بدا التفاؤل واضحا على وجه وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، عقب المحادثات التي أجراها في بغداد اليوم السبت بشأن العملية الرامية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم «داعش». وقال كارتر، إنه يجري مناقشات بشأن مستقبل الدعم الأمريكي فور استعادة المدينة. وستمثل استعادة الموصل التي يقطنها 1.5 مليون شخص، هزيمة محورية للتنظيم المتشدد في العراق، لكنه قد يقود أيضا إلى عنف طائفي وعمليات استيلاء على الأراضي. ومن المتوقع أن يتحول تنظيم «داعش»، إلى العمل المسلح التقليدي حال فقدانه للجيوب الأخيرة من الأراضي في العراق. وقال كارتر، إنه راض عن الحملة حتى الآن، وإنه في نقاش ليس بشأن الدور المحتمل في المستقبل للقوات الأمريكية بعد استعادة الموصل، ولكن أيضا بشأن الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار. وأضاف كارتر للصحفيين بعد محادثات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، «ليست مهمة دفاعية أو مهمة للجيش العراقي لكنها جزء مهم من إرساء السلام». وتابع، «لذا فحتى ونحن نبدأ هذه المرحلة المتعلقة بالموصل.. فنحن نحتاج إلى التفكير بشأن المستقبل. ونحن نفعل. وناقشت ذلك مع رئيس الوزراء». وتقول الأمم المتحدة، إن الموصل قد تتطلب أكبر عملية إغاثة إنسانية في العالم، حيث يتكهن أسوأ سيناريو بنزوح ما يصل إلى مليون شخص. وقال كارتر، إن عملية استعادة الموصل تسير، وفقا للخطة الموضوعة والجدول الزمني، مشيرا إلى أن بغداد تشاركه هذا التقييم. وقال قائد القوات الأمريكية في العراق اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند ،إن «داعش»، بدأت تبدي مقاومة شرسة في الأيام الأخيرة مع تقدم الحملة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة لمسافة أكبر نحو مدينة الموصل. قتال شرس .. وأضاف تاونسند، «إنها (مقاومة) كبيرة جدا. نحن نتحدث عن نيران غير مباشرة للعدو.. حتى بعض القذائف الموجهة المضادة للدبابات. لذا فإنها معركة ضارية. قناصة. أسلحة رشاشة». وقال، «العراقيون توقعوا هذا وهم يقاتلون على هذا الأساس». وهناك خمسة آلاف جندي أمريكي في العراق. وأكثر من مئة منهم بين القوات العراقية وقوات البشمركة التي تشارك في هجوم الموصل لتقديم النصيحة للقادة وللمساعدة في ضمان إصابة القوة الجوية لقوات التحالف أهدافها بشكل صحيح. وكشف تاونسند، أن نحو 500 جندي في المجمل من قوات التحالف بينهم أمريكيون، «تقدموا» في ساحة المعركة خلف الخط الأمامي للقوات الذي يتحمل وطأة القتال. وفي حادث يذكر بالمخاطر لقي القائد البحري الأمريكي جيسون فينان، حتفه يوم الخميس في هجوم بقنبلة على الطريق في شمال العراق أثناء مرافقته القوات العراقية، ليصبح أول ضحية أمريكية في حملة الموصل. وقال كارتر أمام تجمع لجنود أمريكيين في العراق، إنه يتطلع لأدوار محتملة في المستقبل للقوات الأمريكية بعد استعادة الموصل، بما في ذلك أنشطة مكافحة الإرهاب وتوفير المزيد من التدريب للقوات العراقية. وأضاف، «بينما ينهزم تنظيم داعش تدريجيا في المدن الكبرى، فسوف تلجأ أكثر إلى نوع من تكتيكات التمرد. لذا فسوف يتحتم علينا مساعدة العراقيين في حماية أنسفهم»، إذا طلب العراق مثل هذا الدعم.