على رغم أن صراحتك في النقاش مع طبيبك حول مشاكلك الصحية قد تعتبر واحدة من أهم المفاتيح لحلها، إلا أن هذا الأمر لم يقف في وجه ثلث سكان بريطاني يشعر بعدم الثقة حيال مشاركة معلوماتهم الشخصية مع قطاع الخدمات الطبية العامة المعني بجمع المعلومات لإجراء الأبحاث والدراسات الطبية، وذلك بسبب مخافتهم من إضاعتها، أو سرقتها أو تسريبها إلى الشركات الخاصة. وذكر موقع "دايلي مايل" أن "مركز المعلومات الشخصية الوطني" البريطاني أجرى استبياناً لأكثر من ألفين شخص، أجاب 21 في المئة من الأشخاص أنهم على يقين بأن معلوماتهم الشخصية التي شاركوها مع الجهات الطبية من قبل تمت مشاركتها مع طرف ثالث بلا علمهم. وأشار 56 في المئة من الأشخاص إلى أنهم يرفضون مشاركة معلوماتهم الصحية والشخصية في البحوث العلمية. وأعرب الخبراء عن إحباطهم نتيجة امتناع بعض الناس عن المشاركة بمعلوماتهم في الأبحاث والدراسات، مشيرين إلى أن ذلك قد يقف في وجه التوصل إلى علاج بعض الأمراض مثل السرطان. ولرفع وعي الأفراد بأهمية مشاركتهم معلوماتهم في الدراسات والأبحاث الطبية تعاونت 17 منظمة تضمنت شركات دوائية ومراكز أبحاث وجامعات في عمل حملة شملت كل أنحاء أوروبا سموها "إي تريكس". ويطمح المشروع الذي تدعمه الحملة إلى تسهيل طريقة جمع المعلومات الخاصة بالدراسات والأبحاث. وذكر أحد أعضاء حملة "إي تريكس" بول هوستون أن البحوث الطبية تستمر في تقديم المزيد من التطورات في عالم الطب للمساعدة في علاج الأمراض وإنقاذ حياة ملايين الأشخاص حول العالم، إلا أنه في 2012 ذكرت الإحصائيات أن 8.2 مليون شخص ماتوا بالسرطان في العالم، مشيراً إلى أن الأبحاث الطبية تساعد في خفض هذا الرقم. وقال إن الحملة تهدف إلى خلق بيئة من الانفتاح في مشاركة المعلومات الشخصية والصحية في الأبحاث والدراسات للمساعدة في تطوير الأبحاث الطبية، ويجب علينا أن ننشر فكرة أن الأشخاص المشاركين في الأبحاث الطبية والعاملين على هذه الأبحاث هم جزء لا يتجزاً من الحل للمشكلات الطبية، إذ إن رفض البعض المشاركة سيؤدي إلى تأخر هذه الأبحاث وعرقلة رحلة الوصول إلى حلول طبية متطورة وفعالة. وأشارت المديرة التنفيذية لشركة "إنوفيتف ميدسينز انشيتف" بيري ميولين إلى أن الجزء الأكبر من الأبحاث الطبية يعتمد على المعلومات التي يتم جمعها من المرضى لتسهيل عملية فهم الأمراض والبحث عن علاجات لها.