×
محافظة مكة المكرمة

اطلاق صافرات الإنذار تجريبياً بجدة وثول لـ15 دقيقة

صورة الخبر

أعجبني أحد الدعاة الأفاضل وهو يرفض بعض البدع التي جاءت إلينا مع فورة التقنية، ومن ذلك التهاني بيوم الجمعة، إذ تمتلئ هواتفنا برسائل التهاني والأحاديث النبوية من كل مكان بمناسبة يوم الجمعة، وأدعية طويلة لا أعتقد أن مرسلها قد قرأها! ومن ذلك أيضاً دعوات أخرى تطلب منك أن تبعث ببعض الأذكار وتقنعك بأن أجر هذه الأذكار سيستمر وسيصلك حتى بعد مماتك، كل ما عليك القيام به هو ثلاث عمليات.. قص.. لصق.. إرسال.. بعدها ستمتلئ صفحاتك بملايين الحسنات! النقطة الأخرى التي تستوقفني، وكنت أتمنى من الداعية الكريم الإشارة إليها، تتعلق بقيام بعض الأشخاص -عن حسن نية- بحمل ملصقات تحتوي أذكارا وآيات قرآنية وأذكارا نبوية وإلصاقها على كل نافذة تصادفهم.. جوازات جمارك أجهزة صراف آلي.. مساجد.. غرف انتظار! كل هؤلاء يبحثون عن الأجر حسب مقاييسهم الخاصة وعبر أيسر الطرق.. حتى لو كانت المسألة مخالفة للنظام.. أخرج الملصق.. قم بوضعه على الزجاج.. لا تخف من المساءلة.. أنت تقوم بعمل خير.. سيدر عليك ملايين الحسنات، وستلحقك في قبرك أيضاً! هذه سلوكيات أستطيع تصنيفها ضمن السرقات المؤدبة، أنت تسرق المكان، وتساهم في تشويهه أحياناً، أنت تضع الملصق دون إذن، بينما هذا ليس من اختصاصك، ليس من عملك.. المزعج أكثر أنك تدخل بعض المصاعد فتجد أنها ممتلئة بهذه الملصقات! أرجو الأخذ في الاعتبار أنني لست ضد نشر الخير في كل مكان تصل إليه أيدينا، بالعكس أنا مؤيد بشدة لتعزيز هذه الجوانب الروحية ودعمها، مؤيد بقوة لنشر كل ما يربطنا بالخالق سبحانه وتعالى، لكن ليس بهذه الأساليب المتطفلة البدائية، إن كانت لديك ملصقات تحث على فعل الخير، باستطاعتك إرسالها إلى الجهات التي ترغب، وهم يضعونها بالشكل المناسب والملائم لطبيعة الأدعية وخصوصية المكان، ثم إنني أخشى أن هذه الممارسات الطارئة هي الأخرى تندرج تحت البدعة.. يا من تحاربون البدع! الوطن