عمان - في ظل اجتياح الأجهزة الالكترونية لحياة الإنسان صارت فكرة "ديتوكس رقمي" ضرورية جدا وتعني التخلص من سموم وإدمان الاجهزة المختلفة بما فيها الهواتف الذكية التي أصبحت جزءا كبيرا من العادات اليومية بحيث لا يستطيع الكثيرون الاستغناء عن الهاتف والنظر إليه وتصفح محتوياته عشرات المرات في اليوم. وتأتي فكرة الديتوكس الرقمي للتخلص من الإدمان التكنولوجي والحد من آثاره السيئة على الصحة والعلاقات الأسرية خاصة وأن التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت الواحد أصبحت شبه مقطوعة بسبب انشغال الجميع بهواتفهم وأجهزتهم الالكترونية الأخرى. وتسعى الفكرة التي كثر الحديث حولها مؤخرا إلى إحياء العلاقات الاجتماعية في العالم الواقعي وقضاء وقت حقيقي بعيدا عن الشاشات مع أشخاص واقعيين وتبادل مشاعر وتعبيرات حية بعيدة عن الرسوم التعبيرية ونقرات اعجبني وأضحكني وأحزنني وأدهشني وغيرها مما يتداوله مستخدمو الانترنت في علاقاتهم الرقمية. وتعتبر خطوات الديتوكس الرقمي بسيطة وسهلة بحسب صحيفة التلغراف البريطانية، لكنها بحاجة إلى إرادة وعزيمة وتصميم على المواصلة مثلها مثل أي طريقة للتخلص من أي نوع من الإدمان. تتمثل الطريقة في إغلاق كافة الأجهزة المحمولة سواء كانت هواتف ذكية أو أجهزة لوحية أو لابتوب أو أجهزة كمبيوتر لفترة معينة على الأقل 24 ساعة، وقد تصل إلى 72 ساعة أو أكثر، حسب الرغبة والحاجة. ويستطيع المستخدم أن يدرب نفسه على إغلاق الاجهزة الالكترونية تدريجيا في الوقت حتى يصل إلى المدة التي يعتقد فيها أنه مرتاح ويستطيع التواصل واقعيا مع أشخاص آخرين. وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج الديتوكس تنعكس إيجابيا على الصحة والعلاقات مع أفراد العائلة أو الأصدقاء وعلى الفرد نفسه. وعن طريق الديتوكس يستطيع المستخدم المدمن على التكنولوجيا العودة إلى حياته الطبيعية قبل الهواتف الذكية، حيث يتمكن من إيجاد وقت لقراءة الكتب وممارسة الرياضة بشكل طبيعي والاهتمام بالأطفال والجلوس والتحاور معهم، كما يتمكن من تصفية ذهنه والاستمتاع بجمال الطبيعة والتأمل فيها والتركيز في جوانب حياته بعيداً عن تشويش الأجهزة. كما يقي الديتوكس الرقمي صحة المستخدم من الأشعة الكهرومغناطيسية والشبكات اللاسلكية ويبقيه بعيدا عن الضوء الأزرق الناتج عن الأجهزة الذكية والذي يشوش النوم ويسبب الارق والقلق أثناء الليل. كمل يجعل الديتوكس الرقمي بحسب الصحيفة المستخدمين للأجهزة الالكترونية مليئين بالنشاط وأكثر تركيزا وحيوية وسعادة أيضا.