كتب - طوخي دوام: أعلنت 20 شركة مدرجة في بورصة قطر عن نتائجها المالية عن التسعة أشهر الماضية، لتحقق أرباحا قدرها18.35 مليار ريال، بانخفاض طفيف نسبته 0.06% عن نفس الفترة من العام السابق البالغة 18.36 مليار ريال، وبحسب النتائج المعلنة، سجلت 6 شركات ارتفاعاً في أرباحها، وانخفضت أرباح 12 شركة أخرى، بينما تمكنت شركتان في التحويل من الخسائر إلى الأرباح، ولم تحقق أي شركة لخسائر حتى الآن. وتوزعت الشركات التي أعلنت عن نتائجها على 7 قطاعات، إذ أعلنت معظم الشركات العاملة في قطاع البنوك عن نتائجها والتي تبلغ 12 شركة، كما أعلنت جميع الشركات العاملة في كل قطاع النقل عن نتائجها المالية والبالغة 3 شركات. وكشفت نتائج الشركات المدرجة في بورصة قطر عن تباين في الأرباح المحققة، فبعضها سجل أرباحا فاقت التوقعات بينما تراجعات أرباح شركات أخرى، إلا أنه في المجمل يرى الخبراء أن الأرباح التي أعلنت عنها الشركات خلال التسعة أشهر الماضية تعتبر جيدة رغم استمرار انخفاض أسعار النفط، مشيرين إلى أن الشركات نجحت إلى حد كبير في التعاملات مع تداعيات الانخفاض النفط. ودللوا على ذلك بعدم تحقق أي شركة لخسائر حتى الآن. وساهم قطاع البنوك في الجزء الأكبر من الأرباح الإجمالية للسوق لتصل أرباح القطاع إلى 15.2 مليار ريال بنمو نسبته 1.86% مقارنة بنفس الفترة من عام 2015، ليستحوذ قطاع البنوك على 82% من مجمل أرباح الشركات التي أعلنت عن نتائجها حتى الآن. وسجلت 3 شركات عاملة في هذا القطاع نموا في الأرباح وتراجعت أرباح 5 شركات أخرى بينما تمكنت شركتان في التحويل من الخسائر إلى الأرباح. وانعكس تباين أداء الشركات والأرباح المحققة على بورصة قطر والتي واصلت أداءها الضعيف مع استمرار الانخفاض الواضح في التداولات، وهو ما يشير إلى أن هناك ترقبا من المستثمرين لمحفزات جيدة في السوق بعد أن أثبتت الجلسات الماضية عدم تفاعل السوق بشكل جيد مع النتائج الإيجابية التي سجلتها بعض الشركات. QBN في الصدارة واحتلت مجموعة QBN المرتبة الأولى من حيث الربحية بعد ـن سجلت المجموعة أرباحا قدرها 9.95 مليار ريال خلال التسعة اشهر الماضية، مقابل 8.72 مليار ريال قطري لنفس الفترة من العام الذي سبقه، وذلك بسبب تأثر نتائج أعماله إيجابياً بعملية استحواذ بما نسبته 99.81% من أسهم "فاينانس بنك" التركي خلال الربع الثاني من العام الجاري. من ناحية أخرى تصدّر "مصرف قطر الإسلامي" الشركات الأكثر نموا في الأرباح في قطاع البنوك بنسبة ارتفاع 13.8% لتصل أرباحه الصافية عند 1.6 مليار ريال مقابل 1.4 مليار ريال في نفس الفترة من العام السابق وذلك نتيجة ارتفاع الإيرادات التشغيلية. ويرى عدد من الخبراء أن نتائج بعض الشركات تُعتبر جيدة وفاقت توقعات الكثير من المستثمرين خاصة الأرباح التي حققتها مجموعة QNB، مشيرين إلى أن النتائج المحققة شهدت نمواً على المستوى العام، وذلك مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بالرغم من تراجع أرباح بعض الشركات، مؤكدين أن ما يميز أرباح الشركات عن التسعة أشهر من هذا العام عن نظيرها من العام الماضي أنها أرباح تشغيلية. وتوقع الخبراء أن تشهد السنوات المقبلة نمواً في أرباح الشركات، خاصة الشركات العاملة في قطاعي البنوك والعقارات، وذلك بدعم من مشاريع البنية التحتية التي تمّ البدء في تنفيذها هذا العام. الأجواء الجيوسياسية وأوضح الخبراء أنه برغم الظروف الاقتصادية العالمية غير المشجعة حالياً، إلا أن الشركات حافظت تقريباً على معدلات التوزيع وإن انخفضت قليلا عن العام الماضي، وذلك لرغبة الشركات في توفير سيولة من الأرباح المحتجزة لديها لمقابلة التوسعات والمشاريع المتوقع الدخول فيها هذا العام والأعوام المقبلة، الأمر الذي من شأنه بحسب قول المحللين أن يعزز المناخ الاستثماري في السوق القطرية، ويحافظ للشركات على قاعدة المستثمرين. وقال الخبراء: إن نقص السيولة مازال له الكلمة العليا في تداولات السوق حتى الآن، مشيرين إلى أن الأجواء الجيوسياسية بالمنطقة دفعت المستثمرين في الأسواق المالية إلى التخارج مؤقتا من الأسواق انتظارا لأخبار جديدة تعود بها إلى قاعات التداول مرة أخرى، مشيرين إلى أن انخفاض السيولة لم يقتصر على بورصة قطر فقط بل هي ظاهرة تجتاح أسواق المنطقة عموما ودول التعاون خصوصا وأضافوا: إن المؤشرات تؤكد احتمال استمرار صعود السوق خلال الفترة المقبلة ليستهدف المؤشر مستوى 11 ألف نقطة كمرحلة أولى. وأشاروا إلى أن البورصة نجحت خلال الفترة الأخيرة في التعافي من حالة الهبوط المستمر التي عانت منها خلال الشهور السابقة، مؤكدين أن أي عمليات لجني الأرباح في الفترة الحالية باتت لا تقلق المستثمرين. بينما يرى آخرون أن البورصة خلال الأيام المقبلة سيغلب عليها التباين في وتيرة التداول حيث ستشهد تذبذبا تارة واعتدالا ونشاطا تارة أخرى، إلى أن تبدأ مؤشرات الربع الأول للعام الحالي في الاتضاح وسط توقعات بأن تشهد السوق مضاربات سريعة على بعض الأسهم.