×
محافظة المنطقة الشرقية

المواقع الحكومية الخليجية الإلكترونية آمنة

صورة الخبر

لماذا لا يتماشى جسمنا دوماً مع الصورة التي نتوقعها منه؟ لماذا يصبح وزن بعض الناس زائداً مع أنهم لا يفرطون في الأكل في حين يأكل آخرون طوال اليوم ويحافظون على رشاقتهم؟ هل يكون النظام الغذائي العامل المؤثر الوحيد؟ هل تنعكس عوامل أخرى على طريقة حرق المأكولات في الجسم؟ ماذا لو حاولنا فهم الوزن الزائد بطريقة شاملة كي نحافظ على الرشاقة طوال السنة ونتجنب تقلبات الوزن؟ مطاردة السعرات الحرارية يريد جميع الناس أن يخسروا وزنهم الزائد ويحرقوا أكبر قدر من السعرات. يجب أن يبدأوا بتقييم إيجابيات المأكولات المستهلكة وسلبياتها. لكن قد يتحوّل احتساب السعرات في جميع المأكولات إلى عذاب نفسي لأن الجسم يعطي ردة فعل عكسية حين نبالغ في رسم الحدود له. على صعيد آخر، تحتوي مأكولات كثيرة على سعرات خفيّة، أبرزها المشروبات الغازية. يجب أن نحاول أولاً الإصغاء إلى حاجات الجسم التي تتأثر بمستوى حركته والجهود التي يبذلها. بالنسبة إلى الشخص المعاصر الذي يعيش في المدينة ويعمل جالساً ويستعمل وسائل النقل، يكفي عموماً أن يتناول بعض حبات الفاكهة صباحاً مع سندويش صغير لسد حاجاته. رابط بين البيئة المعوية والبدانة يرتبط أحد العوامل الخفيّة التي تعزز الوزن الزائد بنوعية البيئة المعوية. يأكل الكثيرون كميات بسيطة من الطعام ومع ذلك يكتسبون الوزن. لذا لا أهمية لكمية السعرات بل يجب أن يصبّ التركيز على نوعية البيئة المعوية، أي مليارات الكائنات الدقيقة التي تعيش داخل أمعائنا. أثبتت دراسات عدة هذا الرابط بين البدانة والبيئة المعوية. لوحظت تغيرات جزيئية وتطورية ووظيفية بارزة في البيئة المعوية البرازية لدى الحيوانات والبشر البدينين. لوحظ أيضاً أنّ نقل مجهريات البقعة البرازية إلى فئران غير بدينة يؤدي إلى زيادة الرواسب الدهنية. تحدد نوعية مجهريات البقعة مستوى اكتساب الوزن مباشرةً، لدى الحيوانات على الأقل. عند ظهور مشكلة البدانة، يتراجع التنوع الجرثومي كما يحصل عند الإصابة بأمراض التهابية مزمنة في الأمعاء. ثمة رابط آخر بين الوزن الزائد وطول الأمعاء، وتحديداً سطح امتصاص الأمعاء الدقيقة الدانية. لوحظ أيضاً إنتاج كمية مفرطة من عناصر السيتوكين التي تعزز الالتهاب من جانب الخلايا التائية المعوية التي يرتفع عددها موضعياً وتُغيّر موقع ناقل الغلوكوز. يعزز الالتهاب المعوي المزمن بدوره مقاومة الأنسولين في مرحلة البدانة لدى البشر. قد يكون توسّع مساحة امتصاص الخلايا المعوية مؤثراً أيضاً نتيجة زيادة عدد الخلايا الالتهابية الموضعية. الأمعاء... دماغ ثانٍ؟ يمكن اعتبار الأمعاء بمثابة دماغ ثانٍ يعمل وفق قوانينه الخاصة. كلما تدهور توازن البيئة المعوية، يضطرب مسار الأيض وتتراجع نوعية امتصاص المأكولات. في الوقت نفسه، تنطلق ردود فعل التهابية مزمنة، ما يسبّب تعباً متكرراً لدى أصحاب الوزن الزائد. هذا ما يصيب الأشخاص الذين يتخبّطون بين ضرورة تخفيف الأكل والتعب الذي يرافقهم في حياتهم اليومية. إذا كان وزنك زائداً، ستحتاج في المقام الأول إلى علاج معوي يسمح لك بتنظيف بيئتك المعوية وإعادة تأهيلها. لن يكفي تخفيف الأكل أو ممارسة الرياضة، بل يجب التخلص من جميع الجراثيم السيئة داخل الأمعاء لأنها تمنع جسمك من العمل بشكل سليم. علاج جذري تتعدد الوسائل التي تسمح بتنظيف عمق الأمعاء لمعالجة اكتساب الوزن غير المبرر (الامتناع عن الأكل، غسل الأمعاء، حمية مبنية على الفاكهة...). يبقى الامتناع عن الأكل أفضل وسيلة طبيعية وفاعلة وغير مكلفة. يمكن وقف الأكل لفترات معينة مع متابعة شرب الماء والخلطات العشبية (إكليل الجبل، نبات القراص...) أو حتى عصير الفاكهة، لكن يجب التنبه إلى الكمية المستهلكة. يجب أن تحافظ على حد أدنى من الحيوية لمتابعة العمل وإتمام الواجبات اليومية من دون أن ينخفض معدل سكر دمك بشكل مفرط. من الأسهل أن تستعمل علاجاً لإزالة سموم الجسم خلال فصل الصيف لأن الحاجة إلى السعرات تتراجع في هذه الفترة مقابل زيادة الحاجة إلى شرب الماء. اختر علاجاً تدريجياً بالفاكهة خلال بضعة أيام من الأسبوع. ثم اكتفِ بشرب الماء لبضعة أيام أخرى. يمكنك أن تمتنع أيضاً عن الأكل لفترات قصيرة في بداية اليوم وحتى الثالثة بعد الظهر مثلاً كي يتسنى للأمعاء أن تنظف نفسها. تحفظ الأمعاء هذه العملية وتستأنف التنظيف في صباح اليوم التالي. حين تنتظم هذه العملية، تخصص الأمعاء والدفاعات المناعية الوقت اللازم للقيام بعملية تنظيف يومية، ما يكبح المشاكل والاضطرابات منذ ظهورها. يحصل الأشخاص الذين يأكلون وجبة {غنية} واحدة في اليوم على ما يحتاجون إليه: تكون الكمية كبيرة لكن يهضمها الجسم ويحرقها بشكل سليم لأن البيئة المعوية في الجسم تكون صحية.