أعلن كل من تنظيم الدولة الإسلامية وفصيل منشق عن حركة طالبانباكستانفي بيانين منفصلين تبنيهما الهجوم على مركز تدريب للشرطة في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشتسان (جنوب غرب البلاد)، وأسفر عن مقتل ستين شرطيا وجرح نحو 120 آخرين. وقالت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة إن "ثلاثة انغماسيين من الدولة الإسلامية هاجموا مركز تدريب للشرطة الباكستانية في منطقة سرياب رود بمدينة كويتا"،واشتبكوا مع عناصر الشرطة لمدة أربع ساعات، ثم فجروا ستراتهم الناسفة وسط تجمعات لعناصر الشرطة. من جانبه، قال الفصيل الموال لزعيم الحركة السابق حكيم الله محسود إن أربعة انتحاريين نفذوا الهجوم، بينما أعلن مسؤول أمني ضبط أدلة تثبت اتصال منفذي الهجوم بتنظيم في أفغانستان يُدعى "لَشْكر جهنغوي العالمي"، مضيفا أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة على الموقف بعد خمس ساعات من المواجهات مع المهاجمين. من جهته، قال سارفراز بوغتي وزير الداخلية في إقليم بلوشستانإن قوات الأمن قتلت أحد المهاجمين بينما فجر اثنان آخران نفسيهما. وأضاف أن "الرجل الذي كان مكلفا بالحراسة قاتل ببسالة، وبعدما قتلوه تمكن الإرهابيون من الدخول"، رافضا فكرة وجود ثغرة أمنية، وتابع بوغتي "عندما نكون في حالة حرب ويصل انتحاري يتغير الوضع، لكن مهما كان الأمر سنجري تحقيقا وسيعاقب المذنبون". وقال الجيش إن المهاجمين دخلوا قبل منتصف الليلة الماضية كلية الشرطة الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومترا إلى الشرق من كويتا عاصمة إقليم بلوشستان. وكانت هذه المنشأة الكبيرة تضم نحو سبعمئة مجند في الشرطة، وفرّ عدد كبير منهم مذعورا خلال الهجوم. وأوضح الجنرال شير أفغن قائد كتيبة الحدود -القوات الخاصة المكلفة بالهجمات المضادة- أنه بعد إطلاق الإنذار تحركت قوات الأمن خلال عشرين دقيقة، واكتشفنا في المكان مجندين كانوا محتجزين رهائن، ونسب الهجوم إلى جماعة عسكر جنقوي المتحالفة مع حركة طالبان الباكستانية. وأضاف أن "المهاجمين كانوا يتحدثون مع كوادر في أفغانستان". هجوم بلوشستان هو الأعنف الذي تشهده باكستان خلال العام الجاري (الأوروبية) ويعد هجوم اليوم الأعنف في باكستان هذه السنة، وسارعت الولايات المتحدة إلى التنديد به، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي "في هذا الوقت الصعب نحن مع شعب وحكومة باكستان والولايات المتحدة الأميركية تتعاون مع باكستان للقضاء على الإرهاب. ويأتي هذا الهجوم بعد شهرين من تنفيذ جماعة تُدعى جماعة الأحرار -الفصيل التابع لطالبان وتنظيم الدولة الإسلامية- عن سقوط 73 قتيلا في أحد مستشفيات كويتا، بينما كان حشد يواكب جثمان نقيب المحامين في الإقليم بعد ساعات من اغتياله. وقتل ستة أشخاص في السابع من الشهر الجاري في بلوشستان في هجوم استهدف عسكريين مسافرين في قطار للركاب، وتبناه "جيش التحرير البلوشي". يذكر أن إقليم بلوشستان هو أوسع وأفقرأقاليم باكستان، على الرغم من ثرواته الطبيعية، وتهزه أعمال عنف ونزاع بين مجموعات السكان وتمرد انفصالي للبلوش. وتحتل بلوشستان موقعا إستراتيجيا أيضا؛ إذ تصب فيها البنى التحتية الطموحة للطرق والطاقة التي تربط الصين ببحر العرب، وهذا الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي وظفت فيه استثمارات صينية بقيمة 46 مليار دولار استهدفته هجمات عديدة، خاصة من قبل انفصاليين بلوش، لكن بكين أكدت ثقتها في قدرة الجيش الباكستاني على السيطرة على الوضع.