اعتبر مسؤول أمني بريطاني أن الارهاب المرتبط بسورية يشكل أكبر تهديد يواجه المملكة المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وقال، تشارلز فار، رئيس مكتب الأمن ومكافحة الارهاب في الحكومة البريطانية لصحيفة "إيفننغ ستاندارد" أمس الاربعاء إن مضاعفات الحرب في سورية "ستهيمن على عمل الأجهزة الأمنية البريطانية لفترة طويلة، مع عودة البريطانيين من القتال هناك". وأضاف "صار حجم الجماعات المتطرفة في سورية وعدد البريطانيين الذين انضموا لها يشكلان التحدي الأكبر الذي يواجه الشرطة ووكالات الاستخبارات البريطانية، ما جعل الحكومة تدرس الآن امكانية ادخال تشريعات جديدة لمكافحة هذه المشكلة". وأشار فار إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في سورية "أكبر من أي مكان آخر منذ اندلاع الأزمة في افغانستان عام 1989، وفاق عدد الذين انضموا لتنظيم القاعدة خلال حكم طالبان والذين توافدوا إلى العراق في اعقاب سقوط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003". واعتبر أن سورية "تختلف عن أي تحد آخر واجهناه في مجال محاربة الارهاب منذ هجمات 9/11، بسبب وجود عدد من الجماعات الارهابية المنخرطة في القتال هناك، وحجم هذه الجماعات، وعدد البريطانيين الذين ينضمون إليها، وسهولة السفر إلى هناك، وتوفر الأسلحة، وشدة الصراع". وقال المسؤول الأمني البريطاني "إن أجهزة الأمن والعديد من الجهات الأخرى العاملة في مجال مكافحة الارهاب في بريطانيا ستكون منشغلة بمواجهة هذا التحدي في المستقبل المنظور، مع أن قوانينا تحظر البريطانيين من الانخراط في أنشطة ارهابية في الخارج". وكانت وزيرة الداخلية البريطانية، تريزا ماي، اعتمدت صلاحيات جديدة لمصادرة جوازات سفر المقاتلين المحتملين في محاولة لوقف تدفق البريطانيين إلى سورية. وتقدّر أجهزة الأمن البريطانية أن ما يصل إلى نحو 600 بريطاني يشاركون في القتال الدائر في سورية منذ نحو ثلاث سنوات مع الجماعات الجهادية، وذكرت مصادر صحافية أن 20 واحداً منهم لقوا مصرعهم هناك. وتضع بريطانيا التحذير الأمني من وقوع هجوم ارهابي عند درجة كبيرة حالياً، ما يعني أن الهجوم هو احتمال قوي، على سلم من خمس درجات أدناها منخفض وأعلاها حرج.