شهدت مناطق يمنية معارك وقصفا في الساعات الأولى لدخول هدنة لمدة 72 ساعة أعلنتها الأمم المتحدة حيز التنفيذ عند منتصف ليل الأربعاء، مع تأكيد أطراف النزاع التزامهم التهدئة وفي الوقت نفسه تعهدهم الرد على الخروقات. وقال مسؤولون محليون وسكان لرويترز، إن الهدنة بدت متماسكة رغم انتهاكات صغيرة في تعز وحجة ومأرب. وقال بسام العامل في متجر بقالة في صنعاء، كانت ليلة هادئة، نمنا بدون تفجيرات، نأمل أن تنتهي هذه الحرب قريبا لأن الناس تعبت، ونحن نريد أن نعيش لا أن نموت. وأعلنت الأمم المتحدة الهدنة بين الفصائل المتحاربة في وقت سابق هذا الأسبوع، ويمكن تمديد الهدنة إذ ما تم الالتزام بها. ويقول سكان، إن التحالف الذي تقوده السعودية كان يشن غارات جوية على صنعاء كل يوم منذ السابع من أغسطس/آب بعد انهيار محادثات سلام بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأعلنت القوات الحكومية تسجيل تسعة خروقات منذ بدء الهدنة وحتى الساعة الرابعة فجرا، في منطقة نهم شمال شرق صنعاء. وأفادت مصادر عسكرية موالية لهادي، أن المتمردين استهدفوا بصواريخ كاتيوشا منطقة الزاهر في محافظة البيضاء وسط. وكانت مصادر عسكرية وسكان أفادوا مع بدء الهدنة، عن تسجيل قصف مدفعي وبالدبابات على الأحياء الشرقية لمدينة تعز جنوب غرب، والتي يحاصرها المتمردون منذ أشهر، كما أطلق هؤلاء النار على مواقع للقوات الحكومية في صرواح بمحافظة مأرب شرق صنعاء. وعند الساحل الغربي على البحر الاحمر، قتل ثلاثة عناصر من القوات الحكومية بعد منتصف الليل، إثر هجوم شنه المتمردون لاستعادة مواقع فقدوها قبل بدء سريان الهدنة، قرب مدينة ميدي، بحسب ما أفاد العقيد عبد الغني الشبلي. وقال لوكالة فرانس برس تعليقا على خرق الهدنة، لم يسبق للمتمردين الالتزام وهذا ليس بجديد ونحن كان عندنا توجيهات بالالتزام مع الاحتفاظ بحق الرد ونحن الآن بموقف الدفاع. في المقابل، أكد المتحدث باسم القوات العسكرية للمتمردين العميد الركن شرف لقمان الالتزام بوقف إطلاق النار وفق الزمن المحدد إذا التزم العدو بالفعل بوقف العدوان بشكل شامل وكامل برا وبحرا وجوا. ودعا المقاتلين إلى المزيد من اليقظة والحذر وعدم الركون كون العدو يستغل دائما الحديث عن وقف إطلاق النار للقيام بأعمال عسكرية. وأكدت القوات الحكومية في بيان ليل الأربعاء، التزمها الهدنة مع احتفاظنا بحق الرد في حال خرقها من قبل المتمردين. وفشلت محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في تمهيد الطريق لإنهاء الصراع، وإن كانت قد حدت بدرجة كبيرة من شدة القتال في الحرب التي أودت بحياة عشرة آلاف شخص على الأقل. وتأمل وكالات الإغاثة في استغلال الهدنة للوصول إلى أجزاء من البلاد معزولة منذ شهور وفي حاجة شديدة للمساعدات الإنسانية.