يمثل بيت الشعر في الجزيرة العربية أحد الرموز التراثية والتاريخية التي توارثها الأبناء عن الأجداد منذ قديم الزمان، حيث كان ومازال يعد رمزًا للضيافة والكرم والأصالة والتراث، ورغم التطور الذي شهده الإنسان والمكان لم يتناسَ أبناء تبوك مثلهم مثل أبناء بقية مناطق المملكة هذا الرمز التراثي بل ما زال جزءًا من منظومة السكن فأصبحت بيوت الشعر تنصب في فناء المنازل الحديثة لتحتضن المناسبات والجلسات، كما يتم توظيفه من قبل هيئة السياحة في مناسباتها وفعالياتها فتجده حاضرًا بكامل مكوناته التراثية. أساليب وأدوات الصناعة: ويصنع بيت الشعر من صوف الغنم وشعر الماعز ووبر الجمال ويضاف إلى الصوف أو الشعر أو الوبر قليل من القطن لإضفاء لمسة جمالية على القطع التي يتشكل منها فيتحمل الظروف المناخية التي تمتاز بها الصحراء من حرارة شديدة وبرد قارس. وقديمًا كان يصنع يدويًا وكانت النساء من يقمن بصناعة أجزائه وخياطته بالطرق التقليدية التي عرفت قديمًا والتي كانت تستخدم فيها أدوات خاصة كالمطرق والكرداش والمغزل والسدو والمخيط، أما في وقتنا الحاضر فتتم صناعته في مصانع متخصصة إلا أنها تكون أقل جودة من التي كانت تصنع تقليديًا وتشهد أسواق بيع بيوت الشعر في مختلف المناطق إقبالًا كبيرًا على الشراء سواء من داخل المملكة أو من خارجها من دول الخليج، خصوصًا مع دخول موسم الشتاء حيث تحلو جلسات السمر داخله حول شبة النار والمعاميل. الاستثمار في السياحة: واهتمت الهيئة العامة للسياحة والآثار ببيت الشعر الذي يعد جزءًا مهمًا من تراث وحياة الآباء والأجداد في الماضي بهدف الحفاظ علي التراث وحمايته من الاندثار وللمحافظة على تاريخ البيت البدوي حرصت الهيئة على وجود بيت الشعر في برامجها وفعالياتها السياحية فبيت الشعر يعد رمزًا للضيافة حيث يستقبل الزوار فيه، ويعد مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة أهم مناسبة وطنية تحاكي تاريخ السعودية العريق وتصور حاضرها المزدهر لترسم لوحة فنية متقنة الإبداع، تجد بين جنباته بيت الشعر شامخًا بكل هيبته وزينته محتضنًا أنشطة شعبية كعزف الربابة والقصائد النبطية وقصص الأجداد كما تحلو مشاهدة الألوان فلكلورية أمام بيت الشعر ومن أبرزها الدحة والرفيحي والسامري. أجزاء بيت الشعر: ويتكون البيت من عدة أجزاء منها الشْقَاق وهو مغزول من الشعر ثم تُربط مع بعضها البعض لتؤلف البيت ويصنع عادة من شعر الماعز وقد يتخلله صوف الأغنام لأنه لا يبتل، وعادة يتكون بيت الشعر من ثمانية من الشقاقات موصولة بعضها ببعض بواسطة خيوط من الصوف لتشكل سقفًا واحدًا كما يتكون بيت الشعر من الطرائق والتي تُخاط بعكس اتجاه الشقاق حيث تشكل دعائم إضافية، أما الرواق فهو الغطاء الخلفي للبيت ويكون مصنوعًا من شعر الماعز أو الصوف ويتكون عادة مـن 3ـ4 شقاقات ويرتبط مع سقف البيت بواسطة وصلات تسمى الخلال، والرُفَه هو الغطاء الجانبي من اليسار واليمين لبيت الشعر ـ أما الشِقْ فهو القسم الرئيس لبيت الشعر وهو بمثابة المضافة وفيه يجلس الرجال ويتسامرون ويكون عادة على يمين البيت، والمْحَرَم هو المكان المخصص لجلوس النساء. أعمدة بيت الشعر: يتراوح طولها من 2 - 2.5 م وقد تصل إلى 3 أمتار , ومنها: الواسط :يوضع في وسط البيت ويكون أطولها المقدم :يوضع في مقدمة البيت (الطرف الأمامي) الميخر :يوضع في مؤخرة البيت (الطرف الخلفي) الكاسر :يوضع في نهاية البيت من جهة المحرم العامر :يوضع في نهاية طرف البيت من جهة الشق