×
محافظة المنطقة الشرقية

في حفلي «تلاقي» الأول والثاني وبمشاركة قيادات مكة والمدينة بعد فراق 3 عقود.. الرعيل الأول لجامعة الدمام يستعيد ذكرياته في «طيبة»

صورة الخبر

أحمد فضل شبلول شاعر مصري مبدع يجمع بين النقد والكتابة للطفل والعمل الصحافي والإعلامي، يطور أدواته ورؤاه الشعرية وموقفه من الذات والعالم، متفاعلا مع القضايا المجتمعية والثقافية والعلمية الجديدة، التي نراها متجسدة فنيا في قصائده. وكان لـ «العرب» هذا الحوار مع الأديب المصري أحمد فضل شبلول للحديث عن رحلته الإبداعية، وكذلك الحديث عن مختلف القضايا الأدبية والفكرية في مصر والعالم العربي. حدثنا عن بدايتك الإبداعية مع الشعر، وهل أنت الذي اخترته أم هو اختارك؟ - في محاولات الإجابة عن أسئلة الكينونة والمصير الإنساني وسؤال الهوية أثناء فترة المراهقة الجسدية والفكرية، أحسست أن الشعر سيحل لي هذه المعضلات الكبرى التي كانت تؤرقني من خلال مشاهداتي الحياتية وبعد قراءة كل كتاب، خاصة كتب توفيق الحكيم وأنيس منصور وروايات نجيب محفوظ وأشعار صلاح عبدالصبور وحجازي ونازك الملائكة وغيرهم، فضلا عن حكايات ألف ليلة وليلة التي كانت تذاع في الإذاعة المصرية أيضا، فقد شكلت نوعا من الحيرة الفلسفية والوجودية بالنسبة لي، فهي ليست مجرد حكايات للتسلية والمتعة، ولكن بها الكثير من التجارب الإنسانية وتغوص في النفس البشرية، وتؤكد أننا لسنا وحدنا في هذا العالم. وأستطيع أن أقول: إنني اخترت الشعر، مثلما هو اختارني لأعبر من خلاله عن أحاسيسي وأفكاري ومشاعري، فقد كان قالبا فكريا ووجدانيا مناسبا في بداية حياتي الأدبية التي بدأت بديوان «مسافر إلى الله» ومن خلال قصائده توهمت أنني توصلت إلى إجابات. كيف ترى القصيدة؟ - القصيدة هي العالم، وهي الخلاص الروحي، بعد كتابة كل قصيدة أحس بالراحة والتوازن النفسي، إلى أن تبدأ معاناة قصيدة أخرى، أو ميلاد نص آخر، أو اشتباك جديد مع الواقع. في ديوانك «تغريد الطائر الآلي» أمزجت الجمادات بالمعنويات والسذاجة والبراءة.. فكيف ذلك؟ - هذا الديوان يعبر عن موقف الإنسان من عصر التكنولوجيا والمعلومات، وكيف أن الإنسان يزداد انسحاقا في هذا العصر أكثر من العصور الزراعية والصناعية السابقة، فرغم وفرة المعلومات، أو فيض المعلومات فإن الإنسان يشعر بالضآلة أمام هذا الفيض، وأن الحروب القادمة هي حروب المعلومات: «فعدوي الآن يقاتلني بالمعلومات». ورغم ذلك فالإنسان يحاول التعايش والانتصار على تلك الآلة وعلى هذا الفيض من المعلومات والقدرات الجديدة. وقد تناول هذا الديوان بالتحليل والدراسة أكثر من ناقد مثل: د.حسين علي محمد، د.السعيد الورقي، الناقد إبراهيم فتحي، إلى جانب الشاعر الراحل فاروق شوشة. للبحر حضور قوي في إبداعك الشعري.. ما علاقتك به؟ - أنا إنسان سكندري والبحر بالنسبة للإسكندرية هو الرئة التي تتنفس بها، ويمثل البحر لمعظم الإسكندرانية وجبة يومية روحية لا يستطيعون الاستغناء عنها، فالبحر مفردة من مفردات الحياة اليومية في البيئة السكندرية، إنه هذا الجلال والجمال الذي أراه يوميا.. فالبحر عنيد، وعندما يثور لا يأمن الإنسان له. ما هو حال شعرنا العربي الآن؟ - شعرنا العربي الآن يتوارى شيئا فشيئا لصالح الرواية التي تتقدم المشهد الأدبي الآن، وقد ساعد على ذلك الشعراء أنفسهم، بتعاليهم على الواقع العربي أحيانا، واللجوء إلى الغموض والألغاز في فترة سابقة ولكنها كانت مؤثرة لانفضاض الكثير من حول الشعر، والاهتمام بأشكال أدبية أخرى. نلاحظ أن الملمح الأساسي في شخصيتك الأدبية هو التداخل والتفاعل بين عالم الباحث والدراسة.. فكيف ذلك؟ - البحث والدراسة مكون أساس من مكونات شخصيتي حتى عندما أكتب قصيدة وأتوقف أمام كلمة ما، أظل أبحث عنها وأسبر أغوارها، وهذا ما دفعني لوضع معجم صغير عن كلمة «الدهر» على سبيل المثال. وعندما وضعت كتابي «جماليات النص الشعري للأطفال» وجدت نفسي أمام عدد من الشعراء الذين كتبوا للأطفال ولا يجدون العناية أو الاهتمام، فقادني هذا إلى وضع «معجم شعراء الطفولة في الوطن العربي خلال القرن العشرين» وهكذا. كيف استطعت الجمع بين الشعر والنقد والكتابة للطفل والصحافة والإعلام؟ - كلها تؤدي إلى بعضها البعض، ولكن الشعر هو القاطرة التي تأخذني إلى بقية العوالم الأدبية والإعلامية. وأنا من النوع الذي عندما يقرأ أي كتاب أتفاعل معه وأحاوره وأكتب عنه، ليس في الشعر فحسب، ولكن في شتى أنواع الأدب من رواية وقصص قصيرة ومسرحية وأيضا السينما والفن التشكيلي. أؤمن بهذا التنوع وهذا التعدد الثقافي الذي يثري الحياة الأدبية والثقافية، وتلك المشاركة الفعالة في المنابر الصحافية والإعلامية. وقد سبق لي أن عملت محررا وباحثا أدبيا في عدد من المنابر الإعلامية. ولكن أعود وأقول إن الشعر كان –ولا يزال- هو القاطرة لكل هذه الأعمال والمشاركات. هل سيقضي النشر الإلكتروني أو الرقمي على الورقي؟ - أعتقد أن أمامنا سنوات قليلة لنعبر خلالها من الورقي إلى الإلكتروني، فهذه سنة الحياة، ولنأخذ العبرة من تحول العالم من الكتابة على الأحجار وجذوع الأشجار ولفائف البردي وغيرها إلى عالم الورق. الآن العالم يتحول من الورق إلى الإلكتروني. حدثنا عن اتحاد كتاب الإنترنت. - أما عن اتحاد كتاب الإنترنت العرب، فلما كانت معظم اتحادات الكتاب العربية، وروابط الأدباء التقليدية، لا تعترف بالإنتاج الأدبي المنشور على شبكة الإنترنت، ولا تدخله ضمن الإنتاج المعترف به والمنشور للكاتب الذي يريد الالتحاق بهذا الاتحاد، أو تلك الرابطة، وهو ما لمسته بنفسي عندما كنت عضوا في لجنة القيد بمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، فقد فكرنا في إنشاء أو تأسيس اتحاد للكتاب الذين ينشرون أعمالهم على تلك الشبكة، وهذا الدور لا يلغي اتحادات الكتاب والروابط التقليدية، كما يعتقد البعض. ولكن يكمل دورها، ويفعل دور الكاتب في المجتمع الواقعي والمجتمع الافتراضي أو الرقمي أيضا، والتقيت ببعض الأصدقاء في الإسكندرية مثل د.السيد نجم ومنير عتيبة وحسام عبدالقادر، وكان يحلمون بالفكرة نفسها، ومن خلال التواصل بالبريد الإلكتروني وبرامج المحادثة، مع بعض الأصدقاء خارج مصر، وجدنا تحمسا شديدا من الكاتب الأردني محمد سناجلة الذي كان قد أصدر روايته الرقمية الأولى «ظلال الواحد»، والتقينا به في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2005، ومعه الكاتب الأردني مفلح العدوان، واجتمعت إرادة هذه المجموعة من الكتاب على تأسيس ما سميناه بعد ذلك «اتحاد كتاب الإنترنت العرب». ما الذي يحتاجه الطفل العربي في نص موجه له؟ - الطفل العربي محتاج أن يجد نفسه في النص الموجه إليه، أن يجد طفولته ولغته البسيطة السهلة التي يحبها، ويحب موسيقاها وإيقاعاتها، وأن يغني تلك اللغة مع أخواته وأصدقائه وجيرانه وأقاربه. هل تعتقد أن الرواية تتفاعل أكثر مع الواقع؟ - نعم أعتقد ذلك، فهي الأقدر الآن على هذا التفاعل مع الحياة؛ لذا عنونت أحد كتبي «الحياة في الرواية». قلت: إن الرواية هي «ديوان الحياة المعاصرة»، فما معنى ذلك؟ - نعم.. لأننا إذا اعتبرنا أن الشعر هو ديوان العرب، فأنا أعتقد أن الرواية هي ديوان الحياة المعاصرة، لأنها بالفعل تعكس ما نحياه الآن بتفاصيله ورموزه وعلاقاته وتشابكاته ونبضه ولغاته. فالواقع أصبح الآن واقعا دراميا يحتاج إلى معالجة درامية. حتى الروايات التاريخية أجد لها أصداء معاصرة، أو إسقاط معاصر، مثل رواية «المغامر» لأحمد حسن صبرة، التي تتناول كيفية وصول محمد علي إلى كرسي الحكم في مصر، أجد فيها إسقاطا على شخصيات معاصرة، أو على أحداث معاصرة. أدب الطفل.. والدخلاء هناك مشاكل حقيقية في أدب الأطفال العربي، وأهمها دخول الميدان من ليس مؤهلا وإصراره على النشر في مجلات الأطفال، وقد عملت لفترة في مجلة «العربي الصغير» بالكويت، وشاهدت ذلك الإصرار من بعض الكُتاب على إرسال مواد لا تتناسب مع موضوعات الأطفال، وهدفهم فقط الحصول على المكافأة المادية قبل أن ينظر في صلاحية المادة للطفل من عدمه. ولعل مثل هؤلاء الذين ربما تنشر لهم مجلات أخرى هم الذين يستخفون بعقلية الطفل؛ ظنا منهم أن الكتابة للطفل شيء سهل ويسير، ومجرد كلمتين من تراث كليلة ودمنة، أو عالم الحيوانات والطيور، أو حتى عالم الكمبيوتر الذي صار يستهوي أطفالنا دون مراعاة لأي جوانب تربوية وتعليمية لا بد من تسللها بطريقة خفية من خلال العمل المقدم للطفل، ودون مراعاة اللغة والمفردات التي تناسب سن الأطفال ومراحلهم المختلفة. جديد شبلول - الجديد.. روايتي الأولى وهي تحت الطبع بعنوان «رئيس التحرير»، وهي رواية تكشف فصولها الكثير مما يدور في كواليس الصحافة المصرية والعربية، وكيفية إدارة المجلات والجرائد، وعن تشابك المصالح بين إدارة التحرير والكتّاب وبقية العاملين بالمطبوعة، وكيفية تربُّح بعض الأفراد من وراء عملهم بالصحافة. كما تغوص الرواية في العالم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي بالمنطقة العربية، بدءا من انتفاضة 18 و19 يناير 1977 وصولا إلى ثورة 25 يناير 2011. الرواية اعتمدت في جانب منها على السيرة الذاتية للسارد، وعلى المتخيل الروائي للشخصيات والأحداث في جانب آخر منها. وقد نشرت عدة فصول منها في بعض الجرائد والمجلات، بالإضافة إلى ديوانين بالهيئة المصرية العامة للكتاب تحت الطبع الأول للكبار بعنوان «اختبئي في صدري» والثاني للأطفال بعنوان «أنا وهَنا».;