العربية.نت: كشفت مصادر إصلاحية في إيران أن جهة أمنية تحاول لملمة فضيحة سعيد طوسي، قارئ القرآن الأول في بيت المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، المتهم باغتصاب 19 طفلاً من طلابه، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في البلاد وخاصة بعد نشر وثائق المحكمة وشهادات مكتوبة وصوتية للأطفال الضحايا وتكاثر الشكاوى من قبل ذويهم واستمرارهم بمطالبة معاقبة الفاعل. وأفاد موقع «آمدنيوز» الإصلاحي، نقلاً عن مصادره، أن جهة تابعة لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني -لم يسمها- قد عقدت جلسة طارئة لإيجاد مخطط لإنهاء ملف فضيحة سعيد طوسي، والحفاظ على سمعة النظام وبيت المرشد. وكشفت المصادر أن المسؤولين الأمنيين ناقشوا خلال الجلسة التي دامت ساعتين، بحضور ممثل عن السلطة القضائية، أبعاد هذه القضية التي كشفت عنها أول مرة قناة «صوت أمريكا» الفارسية، التي تبث من واشنطن، والتي عرضت وثائق المحكمة وشهادات صوتية للضحايا وأطفال تحدثوا عن كيفية اغتصابهم بالقوة على يد سعيد طوسي الذي كان يشرف على مشاركة قرّاء القرآن الإيرانيين في المسابقات القرآنية الدولية. ووفقاً للمصادر، فقد قررت الجهة الأمنية تصفية سعيد طوسي من خلال عملية اغتيال، وخاصة أن طوسي كان قد هدد بأنه سيفضح 100 شخصية أخرى من المقربين من النظام الإيراني من المتورطين بقضايا الاغتصاب الجنسي ضد الأطفال مقرئي القرآن، إذا ما تمت محاكمته». وأضافت المصادر أن «قرار الاغتيال اتخذ للحفاظ على سمعة بيت المرشد الإيراني علي خامنئي، وكذلك للحيلولة دون كشف طوسي عن عمليات اغتصاب جماعي قام بها نافذون في النظام»، بحسب ما نقل موقع «آمد نيوز». يذكر أن سعيد طوسي (46 عاماً) هو ممثل إيران في مسابقات القرآن الدولية والفائز بمرتبتها الأولى داخلياً وخارجياً، والمقرب للمرشد علي خامنئي، متهم باغتصاب 19 طالبا من طلابه خلال الأعوام الماضية، وهم أطفال تتراوح أعمارهم بين الـ12 والـ14 عاماً. وتحدث ثلاثة من الضحايا إلى القسم الفارسي لقناة «صوت أمريكا»، وكشفوا عن تفاصيل عمليات تحرش واغتصاب قام بها سعيد طوسي، خلال رحلاته القرآنية لأكثر من 20 بلداً في العالم، بهدف «نشر الثقافة القرآنية» والمشاركة بالمسابقات القرآنية في تلك البلدان. وقال الضحايا إنهم يمتلكون أدلة مكتوبة وتسجيلات صوتية (بينها مكالمات هاتفية مع طوسي) ثم عرض قسم منها في البرنامج، تدل بوضوح على تفاصيل ما قام به «قارئ قرآن بيت المرشد». وتشير إحدى الوثائق إلى أن طوسي كتب «رسالة توبة» تعهد فيها بأنه «لن يكرر خطأه ثانية»، وذلك بعد أوامر وجهت من بيت المرشد إلى المحكمة.وفي تسجيل صوتي نشره برنامج «صفحة آخر» على قناة «صوت أمريكا» الفارسية، يقول سعيد طوسي لأحد طلابه إن المرشد خامنئي على علم بالملف واتفق مع رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني بلملمة الموضوع، حفاظاً لهيبة واعتبار «المؤسسة القرآنية» في البلاد. وفي شهادات منفصلة، أكّد الضحايا أنهم أوصلوا شكاواهم إلى مسؤولين في بيت المرشد بعد نصيحة مقربين لهم، لكنّ المسؤولين اكتفوا بأخذ «رسالة توبة» اعترف طوسي من خلالها بأنه لن يقوم بتلك الأعمال مرة أخرى. ويحضر سعيد طوسي كضيف دائم في المجالس القرآنية التي يحييها المرشد خامنئي في كل عام بمناسبة شهر رمضان، كما أنه افتتح أعمال مجلس الشورى (البرلمان الإيراني) في مايو الماضي بقراءة آيات من الذكر الحكيم بحضور كبار مسؤولي النظام الإيراني.