ نفسه قد ينطبق على مجالات اخرى مثل التصرفات الخطرة او العنيفة”.