بقلم : نجلاء إبراهيم بن هليل الأفكار تتجسد على أرض الواقع بطرق شتى.. فلكل مجال علمي طريقته الخاصة في إثراء الحياة والكون.. والجميل أن كل علم من العلوم الإنسانية يكمل الآخر.. فكل العلوم ثرية بما يكفل لحياتنا اكتمال متطلباتها. المختص في العلوم الطبية نتاج أبحاثه ودراساته الأدوية التي تقلل معاناتنا من المرض، والمختص في علوم الهندسة المعمارية نرى إبداع أنامله في جمال العمارة ممن حولنا، والمختص في علوم النسيج والملابس نرتدي إبداعه لستر أجسادنا والظهور بمظهر لائق، وغير ذلك الكثير من العلوم والمجالات التي يتميز كل واحد منها بطابعه الخاص, والذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من واقع حياتنا اليومية. إذا كانت وسيلة بعض العلوم ورقة وقلم.. فإن وسيلة تجسيد علم المنسوجات والأزياء تتجلى في استخدام الخيط والإبرة.. ومما لفت نظري وشد انتباهي حول ما يخص هذا الجانب, ما قدمته باحثة الدكتوراه المبتعثة في مجال تسويق الأزياء بدور الدخيل, في معرض الأعمال التطبيقية لطلاب الدكتوراه في جامعة ساوثهامبتون, فبراير 2014م, من فكرة جميلة تجسد الفلسفة في عالم النسيج, هذه الفكرة تدور حول إبراز كيان الأعمال المنسوجة، فما تقدمه العقول للسطور, لا يقل أهمية عما تقدمه المواهب الفنية للعيون، حيث تتلخص فكرة العرض في أن طرح الأفكار ليس بالضرورة أن يكون على الورق, ولكنه قد يكون حسيًا ملموسًا. ولعل الخيوط تكون أولى من يخلق هذا النوع المميز من التعبير الحسي، فالخيوط تتحول إلى معاني مرئية في عالم المنسوجات والأزياء.. إبداع المصممين يبدأ بالورقة والألوان.. وينتهي بالخيط والأبرة.. يا له من إبداع عندما تتكلم الخيوط .. فقط ولو لحظة جرب أن تسمع لغة ملابسك فلكل قطعة ملبسية قصة.. ولكل قطعة ملبسية مكان وزمان .. نقلًا عن موقع الأكاديميون السعوديون