العين: الخليج في مبادرة مجتمعية لافتة في إطار مبادرات التسهيل في مراسم الزواج ونبذ المبالغة والإسراف، زوّج المواطن صالح معنس سالم العامري، من منطقة اليحر بمدينة العين، ابنته، بمقدم صداق قدره 1000 درهم فقط ومثلها للمؤخر. وأصرت الأسرتان على الاحتفال بالمناسبة في رحاب المنزل وفقاً للتقاليد القديمة، حيث اقتصرت الدعوة على المقربين من الأسرتين والجيران، دون وجود مظاهر الكوشة والفستان والولائم وغيرها من المظاهر، وقوبلت هذه المبادرة بالتشجيع والثناء بحضور الأهالي وأعيان قبيلة العوامر. وقال والد العريس سالم سهيل لويع العامري إنه حاول مع أهل العروس أن تكون هذه المناسبة تجسيداً للعرس الإماراتي المتواضع، بعيداً عن الصخب والحفلات الكبرى في الصالات كي تبقى صور العرس في حياتنا الماضية عالقة في الأذهان والذاكرة والأجيال. واعتبر أن العرس هو مناسبة فرح وتواصل وتكافل اجتماعي في المقام الأول. ولفت العريس الدحبة سالم سهيل لويع العامري، طالب جامعي 22 عاماً، إنه يشعر بسعادة غامرة لزفافه باحتفالية بسيطة جداً قربته من الماضي، حيث لم تكن هناك أي من المظاهر الاحتفالية التي نراها الآن، لافتاً إلى أن العروس زفت وهي ترتدي زياً تقليدياً ليست له أية علاقة بفستان العرس الذي يحمّل الشباب عبئاً مادياً. وأضاف أن حفل الزفاف أقيم بموافقة الطرفين وفقاً لتقاليد وطقوس العرس التقليدي زمن الآباء والأجداد، حتى يظل ماثلاً في أذهان وذاكرة الأجيال ببساطته ودلالاته. شهد حفل الزفاف الشيخ محمد بن ركاض العامري، عضو المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي، الذي أشاد بالمبادرة الطيبة التي أبدتها هاتان الأسرتان، لدلالاتها الإيجابية التي تنم عن وعي المواطنين وقناعتهم بالنزوع إلى البساطة، مناشداً الآباء والأمهات بالتخلي عن المظاهر الاحتفالية في الأعراس والعودة إلى البساطة، تماشياً مع التقاليد الأصيلة للمجتمع. وأضاف بن ركاض أن مبادرته ونصيحته لأبناء القبيلة جاءت ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة، وقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لجهة الاكتفاء بالاستقبال وتقديم الضيافة المتواضعة، تخفيفاً من الأعباء المالية عن المقبلين على الزواج، وهي مبادرة تحد من العادات السلبية القائمة على المباهاة والتفاخر. واعتبر الشيخ محمد بن ركاض أن هذا الحفل المتواضع هو تفعيل للتواصل والتكاتف الاجتماعي بين الناس، وأنه ضرورة لتوجيه الشاب لحياته الأسرية المستقبلية بشكل جيد، حتى يستطيع تحمل مسؤولية تكاليف المعيشة، والابتعاد عن الديون بسبب الإسراف في حفل الزفاف ومستلزماته، ما يؤدي إلى تعثر الشباب في بداية حياتهم بسبب تراكم الديون عليهم وعدم قدرتهم على السداد. وأكد أن الزواج قديماً كان بسيطًا في طقوسه واحتفالاته، وكان عميقاً في تحقيق التواصل والتكافل بين أفراد المجتمع، حيث كان الناس قديماً يحرصون على مصاهرة الأهل والأقارب، وكان مهر العروس في البادية بسيطاً جداً، حيث يتكفل العريس بكل شيء بدءاً من المهر، وإعداد المنزل وتأثيثه، إلى حفل الزواج وفي مقدمته الوليمة المتواضعة. وفي الختام ترحّم الشيخ بن ركاض، الذي شغل سابقاً منصب رئيس لجنة صندوق الزواج في العين، على روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يولي اهتماماً كبيراً لجميع المشاريع والمبادرات التي تسعى إلى تشجيع الشباب على الزواج، ودعوتهم إلى التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع، وحرصه على إقامة الأعراس الجماعية لخفض تكاليف الأعراس.