يقول المثل (الذي يزرع الشوك ﻻيجني العنب) وهناك عبارة للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه تقول (ما أضمر أحد شيئا إﻻ ظهر في فلتات لسانه) وهل هناك أوضح من تصريح قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق (أن حرب الموصل هي انتقام وثأر من قتلة الحسين وتمهيد لإقامة دولة العدل الإلهي) وهذه ليست فلتات لسان ولكنها إعلان واضح وصريح على أن حرب تحرير الموصل يطغى عليها النفس الطائفي وﻻيخفى على أحد أن الطائفي قيس الخزعلي يتلقى تعليماته من قائد فيلق القدس المندوب السامي الإيراني في المنطقة الجنرال قاسم سليماني. إن حرب الموصل عملية معقدة جدا وسوف تكون لها تداعيات خطيرة إذا تركت الحكومة العراقية لإيران الحبل على الغارب وتقرير مصير مدينة الموصل التي هي ثاني أكبر مدينة عراقية وغنية بالنفط لذلك هناك أطماع دولية بها . نقول إن العملية معقدة لأنها تشارك بها أطراف كثيرة فهناك قوات التحالف الدولي الذي تقوده الوﻻيات المتحدة الأمريكية والتي ستوفر الغطاء الجوي للقوات البرية وهناك طبعا الجيش العراقي ممثلة بقوات مكافحة الإرهاب وكذلك يشارك في المعركة الحشد الشعبي الذي تحول إلى قوة كبيرة تعمل تحت إشراف الحكومة العراقية ولكنها في حقيقة الأمر هي تابعة لنظام الولي الفقيه وهناك مقاتلون أكراد هم قوات البشمركة التابعة لحكومة كردستان وهناك أيضا مقاتلون دربتهم تركيا وتصر تركيا على المشاركة في حرب تحرير الموصل فقد صرح الرئيس التركي أردوغان أن بقاء تركيا خارج عملية الموصل غير وارد ناهيك عن مشاركة مقاتلي العشائر السنية ولهذا فالتنسيق بين كل تلك القوات والميليشيات من الصعوبة بمكان. وزير الخارجية السعودي عادل الجبير صرح تعليقا على انطلاق معركة الموصل أن تنظيم داعش سوف يخسر الحرب ولكنه أعرب عن تخوفه من دخول ميليشيات متطرفة شيعية مثل الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وغيرها مما سوف يتسبب في حمام دم وكارثة إنسانية لأهالي مدينة الموصل. مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة ستيفن أوبراين أعرب عن قلقه البالغ بشأن سلامة مليون ونصف المليون شخص يعيشون في الموصل فهم معرضون لخطر شديد فهم حتما سيتأثرون بالعمليات العسكرية ﻻستعادة المدينة من داعش . بالتأكيد طرد كلاب النار داعش من مدينة الموصل وتحريرها هو مطلب خليجي وعربي ودولي والقضاء على هذا التنظيم الدموي الذي حتما ﻻيمثل طائفة السنة وﻻيمت للإسلام بصلة هو هدف تسعى إليه كل الدول المحبة للسلام فهو أشبه بالمرض الخبيث السرطان الذي خطره يهدد العالم بأسره وليس دول المنطقة فقط فقد قام بعمليات انتحارية في قلب أوروبا مثل فرنسا وبلجيكا ولهذا هناك تأييد عالمي لتحرير الموصل. الملفت أن مدينة الموصل محاصرة من جميع الجهات ماعدا الجهة الغربية وكان هناك خطة لتسهيل هروب قادة كلاب النار داعش وكذلك بقية الإرهابيين من الموصل في اتجاه مدينة الرقة السورية وبالتالي توفير ممر أمن للكلاب النار حتى ينطلقوا مرة أخرى من مقرهم في مدينة الرقة لتهديد دول أخرى ويبدو أن تنظيم داعش لم ينتهي الدور المرسوم له فهناك مهام أخرى سيقوم بها بدعم من دول داعمة للإرهاب مثل الكيان الصهيوني المسخ ونظام الولي الفقيه . هناك مفارقة غريبة ففي الوقت الذي تحشد دول كثيرة قواتها لتحرير مدينة الموصل مثل الوﻻيات المتحدة وإيران وتركيا والأكراد وطبعا في مقدمتهم قوات مكافحة الإرهاب العراقية نجد أن حلب تحترق وتفصف ليلا ونهارا بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية من الطيران السوري والروسي وسط صمت عالمي مريب ماعدا تحركات خجولة هنا وهناك للمبعوث الأممي للقضية السورية دي ميستورا من أجل عقد هدنة لعدة ساعات حتى تتمكن قوافل الإغاثة الإنسانية من الدخول وتوصيل المساعدات لسكان حلب الصامدين والمحاصرين والذين يعانون الأمرين من الحرب الوحشية التي تهدف لتطهير حلب من أهلها تطهيرا عرقيا وهي حرب قذرة تقودها روسيا بمشاركة إيران وجيش الجزار بشار. إذا كانت هناك رغبة حقيقية في مكافحة الإرهاب والقضاء على داعش فينبغي أيضا طرد كلاب النار من مدينة الرقة في سوريا وليس فقط من مدينة الموصل وأيضا إنقاذ حلب من قوى الاحتلال روسيا وإيران وحزب الله وبقية الميليشيات الإرهابية التابعة لنظام الولي الفقيه فهناك حرب مذهبية شرسة تجري في سوريا وتحديدا في حلب وفي حالة انهيارها سوف يكتمل الهلال الشيعي الممتد من طهران مرورا ببغداد ودمشق وبيروت الذي حذر منه كثيرا ملك الأردن الملك عبدالله الثاني وعندها ستكون دول الخليج وأيضا مملكة الأردن وكذلك مصر في دائرة الخطر الإيراني وأيضا الخطر الإسرائيلي فهما وجهان لعملة واحدة فمتى يستيقظ العرب والمسلمون من سباتهم العميق؟!. أحمد بودستور