تناول تقرير لصحيفة نيوجيرسي سبوت لايت الأميركية مشكلة احتياج محطات الطاقة الشمسية لمساحات هائلة تنشر عليها الألواح المولدة للطاقة. وذكر التقرير عدة تجارب ناجحة قامت بها عدة مدن أميركية لإنتاج الطاقة البديلة ومواجهة المشاكل التي تعترض طريقها تتمثل في الاستفادة من المساحات المهملة في المدن، التي لا يمكن الاستفادة منها مثل مدافن النفايات والمواقع الصناعية الملوثة. وركز التقرير على تجربة مدينة نيوجيرسي الأميركية كتجربة تستحق التأمل والاحتذاء بها وخلص التقرير إلى أنه من خلال توليد الطاقة الشمسية على مدافن النفايات والأماكن الملوثة فإن ذلك يساعد على إرجاع المساحات "القذرة" إلى العمل بطريقة ملائمة للبيئة ولا تضرها. تلخيص المشكلة أسهب التقرير في شرح أهمية الطاقة الشمسية للبيئة مبينا بأن ضوء الشمس مجاني ومورد وفير على خلاف مصادر الطاقة الأخرى، كما أنه من مصادر الطاقة التي لا تنبعث منها أي غازات دفيئة ضارة على البيئة عندما يتم تحويلها إلى كهرباء. ولكن في حين أن ضوء الشمس لا محدود إلا أن المساحات الأرضية المتطلبة من أجل إنتاج الطاقة مساحات محدودة. وهذه هي المعضلة التي تواجه صناعة الطاقة البديلة في أي مكان في العالم. فعلى سبيل المثال ذكر التقرير أنه من أجل استبدال الطاقة المولدة في مدينة نيوجيرسي وحدها فنحن بحاجة إلى أكثر من 200 مليون لوح شمسي والتي تحتاج مساحة قدرها 400.000 فدّان. وحتى استبدال نسبة صغيرة من طاقة نيوجيرسي بالطاقة الشمسية سيتطلب مساحة أرضية ضخمة. المواقع البديلة للبحث عن توفير هذه المساحات التي تحتاجها المدن لتوفير الطاقة الشمسية يبرز تساؤل مهم وهو أين يمكن وضع كل هذه الألواح الشمسية؟ طالما أن مساحات المدن محدودة فهل تعتبر المزارع والغابات خيارا بديلا ؟ الجواب هو لا بالطبع، لأن لهذه المواقع أهمية بيئية كموارد للمياه ومواطن للحياة البرية وموطن للحياة النباتية التي تلعب دورا مهما في تنقية الهواء الذي نتنفسه من غاز الكربون والغازات الأخرى التي تتسبب في التغير المناخي. والمنطق يفترض ألا نعالج مشكلة بإيجاد مشكلة جديدة. حلول مبتكرة استعان التقرير بتجربة مدينة نيوجيرسي ليبين إمكانية إيجاد الحل فذكر أن الحفاظ على الأراضي أحد الأسباب التي دفعت البرنامج الرابع للطاقة الشمسية التابع لشركة خدمات الكهرباء والغاز بنيوجيرسي أن يستهدف المساحات المهملة بنيوجيرسي مثل مدافن النفايات والمواقع الصناعية الملوثة، من أجل بناء محطات عالمية لتوليد الطاقة الشمسية. فخلال السنوات السبع الماضية استثمرت شركة خدمات الكهرباء والغاز بنيوجيرسي 550 مليون دولار في هذا البرنامج، واشتمل ذلك على محطات الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة وذات سعة قدرها 45 ميجا واط على مدافن النفايات والمواقع الصناعية الملوثة. تحويل المواقع المهملة إلى مولدات للكهرباء هي إحدى فوائد استراتيجية الطاقة التي تتبعها شركة خدمات الكهرباء والغاز. تجارب أخرى استعرض التقرير تجارب مدن أميركية أخرى ذكر منها كاليفورنيا التي تم فيها بناء أكثر من 100 محطة طاقة شمسية على مدافن النفايات والمواقع الصناعية الملوثة وحتى المواقع التي تجرب فيها الأسلحة والتي لم تعد قيد الاستخدام، وذلك وفقا لوكالة الحماية البيئية الأميركية. في ماساشوستس عشرات مدافن النفايات والأماكن الملوثة أصبحت الآن تستضيف حوالي 131 ميجا واط من الطاقة الشمسية. ولا ينحصر الأمر على الطاقة الشمسية فقط. في وايومنج تم بناء مشروع لطاقة الرياح ذات 237 ميجا واط وبتكلفة 500 مليون دولار على سطح منجم للفحم مستنفذ. كل تلك التجارب تبين بالأرقام أنه عندما تستخدم شركات توليد الطاقة مصنعا قديما أو مدفنا للنفايات من أجل توليد الطاقة الشمسية فهي بذلك تعيد المساحات الأرضية إلى عمل مفيد للبيئة والمناخ.