×
محافظة المنطقة الشرقية

العنزي خارج قائمة الأخضر

صورة الخبر

القاهرة: وليد عبد الرحمن «رحلات السفاري خطر.. لكن الجميع خاصة الشباب والأجانب يهوون الخروج إليها».. هكذا وصف المرشد السياحي أسامة إبراهيم رحلات السفاري في سانت كاترين وجبل موسي والواحات، والتي يقوم بها السائحون والمصريون داخل المناطق الصحراوية. ويقول إبراهيم، «مصر تتمتع بمناطق صحراوية وجبلية كثيرة توفر المتعة والمغامرات للسياح هواة رحلات السفاري، مما جعل سياحة السفاري تنتشر في جبل سانت كاترين، وجبل موسى، والواحات الداخلة والخارجة الزاخرة بالآثار والعيون المائية». وجدد حادث مقتل أربعة من المصريين على جبال سانت كاترين (جنوب سيناء) بسبب عاصفة ثلجية مؤخرا، الحديث عن مخاطر رحلات السفاري وطرق تأمينها، وأعاد إلى الأذهان تعامل السلطات المصرية مع حادث اختطاف السائحين في سبتمبر (أيلول) من عام 2008، والخطة التي وضعتها الدولة المصرية منذ ذلك الحين لتأمين رحلات السفاري. وتقول مصادر مسؤولة في وزارة السياحية، إن «هناك ضوابط لتأمين رحلات السفاري التي يقوم بها السائحون داخل المناطق الصحراوية، وأن جميع المنظمين لرحلات السفاري يعرفون بها، وهي موافاة هيئة تنشيط السياحية ببرنامج الرحلة تفصيلا، وخريطة موضح عليها خط سير الرحلة وأماكن ارتكاز وتوقف السائحين بمقياس رسم مناسب، وبيان بأسماء السائحين وبياناتهم الشخصية من واقع جوازات السفر، وبيان وسيلة الانتقال التي سيتم استخدامها خلال تنفيذ الرحلة، وبيانات السائقين». وأضافت المصادر، أن «وزارة الداخلية تقوم بتأمين رحلات السفاري، بالنسبة للرحلات الطويلة بطاقم حراسة كامل بعدد سيارتي دفع رباعي إذا كان عدد أفراد الرحلة تجاوز 12 سائحا أو إذا كان خط سر الرحلة تجاوز خط عرض 23 في اتجاه الجنوب بغض النظر عن عدد أفرادها»، لافتة إلى أن الرحلات الطولة التي تجاوز عدد أفرادها 12 سائحا ولا تضمن برنامجها تجاوز خط عرض 23 في اتجاه الجنوب، فإنه تم تأمنها بقوة منخفضة بسارة ذات دفع رباعي. وأسدل الستار قبل أيام على حادثة اختفاء ثمانية سياح مصريين في جبال سانت كاترين، حيث تم العثور على أربعة متوفين، فيما سبق انتشال أربعة أحياء بالتنسيق بين القوات المسلحة وقبائل جنوب سيناء، وسط اتهامات للسلطات المصرية بعدم تأمين رحلات السفاري، وجدل واستياء في أوساط سياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وتركزت الانتقادات الموجهة للسلطات حول ما اعتبر «فشلا وتقصيرا» في جهود الإنقاذ. فيما نفت الحكومة أي تقصير من جانبها معتبرة أن ما جرى هو «قضاء وقدر». لكن رشا العزايزي، المتحدث باسم وزارة السياحة، قالت، إن «رحلة السفاري التي نظمها الضحايا لم تتم تحت مظلة شركة سياحية تخضع لرقابة وزارة السياحة»، مؤكدة أن «الوزارة تبذل أقصى الجهد للنهوض بصناعة السياحة وتخطى الأزمة الراهنة باهتمام، حيث تعتبر هذه الصناعة ركيزة أساسية للاقتصاد القومي وعاملا أساسيا في دفع عجلة التنمية وتحقيق رخاء المجتمع». ومدينة سانت كاترين، أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزا.. فهي أعلى الأماكن المأهولة في سيناء حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر. ويتحدث أحمد السيد، منظم رحلات سفاري، قائلا: «تحيط بسانت كاترين مجموعة جبال هي الأعلى في سيناء بل في مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها، وهذا الارتفاع جعل لها مناخا متميزا أيضا، فهو معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء، مما يعطي لها جمالا خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال، وقد أعلنت المنطقة محمية طبيعية». وعن رحلات السفاري فوق جبال سانت كاترين، يقول السيد (38 عاما)، «نقوم بتنسيق رحلات سفاري في توقيتات وأماكن مختلفة على مدار العام»، مؤكدا نستعلم عن الأحوال الجوية قبل البدء في الرحلات، خوفا من العواصف الثلجية. ويقول أحمد السيد «نقضي يوما كاملا في رحلة الصعود إلى جبل سانت كاترين، حتى نصل إلى مكان يسمى بابا الدنيا، حيث يتم المبيت فيه، ثم العودة من جديد لنقطة الانطلاق». رحلات الصعود للجبال ليست الوحيدة في جنوب سيناء، فهناك رحلات سفاري في الصحراء، حيث يذهب السائح وهو يقود دراجة نارية وسط الكثبان الناعمة والتلال المتعرجة لمسافة سبعة كيلومترات تحت أشعة شمس شديدة. ويقول أحمد السيد، رحلة السفاري أصبحت مطلبا بين أوساط السياح فور وصولهم إلى المنتجعات والقرى والفنادق، حيث يجدون ملاذهم في استكشاف روعة الاحتماء بشمس الصحراء وسط اختراقهم للرمال صعودا وهبوطا، خلال جولة تستمر لمدة 45 دقيقة، يتعرفون فيها على قدرتهم على تجاوز المخاطر، كالمتاهات والمهابط الرملية طوال رحلة السفاري. وتتمتع سيناء بأراض صحراوية متنوعة تذخر بسلاسل جبلية خلابة مختلفة الألوان والأشكال بالإضافة إلى وجود الكثير من الواحات الرائعة الجمال التي تتخلل الجبال كواحة فيران والمالحة، كما تتمتع بنباتات طبية نادرة وبعض الحيوانات والطيور البرية المتميزة. يضيف أحمد السيد: «تصلح صحاري جنوب سيناء في كثير من مناطقها لإقامة سباقات السيارات والدراجات، ويدخل هذا النمط السياحي ضمن سياحة الفلورا والفاونا، وهى التي تعتمد على النباتات الطبيعية النادرة أو الأعشاب الطبية والبحث عنها». وتابع: «يتم عمل مجموعات للقيام بهذه الرحلات وتكون وسيلة الانتقال هي الموتوسيكلات المجهزة خصيصا لهذا الغرض، بحيث يكون لهم قائد أو دليل يعلم مسالك الصحراء ويتم عمل حفلات بالواحات بالتعاون مع أهل هذه الواحات».