×
محافظة المنطقة الشرقية

مورينيو : نرفض محاكاة أرسنال 2003

صورة الخبر

عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرته في أعقاب لقاء الرياض للم الشمل الخليجي، والعمل من أجل تعزيز اللحمة العربية ومعالجة الواقع الذي تعيشه الأمة، والبحث في أسباب العلاج كي تخرج من محنتها، كان الخطاب موجها إلى القادة والإعلاميين، ورجال الفكر، وأصحاب الرأي، حيث طالبهم بالعمل الجاد من أجل تغيير هذا المسار والعمل على وحدة الأمة واستنهاض قدراتها كي تواجه التحديات المفروضة عليها على قلب رجل واحد. لقد وضع خادم الحرمين الشريفين خارطة عمل خليجية وعربية عبر تصريحاته، وحثه لمواجهة تحديات للأمة، وناشد الإعلاميين التجاوب مع مبادرة لم الشمل العربي وإنجاحها. لقد خص خادم الحرمين الشريفين بهذه المبادرة مصر، لأن قائدها يتمتع بفكر استراتيجي، وشعبها يدرك أهمية الأهداف الاستراتيجية، فالرئيس عبدالفتاح السيسي عندما وضع خارطة الطريق أعلن أن هدفه الاستراتيجي هو تحقيق الأمن القومي العربي، وجاء الرد المصري إيجابيا وسريعا دعما لمبادرة الملك عبدالله. لقد أدرك الشعب المصري ماذا يعني الرئيس عبدالفتاح السيسي وعلم أنه جعل الهدف الاستراتيجي الأعلى لمصر هو أمن مصر والأمن القومي العربي، لهذا هب معه الشعب المصري فاختاره للقيادة. ومع اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالبعد الاستراتيجي الخليجي والعربي، إلا أن اهتمامه تركز أيضا في الداخل حيث أقر الخطة الاستراتيجية لتحويل المملكة إلى المجتمع المعرفي عام 2020م وبذلك تضاعفت أعداد الجامعات، وتأسست المدن الصناعية، وبدأ ربط أنحاء المملكة بالقطارات والسكك الحديدية، وتم ابتعاث 150 ألف طالب وطالبة وتقرر بالتالي التوسع في بدائل النفط. فالقائد يركز على الهدف الاستراتيجي الأعلى، والمعروف أن أحد مبادئ الاستراتيجية العشرة هو المحافظة على الغرض، بمعنى المحافظة على الهدف الاستراتيجي الأعلى، فلكي تكون مفكرا استراتيجيا يجب أن لا تصرفك الأهداف التكتيكية عن الأهداف الاستراتيجية. فمبادرة الملك عبدالله ركزت على الاهتمام بالتضامن العربي والتوجه نحو الحلول للأهداف التكتيكية بحيث لا تصرفنا عن الهدف الاستراتيجي. إن الأمم لا تتقدم إلا إذا حددت أهدافها الاستراتيجية وسعت إليها، وتمتع قادتها بفكر استراتيجي، أما المديرين فيعملون إداريا لتحقيق الأهداف العليا، وهذا هو الفرق بين القائد والمدير، ونحن اليوم في حاجة إلى قادة استراتيجيين لنتجاوز العراقيل والمعوقات والأزمات. والحمد لله الذي أنعم على هذه البلاد بقائد سياسي محنك يضع هواجس الأمة في الأولويات ويحرص على إيجاد حلول عادلة وشاملة لقضايا المنطقة، وستسير المملكة إن شاء الله وفق استراتيجية لدعم القضايا العربية وقضايا الأمة ولجم الإرهاب وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال.