يعاني مانشستر يونايتد خلال الموسم الجاري مع مدربه جوزيه مورينيو الأمرين، فالفريق لم يصل لتشكيله الثابت حتى الآن أو المستوى المنشود ويترنح تارة بين فوز مرغوب ونتائج سلبية عديدة. مع قدوم مورينيو لتولي مهمة تدريب مانشستر يونايتد كانت المخاوف أن يلعب بطريقة دفاعية ويخسر الفريق بعض النجوم والشباب، لكن هذا لم يحدث وعلى عكس المتوقع كانت خطط الشياطين الحمر بلا ارتكاز دفاعي أصلا! فأين الخطأ مع النتائج؟ خلق الفرص يونايتد لم يكن سيئا في خلق الفرص، مانشستر سيتي متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز خلق 117 فرصة على مرمى الخصوم في 9 مواجهات صنع من خلالها 14 هدفا. أما أرسنال صاحب المركز الثاني خلق 94 فرصة في نفس عدد المباريات صنع من خلالها 12 هدفا. يونايتد بعيدا عن الأول والوصيف في المركز السابع خلق 103 فرصة في 9 مباريات بالدوري صنع من خلالها 8 أهداف منهم 95 تمريرة حاسمة، أكثر من أرسنال الذي مرر 82 كرة. إنهاء الفرص أمام المرمى وسط تلك الأندية يمتلك يونايتد نسبة 44% كدقة تسديدات على المرمى أقل من سيتي وأرسنال، يونايتد سجل حتى الآن 13 هدفا فقط هدف وحيد من خارج منقطة الجزاء ولكنه وعلى الرغم من ذلك لم ينه نسبة كبيرة من فرصه أمام مرمى الخصم وبالتالي الفاعلية الهجومية هي الأقل. إبراهيموفيتش الذي شارك في 9 مباريات بالدوري هذا الموسم سجل 4 أهداف وامتلك دقة تسديدات 47%، وخلق 10 فرص، في المقابل أجويرو شارك في 7 مواجهات سجل 5 أهداف ويمتلك دقة تسديدات تقدر بـ54% وخلق 6 فرص، أليكسيس سانشيز لاعب أرسنال شارك في 9 مباريات وسجل 4 أهداف وخلق 19 فرصة ويمتلك دقة تصويبات تقدر بـ63%. راوغ إبراهيموفيتش 5 مراوغات بالدوري فاز في مرتين فقط، وارتكب 27 خطأ حتى الآن. المهاجم الدولي السويدي لا يقدم المطلوب منه وبالتالي يونايتد ضعيف في إنهاء الفرص التي يخلقها. افتكاك الكرة يونايتد يستقبل في المباراة الواحدة متوسط 10.9 تسديدة من الخصم ويمنع 3.2 تسديدة عن مرماه، وقام حتى الآن بـ317 اعتراضا لافتكاك الكرة، فاز بـ126 منهم. الشياطين الحمر يعانون في خط الوسط، لمسة بول بوجبا لم تر طريقها للنور بعد 8 مباريات شارك بها وتسجيله لهدف وحيد، خلق 12 فرصة ويمتلك دقة تصويبات تقدر بـ22%. أيضا أندير هيريرا لاعب وسط الشياطين الحمر لم يقد مستوى جيدا سوى ضد ليفربول في الجولة الماضية، لكن في المجمل، خلق 4 فرص، ودقة التصويبات 20%. أضف إلى ذلك مروان فيلايني لاعب وسط يونايتد والذي لم يسدد على المرمى حتى الآن بعد 7 مباريات شارك بها، وخلق 8 فرص، وفاز بـ17 اعتراضا من أصل 44 قام بها. خط وسط يونايتد يفشل في افتكاك الكرة قبل وصولها لدفاع الفريق الذي يكون مكشوفا بصفة عامة دائما كرة هدف نجولو كانتي في مواجهة تشيلسي بالجولة التاسعة مررها فيكتور موسيس من على حافة منطقة جزاء الزرق إلى بيدرو لتصل إلى ماركو ألونسو في منتصف ملعب أسود لندن على اليسار ثم إلى إيدين أزار أمامه في نفس المنطقة والذي قام بنقل الكرة إلى موسيس أقصى اليمين في خط وسط يونايتد، والذي أعادها إلى سيزار أزبليكويتا الذي مررها إلى كانتي الذي لعب ثنائية رائعة مع نيمانيا ماتيتش ثم عادت لأزبلكويتا الذي أعطاها لبيدرو والذي مررها بدوره إلى كانتي ليسجل الهدف الرائع. أكثر من 11 تمريرة فقط أمام أنظار لاعبي مانشستر يونايتد دون أن يقوم أحدهم باعتراض الكرة أو افتكاكها ومثال أخر هدف إيدين أزار أقل من 7 تمريرات حتى وصلت الكرة إلى شباك يونايتد. فشل الشياطين الحمر في إنهاء الفرص وأيضا في افتكاك الكرة من الخصم يجعل مرماهم في خطر دائم طوال الوقت أيا كان عدد المدافعين المتمركزين في منقطة الجزاء. الاستحواذ متوسط استحواذ يونايتد في المباريات الماضية يقدر بـ53%، في مباراته الأولى بالدوري الإنجليزي الممتاز كانت نسبة استحواذه ضد بورنموث 52%، وضد ساوثامبتون 48%، وضد هال سيتي 56%. حينما خسر يونايتد نسبة الاستحواذ وكانت 44% سقط أمام مانشستر سيتي، عاد يونايتد للاستحواذ بنسبة 54% ضد واتفورد، ثم أعلى معدل له في الموسم وأفضل مستوى ضد ليستر سيتي والفوز الكبير كانت النسبة 64%، ثم ستوك سيتي ونسبة 62% وتعادل، و45% ضد ليفربول وتعادل وأخيرا 54% ضد تشيلسي. ونسبة الاستحواذ تلك لا يتم ترجمتها بأي شكل سوى في حيز معين، وضد خصوم محدد، على سبيل المثال لا الحصر ليستر سيتي نظرا لأنه خصم يلعب كرة هجومية، وستوك سيتي لولا سوء الحظ وتألق حارس المرمى في تلك المباراة. حتى في أفضل مستوياته فدفاع مانشستر يونايتد دائما مكشوف استقبل 12 هدفا فقط هدف وحيد من خارج منطقة الجزاء هو الذي سجله ديماراي جاراي في شباك ديفيد دي خيا. إذا هل اللاعبون مسؤولون وحدهم؟ وأين مورينيو؟ يجيب على هذا السؤال راي ويلكينز مدرب تشيلسي السابق في تصريحات لشبكة سكاي سبورتس"لا أعلم لما لم يركن مورينيو الحافلة ضد تشيلسي، 3 أهداف على الأقل كان من الممكن ألا تسكن شباكه". وأضاف "يونايتد لا يؤدي المستوى المطلوب وأعتقد أن ذلك سيتطلب وقتا حتى يقلب مورينيو أحوال الفريق". وتابع "جوزيه عليه أن يجري تغييرات في خط الوسط، أحب أن أرى مايكل كاريك يلعب في الوسط، بإمكانه أن يسهم في التحكم بوسط الملعب، أندير هيريرا لا يقدم دوره المطلوب منه لم يستمر على مستواه لم يلعب جيدا سوى ضد ليفربول". نتائج يونايتد حتى الآن رقميا وتكتيكيا حتى وإن كانت جيدة فالتنفيذ سيء جدا والفريق لازال يعاني على الرغم من صرف العديد من النقود خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية أبرزهم صفقة ضم بوجبا من يوفنتوس. مورينيو نفسه يعرف ذلك وصرح قبل مواجهة تشيلسي "لن أكون استثنائيا إن لم أفز بشيء مع مانشستر يونايتد". المدرب البرتغالي لم يفز بدوري أبطال أوروبا منذ 6 أعوام، وغادر تشيلسي في الموسم الماضي بطريقة سيئة، وبالتالي إن لم يجد حلال فيونايتد سيستمر في نفس ما عاناه خلال المواسم الثلاثة الماضية مع ديفيد مويس ولويس فان جال.