فاكهة الجنة تزين شوارع تستور التونسية بنكهة أندلسية على بعد 76 كيلومترا من العاصمة التونسية تمتد ضيعات الرمان في مدينة تستور التي تشهد على حضارة موريسكية أندلسية أصيلة، لتضم أنواعا متعددة من أشجار الرمان القابسي والتونسي والشملالي وغيرها، تجمع محاصيلها سنويا لإقامة مهرجان يجذب الآلاف من محبي هذه الفاكهة. العرب [نُشرفي2016/10/19، العدد: 10429، ص(24)] أهالي تستور يسترجعون جذورهم الأندلسية بـتفاح غرناطة تستور (تونس) - مثل كل خريف، ينتشر على جانبي الطرقات المؤدية إلى مدينة تستور شمال غرب تونس، باعة فاكهة الرمان، التي تشكل إلى جانب التراث الأندلسي والعمارة الأسبانية أبرز ملامح هذه المدينة، في مهرجان يرمي إلى التعريف بهذه الفاكهة داخل وخارج البلاد تحت شعار “تناول الرمان.. أنت في أمان”. وفي الأيام القليلة الماضية، احتفلت المدينة الواقعة في محافظة باجة الشهيرة بأراضيها الزراعية الخصبة، بذروة موسم جني محاصيل أشجار الرمان التي يطلق عليها البعض اسم “فاكهة الجنة”. وتشتهر مدينة تستور التي هاجر إليها الأندلسيون قبل قرون بمسجدها ذي العمارة الأندلسية المميزة ومبانيها التي تمتزج فيها البصمات الأسبانية بالمحلية، إضافة إلى فاكهة الرمان. وقال كمال العبيدي رئيس اللجنة الجهوية للإرشاد الزراعي (هيئة حكومية) في تستور إن “الهدف من المهرجان فتح آفاق لتصدير الرمان”. وأنتجت تونس العام الماضي 82 ألف طن من الرمان مقابل تقديرات بإنتاج 83 ألف طن هذا العام، وفق إحصائيات وزارة الزراعة. وعلى الرغم من أن تونس من أهم منتجي الرمان في العالم، فإن صادراتها منه متواضعة مقارنة بدول رائدة في تصديره مثل أسبانيا وتركيا وحتى إسرائيل. وفي 2014 صدّرت تونس نحو 2300 طن من الرمان مقابل نحو 4500 طن في 2015 وفق وزارة الزراعة التي أوضحت أن 87 بالمئة من الصادرات تم توجيهها إلى ليبيا تليها فرنسا، فبلدان الخليج العربي. وتعد محافظة قابس في الجنوب التونسي أول منتج للرمان في البلاد بمعدل 30 ألف طن سنويا، تليها تستور في المركز الثاني. وقال العبيدي إن تستور تنتج سنويا نحو 12 ألف طن منها 10 بالمئة يتم تصديرها إلى ليبيا. لكن أوروبا تبقى بسبب قربها الجغرافي أهم سوق للرمان. وتتطور مبيعات الرمان في أوروبا بفضل سمعة هذه الفاكهة الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة. والرمان مقاوم لشيخوخة خلايا الجسم، ولارتفاع ضغط الدم والتهابات الجلد وحموضة المعدة، كما يقول رشيد السوسي رئيس “جمعية صيانة مدينة تستور”. وفي السنوات الأخيرة، استغلت وزارة الزراعة التونسية مشاركتها في معارض زراعية دولية للتعريف بالرمان التونسي خصوصا في إيطاليا وروسيا. وخصصت الوزارة مشاركتها في صالون دولي للأغذية أقيم من 12 إلى 15 سبتمبر الماضي بالعاصمة الروسية موسكو جناحا لتذوق الرمان وعصير الرمان التونسي. وبدأ سكان تستور موسم جني الرمان “الزهري” في النصف الثاني من سبتمبر، فيما انطلقوا في جني الرمان “القابسي” منذ أول أسبوع من شهر أكتوبر، ثم بدأ موسم جني الرمان “التونسي” خلال هذا الأسبوع. ويتميز الرمان في تونس بتنوع أصنافه، حيث يوجد ما لا يقل عن 15 صنفًا، وتتجاوز زراعة شجر الرمان 5 ملايين شجرة موزعة على العديد من المناطق لا سيما في واحات قابس وقفصة في الجنوب التونسي، وسوسة بالساحل، والقيروان بالوسط، ونابل بالشمال، ويصدر الرمان بالأساس إلى البلدان الأوروبية ويسوق جزء منه داخل تونس للسوق المحلية. وغالبًا ما تكون أشجار الرمان مختلطة بالأشجار المثمرة الأخرى كالقوارص في الشمال والزيتون في الوسط والنخيل في الجنوب. وعرف العرب فاكهة الرمان بعد الفتوحات الإسلامية وزرعوه في الشام وشمال أفريقيا، أما أجود أنواعه فكانت تنمو في الأندلس، حيث كان يطلق عليه العرب هناك اسم “تفاح غرناطة” الذي اتخذ شعارا للمدينة. :: اقرأ أيضاً بريانكا شوبرا تعتذر عن جرحها مشاعر اللاجئين ولادة فئران من بويضات منتجة في مختبر نوبل لم تبلغ بوب ديلان بفوزه بعد الضوء لغة للتفاهم مستقبلا بين السيارات والمارة