وصل وزير الدفاع الأمريكي إلى بغداد لبحث سير المعارك مع القادة العراقيين وقادة التحالف الدولي. ميدانيا أدى استهداف مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" للقوات العراقية بالرشاشات وقذائف الهاون والسيارات المفخخة إلى إبطاء تقدمها باتجاه قرية في محافظة نينوى بالقرب من الموصل، آخر معاقل التنظيم الكبرى في شمال العراق. ووصل وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إلى بغداد السبت في زيارة لم يعلن عنها مسبقا لبحث سير المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية التي شنها الجيش العراقي منذ ستة أيام، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وسيلتقي كارتر القائد العسكري للتحالف الدولي ضد الجهاديين الجنرال الأمريكي ستيفن تاونسند ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي قد يثير موضوع اعتراض بغداد على المشاركة التركية في عمليات الموصل. ومن المقرر أن يبحث خلال لقاءاته عملية استعادة السيطرة على الموصل، آخر معاقل الجهاديين الكبرى في شمال العراق، التي دخلت يومها السادس والجهود اللازمة من أجل عودة الحياة الطبيعية للمدينة بعد طرد الجهاديين منها. وقال كارتر للصحافيين المرافقين للوفد سيكون هناك مهمة كبيرة للقيام بها، بإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار. ووصف الأمر بـالحيوي الذي يجب أن لا يتأخر عن الجهود العسكرية المتواصلة. وعبر كارتر الجمعة عن ثقته بإمكانية إشراك تركيا في الهجوم لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، رغم الخلافات بين بغداد وأنقرة. تقدم بطيء للقوات العراقية باتجاه الموصل ميدانيا، كانت القوات العراقية تحاول التقدم باتجاه قرية في محافظة نينوى غير البعيدة عن الموصل (شمال) عندما استهدفها مقاتلون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية بأسلحة رشاشة وقذائف هاون. وبعد ذلك تقدم انتحاري بسيارة مفخخة آملا في قتل أكبر عدد ممكن من عناصر الشرطة عند تفجير نفسه. وقال الضابط في الشرطة الاتحادية العراقية فاروق أحمد محمد لوكالة فرانس برس إن رجال الشرطة قاموا بتفجيره قبل أن يصل إليهم، موضحا أن شرطيا واحدا أصيب بجروح طفيفة. واستمر تبادل إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة ثم قذائف الهاون لساعات بعد ذلك، مما أجبر القوات العراقية على التراجع بعد تقدم طفيف. وتكشف المقاومة التي يبديها الجهاديون إلى أي درجة ينجح هؤلاء حتى عندما يكونون قلة، في عرقلة تقدم قوات مسلحة أكبر منهم بكثير ومدججة بالسلاح، خصوصا عندما يكون هناك مدنيون. والأمر الآخر الذي يعرقل الهجوم العراقي الذي بدأ الإثنين الماضي لاستعادة الموصل المعقل الكبير لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، لا يقل خطورة وهو القنابل التي زرعها الجهاديون على جانبي الطرق. ويبذل فريق الهندسة جهودا حثيثة لنزع المتفجرات من الطريق المؤدي إلى القرية الواقعة في محافظة نينوى. ويدل على هذه المهمة الانفجارات التي يسمع دويها بشكل متقطع. وتجري مهمة فريق الهندسة ببطء. ويتخذ الجيش والشرطة مواقع على تلة في جنوب القرية بينما وصلت وحدات أخرى شرقا. وردا على هذا الوجود، أطلق تنظيم الدولة الإسلامية قذائف هاون لكنها لم تصب هدفها وسقطت بعيدا. انتحاريون وسيارات مفخخة وقذائف هاون داخل القرية ترفرف أعلام بيضاء في إشارة إلى أن المدنيين سمعوا نداءات الحكومة العراقية لتأكيد وجودهم. وقال علي بسيم الضابط في وحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية العراقية إن عائلات رفعت أعلاما بيضاء في القرية. وأضاف لا يمكننا إطلاق قذائف هاون أو مدفعية قبل أن ترحل هذه العائلات. ولإقامة ممر يسمح للمدنيين بمغادرة القرية، تحاول القوات الاقتراب، لكن الجهاديين يطلقون قذائف هاون ويرسلون انتحاريين. وصدر الأمر بالاقتراب من جهة الغرب. وتتنقل قوات مشيا على الأقدام بينما تتقدم أخرى ببطء بآليات رباعية الدفع، في محاولة لرصد القنابل التي وضعها الجهاديون وتجنبها على ما يبدو. ومع الاقتراب من القرية يتكثف تبادل إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة مع تنظيم الدولة الإسلامية. وتقول القوات إنها رصدت انتحاريا آخر بالقرب من القرية، لكن ما لفت نظرها هو مجموعة سيارات تعتقد إنها مفخخة. ولإبطالها، تقوم القوات العراقية بإطلاق قذيفة هاون من عيار 120 ملم. وتتراجع المدفعية الثقيلة بقوة إلى درجة تثير معها سحابة من الغبار. وقال ضابط المدفعية طالبا عدم كشف هويته إن الهدف هو آليات مفخخة، هناك أكثر من ثلاث سيارات. وردا على سؤال عن مصير المدنيين، يقول هذا الضابط إن ما بين ست أو سبع آليات غادرت القرية للتو. وبعد أربع ساعات على الهجوم، كان تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يسيطر على القرية. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 22/10/2016