دفع سوء التشغيل، وضعف توعية الجمهور، زائري المنطقة التاريخية بجدة إلى تشبيه مشروع المواقف مدفوعة الأجر بالكمين المنصوب لهم، بمجرد دخولهم المنطقة الخاضعة لتطبيق النظام يترقب مندوب الشركة المشغّلة، وقوف المركبات، وإشعارهم بالمخالفة دون علم مسبق منهم – حسب قولهم -. طريقة السداد يحكي عبدالله باوزير قصته بقوله: أنا من سكان شمال جدة، وأزور البلد في فتراتٍ متباعدة، وذات يوم جئت المنطقة التاريخية بغرض شراء بعض الاحتياجات هناك، وبعدما أوقفت السيارة في شارع الذهب، بحثتُ عن النقود المعدنية لأسدِّد قيمة الموقف وهي (3) ريالات معدنية للساعة الواحدة؛ لأن أجهزة الدفع لا تقبل النقود الورقية، ومكثتُ حوالي (10) دقائق أتجوَّل بين المحال التجارية القريبة، حتى عثرت عليها، لكن لم تدُم فرحتي طويلًا، فما إن عدت حتى وجدت إشعارًا بالمخالفة بقيمة (75) ريالًا. ويضيف: أعتقد أن هذا كمين نُصِب لزوار البلد بجدة. ويقول: كان من الأولى أن تكون طريقة السداد بآلية مناسبة، أو على الأقل توفير المعدنية بشكل لافت. جهل بالفكرة ويشارك أبو ركان الذي قدِم من مدينة أبها، وفضَّل تناول الإفطار في منطقة البلد، سابقه في الرأي حيث يقول: بعد أن أوقفت مركبتي بطريقة صحيحة، ولكن لم أدفع الرسوم لعدم علمي بالمشروع، فما كان من أحد المراقبين الميدانيين للشركة، إلا أن نفذ حجز السيارة وكلبشها، فاضطررت إلى الذهاب بسيارة أجرة لموقع السداد يقع أسفل جسر الستين وسداد قيمة المخالفة، والعودة بسيارة أجرة أيضًا. وقوع في الفخ أما فهد حسين فقد نال هو الآخر نصيبه من الكمين، ولكن بطريقةٍ أخرى ـ كما يقول ـ إذ لم يدُر بخلده أنه لن يجد سيارته التي أوقفها في مواقف سوق الجنوبية بالبلد خلال (15) دقيقة، فقد تبادرت إلى ذهنه عدة خيارات، كأن تكون سُرقت، أو أنه نسي موقف إيقافها، وكان آخر ما فكَّر فيه أن تكون قد سُحبت بحُجة المخالفة. ويواصل حديثه بقوله: كان من الأجدر توعية الزائرين بالمشروع عند مداخل كل شارع، وآلية المخالفات وأنواعها، فقد اكتشفت أنه يستوجب علي دفع 200 ريال قيمة المخالفة والسحب. سوء تشغيل وطالب شاهر الجحدلي ـ وهو أحد المتذمّرين من سوء تشغيل المشروع ـ بتوفير أجهزة تُتيح تحويل النقود الورقية إلى معدنية بطريقة حضارية تليق بمدينة جدة على أقل تقدير أو بطائق ممغنطة، بدلًا من ضياع الوقت وتعطيل مصالح الناس. وأضاف: أوقفت سيارتي بجوار أحد المحلات، وفي مدة لا تتجاوز (15) دقيقة، وعُدت إليها لأجد سيارتي قد سُحبت، وكان علي دفع غرامة (200) ريال. تسديد بمقابل أما محمد خليل فلم يجد بُدًّا من الرضوخ لعرض قدَّمه له عامل يقف جوار جهاز لسداد أجرة الموقف، حيث إن العامل لديه حساب في الجهاز، ويُسدِّد لك من حسابه مقابل ريال إضافي له (أتعاب) حيث يقول: كنتُ مستعجلًا، واضطررت لأن أدفع 4 ريالات من أجل الموقف في شارع الذهب، (3) أجرة الموقف، و(1) ريال، قيمة خدمة العامل، وليت الشركة المشغِّلة تتنبه لهذا الأمر. حول المشروع من ناحيتها، ذكرت أمانة جدة عبر موقعها الإلكتروني أن مشروع المواقف الآلية للسيارات هو أحد المشاريع التي تقوم بإنجازها الأمانة ممثلة فـي شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بالشراكة مع القطاع الخاص (شركة المواقف الوطنية)، حيث يوفر المشروع ما لا يقل عن 5000 موقف مدفوع الأجر للسيارات بمنطقة وسط جدة، وذلك في 38 شارعًا محددة بالعقد، بالإضافة إلى 8 مرافق (مواقع) للوقوف بعيدًا عن الشارع. ويشمل نطاق عمل المشروع إعادة تأهيل الأرصفة، وإنشاء مواقف للسيارات، وتنظيم حركة السيارات ومسارات المشاة بما يتناسب مع احتياجات كل منطقة، ويرتكز المشروع على تأجير المواقف الخاصة بالأمانة. تنبيه للسائقين وأضافت: على سائقي السيارات الذين يريدون إيقاف سياراتهم داخل المنطقة الخاضعة للأجرة مراعاة واحترام الآخرين، والالتزام بالإرشادات، وشراء تذكرة وقوف من أحد أجهزة المواقف على جوانب الشوارع داخل كل منطقة. وحول طرق الدفع قالت: هناك طريقتان للسداد، هما استخدام العملات المعدنية، أو حساب سواء في جهاز المواقف، أو عبر تطبيق موقف في الأجهزة الذكية.