الشارقة: الخليج تنظم إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر/كانون الأول المقبل. وعقدت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان اجتماعاً أمس الأول بمقر دائرة الثقافة والإعلام ، ناقشت خلاله العديد من المحاور المتعلقة بالجوانب التنظيمية والفنية والإعلامية، تحضيراً لاستقبال الدورة الجديدة. وقال أحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة ومدير المهرجان إن الدورة الجديدة ستشهد مشاركة عروض من الإمارات والجزائر وموريتانيا والأردن والبحرين، مشيراً إلى أن العديد من الفعاليات المصاحبة ستنظم في إطار التظاهرة المسرحية والثقافية التي عرفت أصداء واسعة منذ انطلاقتها السنة الماضية. وكانت لجنة فنية مختصة قد بدأت منذ الأسبوع الماضي معاينة وتجهيز الفضاء الصحراوي الذي سيحتضن فعاليات المهرجان بمنطقة الكهيف، وذكر بو رحيمة أن: المهرجان يسعى إلى تجسيد توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الهادفة إلى إبراز ومقاربة أشكال التداخل والتفاعل بين المسرح وأشكال التعبير الأدائي والسردي، التي طورتها مجتمعات الصحراء في المنطقة العربية. وكانت الدورة الأولى من المهرجان التي نظمت ديسمبر 2015 افتتحت بملحمة مسرحية اختارها وأعدّها صاحب السمو حاكم الشارقة، تحت عنوان علياء وعصام، وقدمت بمشاركة العشرات من الفنانين والمؤدين برؤية إخراجية للفنان السوداني الرشيد أحمد عيسى، كما عرفت مشاركة أربعة عروض أخرى من الإمارات وموريتانيا والأردن والسعودية. وتمثل الصحراء بصفتها الثقافية والجغرافية والاجتماعية الثيمة الرئيسية للمهرجان الذي يستلهم فضاء عروضه من البيئة الصحراوية، التي شكلت دائماً مصدر إلهام للعديد من الرحالة والرواة والرسامين، برمالها وكثبانها ووديانها وعمارتها وناسها وعاداتهم. وبيّن بو رحيمة أن العروض الخمسة المشاركة في المهرجان ستتيح للجمهور أن يتعرف العديد من الثقافات الصحراوية المنتشرة في الجغرافية العربية، لافتاً إلى أن بنيتها الفنية تتميز بهوية خاصّة، فهي ترتكز على محاور فيها الحكاية والشعر والموسيقى ومزيج من فنون الأداء والتعبيرات الفنية الشعبية التي تختزنها الذاكرة الإبداعيّة للصحراء. ويعتبر المهرجان تجربة عربية رائدة في الانتقال بالمسرح وصنّاعه وجمهوره إلى الصحراء، وهو يجيء في إطار سعي إدارة المسرح بالدائرة إلى اختبار واكتشاف المزيد من الحلول والفضاءات الجديدة والملهمة، التي يمكن أن تسهم في إثراء النقاشات والحوارات حول الارتقاء بالممارسة المسرحية العربية. ويحفل البرنامج الثقافي المصاحب للدورة الجديدة من المهرجان بفعاليات متنوعة، إذ ستنظم ندوات ولقاءات تعارف ومعارض فولكلورية تعكس مظاهر وأشكال الثقافات الصحراوية، إضافة إلى ملتقى فكري بمشاركة ثلة من الباحثين المحليين والعرب.