×
محافظة المنطقة الشرقية

الشؤون الاجتماعية تُشارك في اليوم العالمي للدفاع المدني بالشرقية

صورة الخبر

«إلزم حدك» «تعديت حدك» وأمثالها من العبارات التي تقال عند الشجار والخصومات تدل على أن أصل ذلك الشجار والخصومة هو اعتبار أن الخصم تجاوز حدو. فلكل إنسان حيزه المادي والمعنوي الخاص الذي يعتبر أنه لا يحق لأحد تجاوزه إلا بإذنه وإرادته، وعندما يتعداه أحد تحصل ردة فعل انعكاسية دفاعية تلقائية وحتى عدوانية ضد من تجاوز حدود حيز خصوصيته، وبالفعل من ينظر إلى جذر غالب المشاكل العائلية والاجتماعية وحتى العملية يرى أنها متولدة عن ضعف وعي الفرد بحدوده الخاصة، وحدود غيره. ولهذا كتب عمر بن الخطاب لولاته «مروا الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا» والسبب هو أن الأقارب يميلون إلى تجاوز حدود بعضهم مما يسبب المشاكل. ولهذا أهم وسائل الوقاية من التوتر والعدوانية المباشرة أو المكبوتة في العلاقات هو الوعي بحدود خصوصية كل إنسان والتوقف عندها، ولهذا في الأماكن الفقيرة المزدحمة التي لا حيز فيها لحفظ حدود الخصوصية الفردية تزداد العدوانية والعنف، وليس من حق الفرد تجاوز حدوده، وفرض سيطرته وتحكمه على ما ومن هو خارج حدوده ولا حتى على المقربين طالما لم يسمحوا له بذلك، وحتى الطفل يجب أن تكون له حدود وحيز لخصوصيته التي يحترمها الوالدان فهذا ينشئه على الوعي بحدوده وحدود الآخرين واحترامها، وعدم تنشئته على الوعي بها يجعله ضعيف الشخصية، وبلا وعي بحدوده وحدود الآخرين، وهذا يسوغ له التجاوز على الآخرين أوالسماح للآخرين بتجاوز حدودهم والإساءة إليه. فالاحترام هو مراعاة هذه الحدود الفردية، ولا يحق للإنسان تجاوز حدوده في مجال وظيفته، بحيث يجعل الموارد الخاصة بوظيفته وعمله كما ولو أنها جيبه الخاص، ولو لزم بشار حده، واحترم حدود أفراد الشعب لما سوغت له نفسه فعل ما يفعله بهم. bushra.sbe@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 111 مسافة ثم الرسالة