نحن أكثر من يتحدث عن الخصوصية وأول من ينتهكها وإلا ما معنى أن تدرس وزارة العدل إمكانية إطلاع مأذوني الأنكحة على ماضي الزوج الجنائي والصحي وربما سجل أسفاره بغرض تمكين الزوجة من معرفة كل ما يتعلق بزوج المستقبل، وهنا لم يبق إلا أن تراجع سجله الائتماني في (سمة) وحبذا لو تم تزويد الزوجة المحتملة بفواتير شركة الاتصالات الخاصة بالزوج ومخالفاته في ساهر وهكذا تكون تعرف عنه أكثر مما يعرف عن نفسه!. ما هذا الزواج البوليسي؟، ولماذا تكون عملية نبش الماضي متعلقة بطرف واحد فقط؟، ومن هو هذا العبقري الذي توصل إلى أن معدلات الطلاق مرتفعة بسبب جهل الزوجة بماضي زوجها الأسود؟، فالعديد من حالات الطلاق تحدث بين أزواج متعلمين جيدا وسجلهم الجنائي نظيف جدا ولكنهم باختصار لا يعرفون أن الزواج أخذ وعطاء حيث تعودوا في بيوتهم على الدلال ووجدوا أنفسهم فجأة مضطرين لمواجهة أعباء الحياة وإدارة العلاقة الزوجية بما يتوافق مع واقعهما الاقتصادي والاجتماعي. بسبب العادات والتقاليد لا تكون هناك فرصة للتعارف بين الزوجين قبل الزواج حيث يتم ترتيب كل شيء من قبل الأسرتين دون تدخل حقيقي بين الطرفين الذين سيرتبطان ببعضهما البعض مدى العمر، وصعوبة تغيير عادات المجتمع لا تعني الالتفاف على الموضوع بانتهاك حق أي إنسان في الحفاظ على أسراره القديمة التي لا يريد أن تطلع عليها أهم امرأة بالنسبة له. صحيح أنه ليس من حق الزوج أن يغش زوجته بخصوص أوضاعه الصحية أو وضعه العائلي أو وظيفته ولكن هذا لا يعني أنه ملزم بإطلاعها على أخطاء تجاوزها أو حوادث مر بها بسبب ظروف مختلفة أو سلوكيات تاب عنها، ولكن سجلاته الشخصية تظل أمرا خاصا به وحده وهو الوحيد الذي يحق له الكشف عنها أو توضيحها لزوجة المستقبل بالطريقة التي يراها مناسبة. من يكون مأذون الأنكحة كي يعرف أسرار الناس؟، وكيف يظن أن مثل هذا الإجراء يمكن أن يخفف من حالات الطلاق؟، فالزواج والطلاق قسمة ونصيب كما يقول العامة، وإدارة العلاقة الزوجية تتعلق دائما بقدرة الطرفين على تقديم تنازلات متبادلة كي تسير السفينة في بحر الحياة المتلاطم، وما تدرسه وزارة العدل اليوم قد يكون بعيدا جدا عن مفهوم العدالة حيث يمكن لأسرة الزوجة التي اطلعت على أسرار الزوج وماضيه أن تنشر هذه الأسرار في محيط الزوج الاجتماعي والنساء ما شاء الله تبارك الله بإمكانهن إيصال أدق المعلومات بسرعة تتفوق على أحدث الأقمار الصناعية!. أحيانا أتخيل بأن من يضعون الدراسات في وزاراتنا قادمون من كوكب بلوتو لأنهم يأتون دائما بأفكار لا تخطر على بال بشر!. klfhrbe@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة