نصح خبير في مكافحة جرائم التظيمات الإرهابية الأسرة بأهمية التعرف على العلامات التي تكشف وقوع أحد ابنائها ضحية تنظيم إرهابي، مثل داعش، وأشار إلى أنه رصد نحو 20 مؤشراً خطيراً يمكن للأسر عبر متابتها معرفة حالة أبنائها. وقال أستاذ مكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم، والمستشار الأمني، د. يوسف بن أحمد الرميح، إن الحادثة الإرهابية التي شهدتها الرياض مؤخراً بإقدام شابين داعشيين مراهقين على قتل والدتهما وطعن الوالد وأحد الاخوان، على الرغم من دمويتها وإيلامها، فهي غير مستغربة على فكر وعقلية وسلوك داعش التنظيم الإرهابي المتوحش، الذي يستهدف أبناء هذه البلاد. وأكد ضرورة اهتمام الأسرة بعدد من الأمور التي تظهر على أبنائها والتي ينبغي أن تقرع جرس الانذار ان هناك مصيبة في عقل وتفكير وعاطفة هذا الشاب، منها الكلام في الموت وان الحياة لا قيمة لها، وانه ينتظر الحور العين بفارغ الصبر، والكلام عن الحرب والجهاد، وضرورة تعلم وحمل واقتناء السلاح، وتعلق الشاب بمواقع الكترونية معينة تعلقاً شديداً، ولا يرغب أن تعرف أسرته، فكلما قرب احد أفراد الاسرة سارع بغلق الجهاز، وجمع الأموال لأمور لا تعرفها أسرته، ومحاولة جمع الأموال من الأقرباء، ومحاولة تغيير اسمه لكنية حركيّة كأبو القعقاع وغيرها، والجلوس مع الصغار من العائلة لإعطائهم دروسا في كفر المجتمع وضرورة مفارقته. ومن المؤشرات على حالة الانحراف الكلام السيئ عن الوطن واختزال كل مكسب وتنمية، وبيان أن مشروعه الوحيد الحرب والساحات، والنظرة المتشددة والمتطرفة للمجتمع، وانه كافر يجب الفكاك منه، ويجب حربه للمنكرات التي تكبر وتضخم بعقل هذا الشاب، فضلاً عن عدم الاهتمام بالمدرسة والتعليم وانه خلق لهدف أسمى واشمل وأعظم وهو الدفاع عن الأمة، وإظهار عدم رضاه عن أي مناسبات أسرية أو اجتماعية كالزواجات والأعياد والحفلات، وان الحياة يجب ان تكون للجد والقتال والمعارك، والهروب من المناسبات الاسرية بأي عذر كان، لأن لديه الآن -حسب فكره المتطرف- نظرة جديدة للحياة والموت، والاهتمام المفاجئ بالقضايا السياسية للعالم، والإيمان الكامل بفكر وعقيدة المؤامرة التي تحاك علينا. وقال الرميح إن الميل نحو الأفكار المنحرفة يتكشف أيضاً من خلال عدم اهتمام الشاب بالمظهر واللباس بدعوى ان الأهم هو الجوهر والفكر، وكذلك وصفه منتقديه ومناصحيه بالمنافقين والكفار والسذج الذين يجب الابتعاد عنهم تماما بهذه المرحلة المهمة والخطيرة، وتلميع وتمجيد التنظيمات الإرهابية والدفاع عنها بشراسة وعلى الملأ، وأن يعتقد جازماً بأن لا حل لمشكلات المجتمع إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة التي ستعيد أمجاد الأمة، والتي بلا شك -في فكره وتصوره وعقله- قد آن آوان قيامها ونشوئها. ومن مؤشرات وقوع الشاب في براثن التنظيمات المتطرفة، مثل داعش، الحقد والكره والكلام البذيء لكل عامل في الجهاز الأمني وانه هدف لدولة الخلافة حال قيامها، وكذلك التشدد كثيراً في موضوع المرأة من ناحية اللباس والعمل والحفلات وغيرها، ومحاولة منع أخواته من المشاركة في هذه المنكرات غير المقبولة في تصوره، وبالتالي النظرة للمجتمع نظرة قاتمة سوداء يائسة، وان المجتمع فاسد كافر لا سبيل لإصلاحه الا بدولة الخلافة بعقلة المتطرف والإرهابي، وتصنيف الدعاة والعلماء والوعاظ بأنهم دعاة شر وفتنة وفساد حسب عقيدته الإرهابية التكفيرية الجديدة، ومع ذلك نجده يهتم بشخص متدين لكنه متشدد ومتطرف، فهذا يمثل له القدوة الصالحة والمثل الأعلى، فيكون الشاب حادا في طباعه سريع الغضب ومتهور لأبسط الأمور، خاصة الأمور الشرعية أو التي فيها خلاف شرعي بين طلبة العلم الشرعيين.