أكدت أحدث إحصاءات لمصرف الإمارات المركزي زيادة السحوبات النقدية بنوعيها الورقي والمعدني من المصرف خلال الأشهر الـ 9 الماضية من العام الجاري إلى 194.26 مليار درهم مقابل 191.70 مليار درهم للفترة نفسها من العام الماضي، بارتفاع قدره 2.56 مليار درهم وبنسبة 1.3%. كما كشفت الإحصائيات عن نمو الإيداعات النقدية بنوعيها الورقي والمعدني لدى المصرف المركزي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، حيث ارتفعت إلى 21.17 مليار درهم بنسبة نمو 12%، بحسب ما ورد في البيان. وبلغت السحوبات بنهاية سبتمبر الماضي 21.58 مليار درهم، محققة أعلى ارتفاع لها خلال شهور الربع الثالث من العام الجاري، حيث بلغت 18.33 مليار درهم بنهاية يوليو الماضي، بارتفاع قدره 3.25 مليار درهم وبنسبة درهم 17.7%. وحققت السحوبات أعلى مستوى لها خلال العام الجاري بنهاية يونيو الماضي، حيث بلغت 25.91 مليار درهم، ثم تراجعت إلى 18.33 مليار درهم بنهاية يوليو، وعادت للارتفاع مرة أخرى في شهر أغسطس وسبتمبر الماضيين لتختتم الربع الثالث عند مستوى 21.58 مليار درهم. متانة وأفاد عضو المجموعة الاستشارية الإقليمية بصندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ناصر السعيدي، بأن نمو السحوبات والإيداعات النقدية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري دليل على متانة النظام المصرفي بصفة عامة ومصرف الإمارات المركزي بصفة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها منطقة الخليج بسبب تراجع أسعار النفط وتداعياتها منذ منتصف يوليو 2014. سيولة وأوضح السعيدي أنه على الرغم من النمو الإيجابي في السحوبات فإن المراقب بدقة للقطاع المصرفي والاقتصادي يتأكد من وجود تباطؤ في نمو السيولة في القطاع المصرفي مقارنة بالفترات التي شهدت ارتفاعاً في أسعار النفط، أي قبل يوليو 2014، والواضح أن حكومة الإمارات تسعى منذ فترة إلى ضبط السياسة المالية والبحث عن موارد جديدة للدخل. إنفاق بدوره، قال الخبير الاقتصادي الشريك في شركة تروث للاستشارات الاقتصادية في أبوظبي، رضا مسلم، إن نمو السحوبات النقدية لدى المصرف المركزي يؤكد زيادة وتوفر السيولة في الأسواق، إضافة إلى استمرار الحكومة في ضخ السيولة في الأسواق والإنفاق على مشاريعها لمواجهة متطلبات التنمية الاقتصادية في الدولة، حيث تكشف الإحصاءات أن الحكومة لا تكتفي بزيادة ودائعها لدى المصرف بل تقوم أيضاً بسحوبات كبيرة للإنفاق على مشاريع التنمية. وذكر أن زيادة الإيداعات لفترة التسعة أشهر من العام الجاري ترجع إلى زيادة إيداعات البنوك، موضحاً أن البنوك تفضل حالياً زيادة إيداعاتها لدى المركزي لحين توفر الفرص المناسبة لاستغلال قيمة إيداعاتها في الأسواق المحلية. فوائض لفت رضا مسلم إلى أن نمو الإيداعات لدى المصرف المركزي بنسبة 12% دليل على وجود فوائض مالية لدى المصرف والبنوك معاً، مؤكداً أن البنوك تسعى لزيادة إيداعاتها لدى المصرف المركزي بسبب نسب فوائدها الجيدة، فضلاً عن أن المصرف المركزي ما زال هو الملاذ الآمن لإيداعات الحكومة والبنوك.