×
محافظة الرياض

شرطة منطقة الرياض تطيح بعصابة سلب المحطات

صورة الخبر

من المعلوم أن إسرائيل تتابع الأحداث بمصر وتهتم بتطوراتها ، ويهمها أن تشارك في رسم مستقبلها بما يتوافق مع مصالحها ، والغرب يضع كل ثقله في توجيه سياسة مصر بما يتوافق مع مصالحه ومصالح إسرائيل وبشتى الطرق . ولا أحد ينكر أن الغرب يتحكم بجميع السياسات العربية ويوجهها حسب رغباته ومصالحه التي منها أمن إسرائيل بالدرجة الأولى . وطريقتهم في ذلك هي العمل على تدجين الجيوش العربية وترويضها وتحويل قادتها إلى ولاءات مطيعة بل ومستعبدة لتنفيذ المصالح الغربية والإسرائيلية ضد مصالح شعوبها . وإن رأت تلك القوى أن الجيش سيخرج من الهيمنة والولاء وأنه سيشكل خطراً على المصالح الغربية وتهديدا للوجود الإسرائيلي فالحرب الأهلية جيدة لتفكيكه وبعثرته وبالتالي تدميره كما حصل لجيش العراق وجيش سوريا . ولكن هل الجيش المصري تشمله الهيمنة الغربية ، وهل لو خرج من هذه الهيمنة هل يكون الحل في تفكيكه وتدميره وبعثرته وتركه للمجهول كما هي سياسة الدول الغربية في مثل هذه الحالة . الجواب على ذلك نقول : أن الجيش المصري كغيره من الجيوش العربية له نصيبه من التدجين والترويض وبشكل كبير ، ولكن الديموقراطية والحرية القادمة تريد إخراجه من هذا التدجين ومسح هذا الترويض . ولذلك تم التوجيه بالانقلاب العسكري لإيقاف مسار الديموقراطية ، ولقتل إرادة الشعب ومصادرة حريته ، ولإعادة مصر إلى الحظيرة وإلى بيت الطاعة والاستعباد .. السؤال الآن : ماذا لو فشل الانقلاب واتجهت الأوضاع إلى دماء وقتل ومحاولة فرض حكم العسكر بالقوة ، فهل ستسمح القوى الدولية النافذة إلى أن تذهب الأوضاع إلى الحرب الأهلية ، وهل سيتركون الجيش للتفكيك والتدمير كعادتهم عند خوفهم من الإسلاميين . الجواب : نقول إن تفكيك الجيش المصري وبعثرته وإضعافه يعتبر أمنية لإسرائيل ، ولكنها لا تؤيد ذلك ولا تسعى إليه ، لأن وضع مصر ومكانها الجغرافي يختلف عن بقية البلدان ، فالحرب الأهلية فيها خطر على العالم أجمع وخطر على أمن إسرائيل بالدرجة الأولى وذلك لسببين : السبب الأول / وجود قطاع غزة على الحدود : فالكل يدرك أن إسرائيل لا تسيطر على حدود غزة مع مصر ، ولذلك هي تحتاج لدولة مكتملة وقوية لتتعاون معها على ضبط الحدود . فلو اشتعلت في مصر حرب أهلية ، فستكون الحدود مستباحة والسلاح في كل مكان ، وسيبدأ الجهاديون يدخلون إلى غزة ، وستتدفق أنواع الأسلحة إليها من صواريخ بعيدة المدى ، ومن أسلحة ممنوعة ، وأسلحة محرمة ، ومضادات للطائرات ، وستفيض غزة من الأسلحة النوعية والفتاكة وسيدخل معها سيل من الجهاديين . وعلى هذا الواقع يتوجب على إسرائيل قبل الحرب الأهلية المصرية أن تحتل قطاع غزة وتسيطر على حدودها مع مصر، وهذا يكلف إسرائيل كثيرا إن لم يكن مستحيلا . فإن فعلت ذلك فلنعلم أن هذا إيذانا بتدمير جيش مصر وترك البلاد للحروب الأهلية . السبب الثاني / وجود قناة السويس : فهذه القناة تعتبر قناة ملاحة عالمية ، ولن يسمح المجتمع الدولي بأن تكون هذه القناة مكانا للتجاذبات السياسية والتهديدات الحربية . وفقدان الأمن في عبور هذه القناة سيكون سببا في تعطل حركة الاقتصاد العالمي ، ونشوء حالة من التردي في الملاحة ، وتأثير ذلك على الشركات العالمية ، والتجارة الدولية ، واستغلال الوضع من قبل شركات التأمين لخلق أزمة مالية دولية . والقوى الدولية تدرك خطورة ذلك ، لذا فلن تسمح لمصر أن تنجرف للحرب الأهلية ، ولن تسمح بأن تكون قناة السويس منطقة حرب وتهديد . والقوى الدولية وإسرائيل أملهم ومناهم أن ينجح الانقلاب ويستتب الأمن لحكومة الجيش ، وهذا هو الخيار الأفضل لديهم ، وقد يسمحون للعسكريين في استخدام القوة مع مراقبتهم لهذه القوة لعل وعسى ، وسيغضون الطرف عن سقوط بعض القتلى ، ويسمحون بإنهار بعض الدماء ولكن في حدود أن لا يخرج الوضع عن السيطرة . فإن رأوا صمود الشعب وأن الوضع سيخرج عن السيطرة ، أرسلوا أوامرهم لقادة الانقلاب بالتنحي أو بالانشقاق العسكري على قادة الانقلاب . وعندها سيكون الحل هو رحيل السيسي والعمل على إيجاد حكومة توافقية تحت إشراف عسكري لاحتواء الموقف ، وليصادروا بهذه الحكومة حق الشعب مرة أخرى . وهذا هو الحل الذي سينقذ إسرائيل من المأزق إن فشل الانقلاب وسيسعون إلى ذلك بكل قوة. وعلى الشعب المصري في ظل هذه المعطيات وهذا الواقع أن يتنبه لهذه الحلول المختزلة وأن لا يتنازل عن مطالبه ، بل عليه أن يرفع من سقف المطالب ، وعليه أن لا يرضى بأنصاف الحلول ، ولا بالحلول المؤامراتية ، فالمجتمع الدولي مجبر على أن يقف معهم وينفذ مطالبهم ، فلا خيار له مع وجود هذين السببين إلا الانصياع . فهذان السببان أو الورقتان ( غزة ، وقناة السويس ) هما صمام الأمان لمصر ، وهما ورقتان بيد الشعب يحفظ بهما حقوقه . ويكفي أحدهما لحفظ التوازن في مصر ومراقبتها لئلا تذهب للحرب الأهلية . وعلى أهل مصر أن يحفظوا لأهل غزة هذا المعروف فهم السبب الأول للحفاظ على أمنهم وهم ورقة كبرى يضغطون بها للحصول على حقوقهم ، فلولا أهل غزة لما اهتم بهم المجتمع الدولي ولتركوهم يذهبون إلى المجهول . الكاتب صالح علي الضحيان