على أنغام أغنية فنان العرب «الأماكن كلها.. مشتاقة لك» يبدو أن قصة عشق «آسيوية - عالمية» جديدة ستكتب للكرة السعودية، عقب جفاء استمر لسنوات عجاف. فكبار الأخضر، يعيشون مرحلة زاهية جدا في التصفيات العالمية، واذا ما نجح في خطف نقاط اليابان خلال تحديه المقبل، فإنه وبكل تأكيد سيعود «البعبع» الذي تخشاه كل آسيا. أما شبان الأخضر، فقد حققوا الأهم بالوصول للعالمية، تحت قيادة «ابن الوطن» سعد الشهري، الذي سيتذكره التاريخ طويلا، وسيكتب اسمه بأحرف من ذهب، كونه احد القلائل، ان لم يكن الوحيد، الذي نجح في التواجد خلال هذا المحفل العالمي كقائد لمنتخب بلاده، قبل أن يعود إليه عقب (17) عاما، ولكن كقائد للدفة الفنية في هذه المرة. هي قصة رائعة لن ينساها ابن الشهري أبدا، لكن عنصرا رئيسا في التركيبة الدرامية لهذه القصة، يجب أن يذكر في هذه اللحظات، وهو رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الرائع أحمد عيد، الذي تحمل كل القساوة التي صدرت من الاعلام والشارع الرياضي السعودي، وعمل بصمت لثقته الكبيرة في صحة ما يقوم به، فأعطى الثقة للجميع، وممن أعطاهم الثقة كان المدرب الشاب لشبان الأخضر، حيث لم يربط تواجده مع الأخضر بتحقيق انجاز وقتي، بل رسم معه خطة مستقبلية ليكون مشرفا على منتخب الأحلام، الذي يطمح الجميع بتواجده في أولمبياد طوكيو (2020)م، الحلم الذي طال انتظاره طويلا. أما الزاوية الأجمل في اعادة بلورة هذه القصة، فهي تتمثل في الوعي الكبير الذي يعيشه الاعلام الرياضي السعودي، وكذلك الجماهير العاشقة لكرة القدم السعودية، وهو ما ساهم في خلق بيئة مثالية كان نتاجها عودة الكرة السعودية للتألق، ما انعكس ايجابيا على المستويات الفنية والمعنوية لمختلف اللاعبين خلال الجولات الماضية من دوري «جميل» الممتاز. ويبقى الأهم خلال الفترة المقبلة، ألا تعيد اثارة الدوري الممتاز والصراع الكبير بين فرقه، خصوصا الكبار منهم، الاعلام الرياضي والجماهير السعودية إلى دوامة الصراع بين الأندية، كي يبقى الأخضر قويا، وقادرا على رسم البهجة في وجوه الجميع من خلال التواجد في مونديال روسيا (2018)م.