في ضوء المتغيرات الإنسانية التي تشهدها المنطقة من صراعات ونزاعات وأزمات، مما يتطلب تدخلاً إنسانياً عاجلاً هنا وهناك، وأثار هذه المتغيرات وانعكاساتها على العمل الإنساني وكوادره ومنشأته التي تصبح عرضتاً للإستهداف في بعض الأحيان، الأمر الذي يستوجب تكاتفاً ومزيداً من العمل في إطار تعزيز دور الدبلوماسية الإنسانية التي تحفظ وتأمن وتعزز قدرات وإمكانيات الجمعيات الوطنية العاملة بالميدان. في إطار ذلك شهد الأسبوع الماضي لقاءات متعددة ومباحثات هامة مع عدد من المسؤولين في المجال الإنساني والدبلوماسي التقاهم سعادة الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري بحضور مسؤلين من إدارة الإغاثة والتنمية الدولية والعلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني فقد التقى الدكتور المعاضيد يوم الأربعاء 19 أكتوبر الجاري وفد اللجنة الدولية للصيليب الأحمر البعثة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي وقد ضم الوفد كل من السيد، يحيى عليبي رئيس البعثة الإقليمية والسيد، أحمد سليمان موفد التعاون بالبعثة. ولقد شهد اللقاء استعراض العلاقات الثنائية التي وصفها الدكتور المعاضيد بالعلاقة الناضجة، مع التأكيد على اهمية تطوير هذه العلاقة بما يخدم مصلحة العمل الإنساني في مناطق النزاعات. ولقد بين الدكتور المعاضيد أن من أهم التحديات التي تواجه الجمعيات الوطنية العاملة في ميادين الإغاثة هو عدم احترام طبيعة العمل الإنسانية للعاملين في الحقل الإنساني، وانعدام الأمن، وعدم احترام خصوصية المنشأت الطبية، وعدم الاستعداد الكافي لإيصال المساعدات، مؤكداً في نفس الوقت أن على الجمعيات الوطنية واللجنة الدولية أن تعزز من قدراتها لتحافظ على سمعتها وقداسة العمل الإنساني واحترام الناس لمبادئ جمعياتنا وطبيعة عملها. كما استمع وفد البعثة الإقليمية إلى الدكتور المعاضيد الذي بين بعضاً من الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها بعض دول الجوار مشيراً بذلك إلى العراق وحركة النزوح التس تشهدها العديد من المناطق وخاصة الوضع الحالي بمحافظة الموصل الذي سيخلف مئات الآلاف من النازحين الأمر الذي يستدعي توفير الكثير من الإلتزامات من مواد إنسانية توفر الحد الأدنى من المعيشة، كما استعرض الدكتور المعاضيد الظروف الإنسانية في سوريا وخاصة تلك الأحداث الاخيرة التي شهدتها مدينة حلب، مشيراً هنا إلى المراكز الطبية التي يقوم الهلال بتشغيلها وتم استهداف عدد منها وخلفت عدداً من الجرحى والقتلى الأمر الذي يستدعي وقفة دبلوماسية إنسانية تؤكد على احترام مبادئ العمل الإنساني والقانون الدولي واحترام حقوق الشارة. من جانبه أشار السيد عليبي إلى أن اللجنة الدولية تمارس دورها القوي في ايصال المساعدات وتأمين وصولها، مؤكداً على أهمية التعاون في ابراز القضايا الهامة كإستهداف المنشآت الطبية والأطباء وطواقم وكوادر المسعفين وعمال الإغاثة. وفي هذا الإطار أوضح د. خالد دياب مدير إدارة الإغاثة الدولية والتنمية الدولية أن هناك كثير من المناطق التي يعمل بها الهلال وأصبح له فيها تواجد بشكل رسمي وقانوني ووفق اتفاقيات عمل وتعاون استراتيجي ومن خلال بعثات وموظفين ومتعاونين ومتطوعين لا يستطيع في المرحلة الحالية أن يترك عمله بها نتيجة الظروف والمتغيرات التي تعيشها تلك المناطق خاصة أن ردة فعل الناس المستفيدين اتجاه مشاريعنا ومساعداتنا تؤكد اهمية تواجدنا لأن لها أثر نفسي جيد على المتضررين. مؤكداً أن الهلال يؤدي مهمته الإنسانية في كثير من المناطق التي يعمل بها مثل سوريا والعراق وميانمار ومالي واليمن على الرغم من الصعوبات الميدانية وهو ما يشير إلى استقلاليتنا. وقد أشار السيد عليبي إلي أن المرحلة القادمة ستشهد تنظيم دورات وورش عمل ولقاءات لتعزيز ونشر ثقافة القانون الدولي الإنساني لدى المنظمات والجمعيات الوطنية والشريكة. في إطار أخر التقى الدكتور المعاضيد بوفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حيث التقى بالدكتورة جميلة محمود وكيلة الأمين العام شعبة الشراكات ترافقها السيدة هوما نادر مسؤول أول الشراكات وتنمية الموارد لمنطقة الخليج وافريقيا بالإتحاد الدولي. ولقد استعرض الطرفان أثناء اللقاء الأوضاع الإنسانية بشكل عام في المنطقة وخاصة الأحداث الجارية في الموصل وما قد يترتب عليها من حركة نزوح جماعية. وبحث مجالات التعاون خاصة في اطار التعقيدات التي تؤدي إلى ازدياد أعداد اللاجئيين، والأوضاع الإنسانية الراهنة وما تمليه علينا كهيئات ومنظمات تعمل في الميدان على أهمية التعاون في مجال التدريب والتأهيل والشراكة. كما ركز اللقاء على دعم الجمعيات الوطنية الفقيرة وبناء قدراتها خاصة في المناطق التي تتعرض لنزاعات والتي تتعرض لمشاكل الكوارث الطبيعية وبحث آلية البرامج التي يمكن تنفيذها لكي تساعد هذه الجمعيات لتعتمد على نفسها دون الاعتماد فقط على الجمعيات الوطنية الأخرى، من خلال دعمها بمواد وبرامج تفعل من قدرتها لمواجهة الظروف الإنسانية. خاصة أن هناك بعض المؤسسات الخارجية التي تحاول السيطرة على هذه الجمعيات بحيث تكون معتمدة عليه مما لا يسمح بتطويرها. وفي مجال تعزيز العلاقات الدبلوماسية التي تخدم القطاع الإنساني التقى الدكتور المعاضيد بسعادة السفير البريطاني السيد إيجاي شارما سفير برطانيا لدى دولة قطر حيث تناول اللقاء اخر المستجدات على الساحة الإنسانية. ومن جانبه أكد سعادة السفير على موضوع تطوير العلاقة مع قطر من الناحية الإنسانية التنموية بحيث يكون هذا التعاون في مجال عملي، ومناقشة موضوع بناء الاندماج الاجتماعي والسلام والوئام الاجتماعي وهنا اشار الدكتور المعاضيد أن هذا الموضوع يمكن أن يتم بحث بين الدولتين لأنه ضمن إحدى المشاكل التي تواجهها المنظمات الإنسانية خاصة أن هناك شعوب تتعرض لموضوع الاستقطاب بحيث يمكن أن نجمع الناس على مبادئ الإنسانية بغض النظر على الجنس والنوع واللون والدين خاصة أن قطر بها الكثير من الجنسيات عبر العمالة الوافدة وهي نفس الظروف التي تعيشها بريطانيا فالبلدين لديهم تجربة في هذا المجال.. ففي حال كانت هناك مبادرة بين الدولتين لتعزيز المفاهيم الإنسانية والتنوع الاجتماعي الذي يخدم لاحقا مجالات العمل الإنساني من خلال مشاريع إنسانية مشتركة على أرض الواقع. كما تمت الإشارة هنا إلى تجربة الهلال في موضوع البناء والوئام الاجتماعي في السودان بتمويل من دولة قطر. وفي ذات الإطار التقى الدكتور المعاضيد بسعادة السفير الكندي أدريان نورفولك سفير جمهورية كندا لدى الدولة حيث تباحث الطرفان الظروف والمستجدات الإنسانية الأخيرة على الساحة الدولية،حيث تمت الإشارة إلى الصعوبات التي تواجه الجمعيات الوطنية في ميادين النزاعات، وهنا أشار الدكتور إلى بعض التحديات حيث أعطى مثالاُ لعمل الهلال في سوريا والعراق واليمن.. كما تطرق الحوار البحث في طبيعة عمل الهلال الأحمر القطري وعلاقته بالجمعيات الوطنية الأخرى، وهنا أشاد سعادة السفير بطبيعة العمل والتعاون ما بين الجمعيات الوطنية واللجنة الدولية والاتحاد الدولي خاصة أن لسعادة السفير خلفية في مجال العمل التنموي ولديه علم بمبادئ الحركة الدولية ومجالات التعاون. وفي جانب أخر التقى الدكتور المعاضيد بسعادة السفير السوداني لدولة قطر السيد فتح الرحمن علي الذي رافقه أثناء الزيارة وفداً من منظمة الدعوة الإسلامية تمثل بالسيد حماد الشيخ مدير عام المنطمة، والسيد أحمد الأمين رئيس العلاقات العامة بالمنطمة. ولقد شهد اللقاء بحث التطورات الإنسانية في المنطقة كما قدم سعادة السفير الشكر للهلال الاحمر القطري على دعمهم المستمر لمشاريع التنمية في السودان. ولقد أشار الدكتور المعاضيد إلى أن مشاريع الهلال بالسودان ودارفور مع التأكيد على أن هذه المشاريع مستمرة، حيث يدرس الهلال بالتشاور مع السفارة بحث تنفيذ عدد من المشاريع التي سيتم الإعلان عنها لاحقاً. كما تباحث الطرفان حول تفعيل مبادئ القانون الدولي الإنساني من خلال تقديم المحاضرات والندوات لتعزيز هذا الدور.;