×
محافظة مكة المكرمة

إسراء الكندري: مقار الاقتراع لانتخابات «الحقوق» جاهزة<br /> - جامعة

صورة الخبر

«قصة عمر وغرام»، الطفلين المخطوبين في إحدى قرى مصر خلال الأسبوع الماضي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ سادت حالة من الغضب بين أهالي  قرية دقادوس بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر، وسلطت عليها الصحف العالمية الضوء، إذ روت صحيفتا «الدايلي ميل» البريطانية و«واشنطن بوست» قصة الطفلين الذيت تربطهما روابط عائلية، وأصر أبوهما على خطبتهما، وكلفا حفل خطوبتهما تكاليف باهظة بعد دعوة الأهل والأصدقاء. من عادات بعض الأسر العربية والمصرية الوعود المبكرة بين الأشقاء حيث يتفقون على تزويج الأبناء دون الرجوع لهم، لكن في حالة عمر وغرام الأمر مختلف، فالفتى يحب الفتاة ووالده لا يرفض له طلبا، فقام بشراء شبكة بمبلغ 20 ألف جنيه، وارتدى العريس الذي يبلغ من العمر 12 سنة بدلة أنيقة، بينما ارتدت الطفلة التي لم تتجاوز الـ11 عاما فستانا. وفور انتشار خبر زواج الطفلين خرج ناصر حسن، والد العريس، ليوضح أنه «أصر على إعلان الخطوبة بسبب حب ابنه الشديد لابنة عمه غرام»، مشيرًا إلى أن الزواج الرسمي سيتم بعد بلوغهما سن الرشد. زواج الأطفال في مصر واحدة من أكبر التحديات التى تعوق جهود الدولة في التنمية، وتنتهك الحقوق الإنسانية والمشروعة للأطفال خاصة الفتيات، وبلغت نسبة الزواج المبكر في مصر وفق آخر إحصائية رسمية في 2015  15%، وتزداد في المحافظات الأكثر فقرًا، بحسب الدكتورة هالة يوسف وزيرة الدولة للسكان، ووصفه الدكتور علي جمعة بالمشكلة الاجتماعية الخطيرة التي تفتقد في مظاهرها وممارساتها معنى الزواج السوي. ورغم أن اتفاقية حماية الطفل والتي وقعت عليها مصر تجرم توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين 18 سنة، بالإضافة إلى اشتراط إجراء الفحص الطبي للزوجين، فلاتزال قصص زواج الأطفال تنتشر من حين لآخر، ويتباهى الآباء بها على صفحات التواصل الاجتماعي. من جانبه أدان رضا الدنبوقي، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية في مصر، خطوبة الطفلين. وأكد أن «الزواج المبكر يعني حرمانا من التعليم، ومخالفة لنص المادة رقم 31 مكرر من قانون الطفل رقم 126 لعام 2008، والتي تنص على أنه لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر في حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، ويعاقب تأديبيًا كل من وثق زواجًا بالمخالفة لأحكام هذه المادة، كما تعد الخطوبة المشار إليها مخالفة للاتفاقيات الدولية». وأعلن الدنبوقي أنه سيتقدم بطلب للمحامي العام للتحقيق في الواقعة لتقديم ذويهما للمحاكمة، فضلًا عن الاتصال بخط نجدة الطفل المركزي القومي للأمومة والطفولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. قصة عمر وغرام لم تكن الأولى، فقد سبقتها قصة أخرى في يوليو الماضي بعدما تزوج طفلان نظمت أسرتاهما في قرية المعصرة مركز بلقاس  بمحافظة الدقهلية حفل زواج لهما، ليكون هو الأول من نوعه في الزواج المبكر، وليس مجرد الإعلان عن خطوبة فالعريس يبلغ من العمر 12 عاما ويدرس  بالصف الأول الإعدادي، وعروسة 10 أعوام تدرس بالصف الخامس الابتدائي، وتم إعداد شقة للعريس مساحتها نحو 200 مترا، وليتحايل أولياء الأمور على القانون كتبوا عقودا عرفية حتى لا يتعرضوا للمساءلة القانونية ويظل الزوج والزوجة في شقتهما بشكل طبيعي حتى يأتي السن القانونية للزواج ويتم عمل عقود رسمية. قصص زواج القاصرات منتشرة في مص، وليست حديثة العهد، خاصة في مناطق الريف فهي من العادات والتقاليد، ففي نهاية العام الماضي كانت قصة مشابهة بطلاها طفلان أيضا من محافظة الدقهلية، حيث احتفلت أسرة الطفل م.ح.أ، البالغ من العمر وقتها 9 أعوام، ويدرس في في الصف الرابع الابتدائي، بخطبته على ابنة عمه الطفلة ن.ع.أ، وتبلغ من العمر 8 أعوام، في الصف الثالث الابتدائي. وفي يوليو من العام الماضي أيضا وقع عضو مجلس إدارة الغرف التجارية في جنوب سيناء بخطأ فادح حينما أعلن خطبة ابنته س.ع.ا  في الصف الثالث ابتدائي، إلى ابن خالتها ي.و في الصف الرابع ابتدائي. القصص كثيرة ومتعددة ولا تنتهي، وتخترق العادات والقوانين المصرية وحقوق الإنسان، وفي تعليق لها على زواج القصر، قالت الدكتورة مايسة شوقى، نائب وزير الصحة والسكان، القائم بأعمال رئيس المجلسين القوميين لـ«الطفولة والأمومة، والسكان»، إنه تم تشكيل لجنة من المجلسين، تضم عدداً من القانونيين لوضع قانون للحد من الزواج المبكر قبل ١٥ عاما، والحد من التسرب التعليم والقضاء على الأمية. ووفقا لما نقلته صحيفة «المصري اليوم» فإنه من المقرر إصدار قانون من مجلسي الأمومة والسكان يقضي بمعاقبة الآباء الذين يحرمون أبنائهم من التعليم ومن ثَمَّ قيام بعضهم بتزويج بناتهم بعد حرمانهن من التعليم وسيتم إرسال القانون قريبا إلى مجلس الوزراء ليتم تفعيله. ومن جانبه أفتى الدكتور علي جمعة بأن زواج القصر مشكلة اجتماعية خطيرة تفتقد في مظاهرها وممارساتها معنى الزواج السوي. فتوى فضيلة مفتي الجمهورية السابق الأستاذ الدكتور/ على جمعة بشأن قضية #زواج_الأطفال pic.twitter.com/fmHvVebeg6 NCCM (@NCCMEgypt) September 20, 2016