تركي الدخيل لو وضعت كلمة «الهند»، في محرك بحث تويتر سترى العجب العجاب. لم نكتشف بعد هذه القارة الكبرى! الحديث عن الهند بمعظمه حين بحثت بتويتر لغرض الاطلاع على الخلفية السائدة عنها، وجدت من يتحدث عن معابد فئران، وخرافات، وعبادة البقر، والاستهتار المطلق بهذه الأمة ذات الثقافة العريقة الممتدة. ولنقرأ نافذة عن الهند لدى الدكتور عبدالله المدني أستاذ العلاقات الدولية، والذي درس في الهند، في كتبه، بل ومقالاته نعثر على أعاجيب حول النهضة الهندية التي تقارع رؤوس الاقتصاديات العالمية من دون هوادة، وتنافس لتكون الاقتصاد الأهم في الشرق. المدني تناول العمالة الهندية في الخليج، والثقافة الهندية، بالإضافة إلى النمو الذي مثله جسد تلك القارة لتكون مضرب مثلٍ في بلدٍ يقاوم الفقر والإخفاق يوميا. إنها البلد الذي ينعم بالأنهار، والطبيعة والنضج السياسي، والحراك الاقتصادي الاستثنائي، ولا ننس التفوق السينمائي والموسيقي الذي يعتبر فارقا في هذا المشرق. حضارة عمرها تسعة آلاف سنة، استوعبت بعضها بشتى الديانات بمجتمعٍ بلغ مليار ومائتي ألف نسمة. في الهند أكثر من 1500 فصيل ديني، وأكثر من 350 لهجة ولغة، ومع ذلك ينعم الناس هناك بالتعددية التي تعم المجتمع. الأحداث التي تجري بها من تطرف ديني أو تفجيرات لا تذكر، مقارنة بنسبة الأمية التي تصل إلى 20%، إضافة إلى الفقر، غير أن النظام القوي والترابط البيني، والتقدير للآخر كان هو الأكثر لصوقا بالثقافة الهندية، وهذا يعود إلى تأثير الثقافات الروحية المتنوعة على الإنسان الهندي الذي يكبح جماح نفسه على الطريقة «الغاندية»، والتي تعتبر مرجعا ومحورا في الإيمان الروحي للفرد الهندي. ساهم النظام العلماني في الهند ــ وهذه مفارقة لا يعرفها البعض ــ في حماية المسلمين، ووصلوا إلى مناصب رئاسية كما في نماذج ذاكر حسين، وفخر الدين علي أحمد، وعبدالكلام. وبالرغم من أن المسلمين والهندوس هم الأكثر بالهند، إلا أن الأحداث التي تحدث بين متطرفيهم قليلة نسبة إلى تحديات البلد، وسكانه، وعدد أفراده وتنوع أديانه، ولغاته! الهند أعظم مما نتخيل، فلنستمتع بالقراءة عن هذا البلد العظيم.