×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / القوات الإسرائيلية تشن حملة واسعة في القدس المحتلة وتعتقل 19 فلسطينيا

صورة الخبر

كثيرا ما يتم الربط في الأفلام والروايات الغرامية بين الطيور والحب، حتى أصبحت الطيور رمزا لتلك العلاقة الجميلة بين الرجل والمرأة، إذ معروف عن ذكور العصافير ومعظم الطيور الإخلاص في الزواج لزوجة واحدة. فعالم الطيور مليء بالمظاهر المحببة خصوصا فيما يتعلق بالسلوك العاطفي الأمر الذي دفع علماء الحيوان في جامعة أكسفور لدراسة سلوك عصفور القرقف الكبير والتي جاءت نتائجها مبهرة ونشرها scientificamerican المتخصص في نشر أحدث أخبار العلم. والدراسة تؤكد أن عصفور القرقف يضحي بكل شيء من أجل الحب، هذا ما أكده جوش إيه. فيرث -عالِم الحيوان بجامعة أكسفورد- وزملاؤه بتوزيع مجموعة من وحدات إطعام الطيور في غابة بالقرب من الريف الإنجليزي. وقد أُعدت بعض هذه الوحدات بحيث تفتح لتقديم الطعام فقط للطيور التي ثبتت على أجسامها رقائق دقيقة تحمل أرقامًا فردية، بينما أُعدت بعض الوحدات الأخرى بحيث تفتح أبوابها للطيور التي تحمل أرقامًا زوجية فحسب. ومن ثَم، أصبح بمقدور أزواج الطيور التي تحمل أرقامًا متوافقة، سواء فردية أو زوجية، أن تفتح وحدة التغذية نفسها وتستمتع معًا بوليمة من بذور عباد الشمس. في المقابل، فإن الأزواج الذين لا تتوافق الأرقام التي يحملونها، فقد كان على كل طائر فيها أن يتناول طعامه في مكان مختلف. وعلى مدار ثلاثة أشهر، رصد الباحثون 17 زوجا من الطيور، من بينها سبعة أزواج لا تتوافق أرقامها ولا يمكنها تناول الطعام في المكان نفسه. فوجدوا أن الأزواج ذات الأرقام غير المتوافقة زارت وحدات التغذية التي لا يمكنها الحصول على طعام منها أربعة أضعاف الزيارات التي قامت بها الأزواج المتوافقة، وهو ما يشير إلى أن الوليفين في كل من هذه الأزواج ظلا معًا، حتى إذا كان هذا الارتباط قد كَلَّفَ أحدهما الاستغناء عن وجبته. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في عدد شهر ديسمبر من دورية «كارانت بيولوجي» Current Biology. قد يظل الوليفان في طائر القرقف الكبير جنبًا إلى جنب حتى لو كان ذلك يعني أن يظل أحدهما جائعًا، لأن كلًّا منهما سيحتاج الآخر لاحقًا. ويقول فيرث: «إن الرباط الزوجي شيء أساسي لطائر القرقف الكبير؛ لأن أحد الأبوين بمفرده لا يستطيع الوفاء بمتطلبات تربية الصغار. ومن ثم، فإن الأمل الوحيد في النجاح بالنسبة لهما يعتمد على أن يكون لدى كلٍّ منهما شريك يُعتمد عليه، يقدم الدعم والمساندة». يقول أندرو كينج -وهو متخصص في دراسة علم البيئة السلوكي بجامعة سوانزي في ويلز إن هذه الاكتشافات تعكس الملحوظات التي تم رصدها في سلوكيات مجموعة متنوعة من الحيوانات، تتراوح من الرئيسيات إلى الأسماك، ويضيف: «إن تناول كمية أقل من الطعام والاقتيات بنسبة أقل بصحبة «رفيق» قد يكون أفضل من الحصول على طعام أكثر وحيدا». وفي الواقع، تعلم كثير من الطيور التي لم يُكتب لها النجاح في تلك التجربة في نهاية المطاف أن تختلس شيئًا من طعام شريكها سريعا، مستغلة أن شُباك وحدات التغذية يظل مفتوحا لمدة ثانيتين فحسب قبل أن يعاود الانغلاق.