ريحه كما ريح النفل في شعيبه.. في ما قعن عله من الوسم تشعيب.. ممطورن أمس وقافرن ما وطي به واليوم شمس وفاح طيبن على طيب.. هكذا، وبهذه الشاعرية المحتشدة استدعى الشاعر الكبير ابن شريم مكونات الربيع ليصنع منها حلة فارهة لحبيبته التي تتعطر برائحة النفل، وبما أنه ابن الصحراء فقد استطاع أن يكتشف كنوز الجمال الصحراوي النابغ ليصنع منه هذه اللوحة الشعرية الباذخة، التي لا يمكن استنساخها إلّا من خلال صورة العدسة لأحد مشاهد الربيع الذي تعيشه حائل هذه الأيام مثل كثير من مناطق بلادنا بعد مواسم الخير المتلاحقة، مما اختزل المسافة بين لقطة الكاميرا وعين وأحاسيس الشاعر المرهفة إلى حد التلاشي أمام مشهد الربيع الأبهى.