كان الحكم على الأشخاص في السابق من خلال لقاءات الاتصال المباشر الفردي أو في المجالس العامة والخاصة، ومواقع العمل، أو الاجتماعات، وكذا السفر، وكان الآخرون يأخذون انطباعاتهم وأحكامهم على من يلتقونهم من خلال الأحاديث والمواقف المباشرة التي توضح عن قرب سلوكيات الأفراد سواءً أكانت إيجابية أو سلبية. ومع تطوّر وسائل الاتصال والإعلام الجديد وبالذات «مواقع التواصل الاجتماعي» بكافة أنواعه وأشكاله كشفت حقيقة البعض عبر هذه المواقع وذلك من خلال ما يقدمه مكتوباً أو منقولاً، أو حتى تصرفاته وشخصيته المسجلة من خلال البرامج التقنية الحديثة. إن من الأهمية بمكان توظيف «مواقع التواصل الاجتماعي» في نشر وبث السلوكيات والأخلاق الحميدة التي تنبع من ديننا الإسلامي الحنيف وما فيه من مكارم الأخلاق، والبعد كل البعد عن كل ما يسيء إلى ديننا ومجتمعنا وأنفسنا، والتنزّه والبعد عن كل سلوك مشين قولاً وعملاً، وكل انحراف ومخالفة حذّر منها ديننا كالسب والشتم واللعن والكذب والتطاول على الآخرين بالاستنقاص منهم والسخرية بهم. إن الإنسان حينما يكون مترفعاً عن هذه السلوكيات غير المحمودة فهو يؤكّد التزامه بالمنهج الإسلامي الرفيع، ويؤكد على تربيته السليمة ويعطي صورة ناصعة البياض لشخصيته وبيئته الراقية النظيفة التي تربّى فيها؛ لأنه لا يمثّل نفسه فحسب بل يمثل أسرته ومجتمعه إن خيراً فخير وإن شراً فشر. وهكذا كل السلوكيات في مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على الإنسان ذاته، والكل مطّلع عليها دون حواجز أو سواتر ومن هنا لابد أن يكون الإنسان سفيراً لأسرته ولمجتمعه ووطنه بنشر الخير والمحبة والوئام والسلام في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وأن يتذكر قبل ذلك كله أن الله سبحانه مطّلع على ما يقوله حتى وإن تخفّى بمسميات وألقاب وهمية: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).