أعلن كل من «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، الفصيلين الخصمين، في الغوطة الشرقية استعدادهما لإنهاء الخلافات فيما بينهما في خطوة رأى فيها البعض آثارا إيجابية قد تصب في مصلحة المنطقة وأهلها، قبل أن يعود الخلاف وينشأ بين صفوف البيت الواحد، داخل «الفيلق»، بعد إعلان أبرز مؤسسيه «لواء أبو موسى الأشعري» انشقاقه عنه وتشكيله، إلى جانب فصائل أخرى، لواء جديدا حمل اسم «لواء المجد»، بدأ يوم أمس عمليات مشتركة في الغوطة إلى جانب «الخصم السابق» «جيش الإسلام». هذه التبدلات التي جاءت بعد ضغوط شعبية تعرضت لها الفصائل داعية إياها إلى التوحّد والابتعاد عن الخلافات، وهو ما رأى فيه مصدر في المعارضة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، خطوة إيجابية قد تؤسس إلى مرحلة جديدة في الغوطة، لا سيما بعد إضعاف قوّة «فيلق الرحمن» بانشقاق أحد أبرز مؤسسيه الذي يشكل نحو نصف عدد مقاتليه، بحسب المصدر. وهو الأمر الذي نفاه إسماعيل الداراني، عضو مجلس الثورة في ريف دمشق، مؤكدا أن عدد مقاتله يقدّر بالآلاف، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الفيلق لا يزال موجودا عسكريا على الأرض لكنه حتى الآن لم يحسم خياره بشأن الانضواء تحت لواء المجد أو أي تشكيلات أخرى». وفي الإطار عينه، يشير الناشط في الغوطة، ضياء الحسيني، إلى أن كلا من «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» استجابا في بيان لكل منهما، لطلبات الأهالي خلال المظاهرات التي خرجت في المنطقة مطالبة الفصائل بالتوحد وإزالة الحواجز التي تفصل مناطق الغوطة عن بعضها وفتح جميع الجبهات لإيقاف زحف النظام نحوها. ولفت إلى أن المتظاهرين كانوا قد تعرضوا لإطلاق النار من قبل «الفيلق» خلال المظاهرات، وهو الأمر الذي دفع بعض فعاليات المنطقة إلى مطالبة رئيسي الائتلاف والحكومة المؤقتة ورئيس الهيئة العليا التفاوضية للتدخل وفتح تحقيق بما يحصل. وأوضح الحسيني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «أنه بعد إصدار بيان فيلق الرحمن عاد أبرز فصيل فيه ومؤسسه (لواء أبو موسى الأشعري) وأصدر بيان انشقاقه عن (الفيلق) معلنا في الوقت عينه (توحيد صفوفه في ألوية المجد) التي باتت تضم إضافة إليه و(سرايا الشام) بعض الفصائل والتشكيلات التي تقاتل في الغوطة، وانخرطت فورا في المعارك إلى جانب (جيش الإسلام) ضد النظام حيث سقط لها 4 عناصر أمس، وهذا الانشقاق الذي، وإن رأى فيه أهل الغوطة خطوة جيدة قد تؤسس لمصالحات بين الفصائل وتوحيد صفوفها، لكنه لقي ردّة فعل سلبية من (فيلق الرحمن) الذي لم يبق في صفوفه إلا (لواء البراء) الذي يضم نحو 900 مقاتل، متهما المنشقين عنه أي (لواء الأشعري) بالتورط باغتيالات». مع العلم أن مناطق نفوذ «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» تتوزّع في الغوطة، بنسبة 40 في المائة للأوّل و60 في المائة للثاني. وكان، أمس، شهد حزمة بيانات بين الفصائل، أهمها من «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، أكّدا فيها الاستجابة للمطالب التي خرجت من أجلها مظاهرات الفعاليات المدنية والحراك الشعبي، إضافة إلى بيان انشقاق «لواء الأشعري». وفي بيانه، أعلن الأشعري انفصاله عن «فيلق الرحمن» وتحديدا عن «لواء البراء»، مشيرا إلى خلافات داخل الفيلق على مستوى القيادة بما يخص الاقتتال الداخلي وسقوط مدن وبلدات الغوطة وتهجير مواطنيها. وقبل هذا الانشقاق كان «فيلق الرحمن» أصدر بيانا دعا فيه قائد «جيش الإسلام» للاجتماع الفوري مع قائد «فيلق الرحمن» للتباحث في قضايا الغوطة وإيجاد الحلول لها، وكل فصائل الغوطة، لتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة ورفع الحواجز وإزالة السواتر الترابية، بما في ذلك مدخل مدينة دوما. وأبدى استعداده للتنسيق مع اللجنة السداسية لتشكيل لجنة لإنهاء ملف الحقوق العالقة بين الطرفين، وذلك خلال مدّة تحددها اللجنة، علما بأن لجنة كانت قد شكّلت سابقا وأعلنت إنهاء مهامها قبل أيام وأخلت مسؤوليتها عن التوسط بين الفصائل. من جهته، تجاوب «جيش الإسلام» مع «الفيلق»، بحسب ما جاء في بيان له، مبديا «استعداده للجلوس مع قادة (الفيلق) ووضع خطوات عملية تنهي الانقسام الحاصل في الغوطة الشرقية، الذي مكن عصابات الأسد من تحقيق تقدم كبير. ونؤكد للفعاليات المدنية والحراك الشعبي توقيعنا على مطالبهم وانتظارنا توقيع الإخوة في قيادة (فيلق الرحمن) على مطالبهم للبدء باللقاء فورا». كما وافق «الجيش» على تشكيل غرفة عمليات مشتركة وأبدى استعداده لـ«رفع الحواجز فور بدء الإخوة في (فيلق الرحمن)، بل سنقدم بوادر حسن نية في هذا المجال».