×
محافظة مكة المكرمة

أمانة الطائف: جميع المنح غير المنفذة تم تحويلها لوزارة الإسكان

صورة الخبر

أين تقع سورية بين روسيا والغرب وأين سوف تنتهي معركة حلب؟ هذا هو الجدل الحقيقي أمام العالم، القلق كبير والتصور المحتمل لازال بعيداً حتى وإن بدت الصورة التي نشاهدها في الإعلام العالمي أن هناك دائماً ضوءاً في نهاية النفق.. لا تبدو الحاجة إلى السرعة في حسم القضية السورية قد وصلت إلى منتهاها فمنذ العام 2011م والعالم وخاصة الغربي يطرح أفكاراً متعددة لحسم القضية السورية، في عالم السياسة سورية اليوم ليست أكثر من جثة ممزقة ومصابة بالكثير من الجروح وهذا واقع طبيعي لدولة تستمر فيها الحرب الأهلية لما يقارب من الخمس سنوات. كيف مرت هذه السنوات على القضية السورية..؟، النتيجة المحتملة خطيرة جدا وتذهب بناء إلى ما هو أبعد مما نستطيع رؤيته، وقد وصفت صحيفة (التايمز) قبل أيام في مقال (لوسي فيشر) القصف الهمجي لحلب أنه يشبه الفظائع النازية في غارنيكا الأسبانية إبان الحرب العالمية الثانية، وهذا يطرح سؤالاً جدياً لصالح من يتم معاقبة حلب وأهلها بهذه الطريقة الهمجية..؟، فهل نحن أمام تاريخ سوف يسجل (هولوكست) إسلامية تتزعم روسيا وإيران وأميركا تنفيذها. روسيا التي تستهدف طائراتها المدن السورية وتحديدا حلب، هل هي تمر بخدعة غربية للإجهاز عليها وعلى كل ماله علاقة بالاتحاد السوفيتي سابقا، أم أن روسيا تحاول الانتقام من تلك الضربات التي تلقتها من الغرب خلال الأربعة عقود الماضية والتي بدأت بحرب أفغانستان ثم تفكيك الاتحاد السوفيتي وكان آخرها تلك الخدعة الكبرى التي تكبدتها روسيا في ليبيا إبان الثورة على القذافي. الولايات المتحدة الأميركية وعلى لسان رئيسها الذي لم يبقَ له في البيت الأبيض سوى أيام معدودة، وقد ظل خلال الخمس سنوات الماضية منذ بداية الأزمة في سورية يعيد انه يريد ان يجنب أميركا الدخول في مهام عسكرية تتطلب جنودا على الأرض، ولكنه هذه الأيام يقع في ورطة كبرى فهو لا يعلم ماذا يفعل تحديدا وظل خلال الأيام الماضية يردد هو ووزير خارجيته فكرة الخيارات المتعددة، ولذلك لجأ البيت الأبيض إلى تسريب فكرة العمل العسكري تزامناً مع احتدام المنافسة بين مرشحي الرئاسة في أميركا والسبب في ذلك ان قصف حلب وقتل الأطفال أصبح أداة إعلامية عالمية، ولذلك فإن أميركا التي قتلها أوباما لم تعد تكترث بفكرة الحرية والعدل. على الجانب فإن سكوت الشعوب الغربية ومنظماتها الإنسانية عن قتل أطفال العرب في سورية مثير للقلق، حيث لم تنظم أي مظاهرات ضد قتل الأطفال في حلب، وقد استبشرت بعنوان ظهر على صفحات (الغارديان) بعنوان إذا كانوا بالفعل يرغبون في وقف الحرب في سورية لاستهدفوا روسيا والمقصود هنا الاستهداف عبر تنظيم المظاهرات، الموضوع كتبه جوناثان فريدلاند يركز على الطريقة التي يتعامل بها الرأي العام مع روسيا موضحا أنه لو قامت الولايات المتحدة بقصف حلب لتظاهر دعاة السلام ومؤيدوهم وحاصروا السفارات الأميركية في مختلف مدن العالم ويتساءل لماذا يتم التسامح مع بوتين؟. أين تقع سورية بين روسيا والغرب وأين سوف تنتهي معركة حلب؟ هذا هو الجدل الحقيقي أمام العالم، القلق كبير والتصور المحتمل لازال بعيداً حتى وإن بدت الصورة التي نشاهدها في الإعلام العالمي أن هناك دائما ضوءاً في نهاية النفق، أميركا تعيش أكبر تورط في تاريخها حيث الرئيس أوباما الذي لا يسيطر بشكل كاف على إدارة الملفات العالمية سياسياً، وتحول خلال الأشهر الماضية الى مدير رسمي لحملة هيلاري كلنتون، وهذه حسب ما أعرف من المرات القليلة التي يقوم فيها رئيس أميركي بالتدخل المباشر والحوار العلني في قضايا لدعم مرشح الحزب الديمقراطي حيث ينتمي الرئيس أوباما، والذي يأتي من خلفية عرقية لم تستطع أميركا إخفاء آثارها خلال فترة رئاسته الماضية. عندما سربت أميركا سيناريو التدخل العسكري في سورية كان هدف أوباما الانتخابات الأميركية وليس أطفال حلب، وقد يبدو من النادر في عالم السياسة التوقع بنسبة كبيرة في القضايا والأحداث ولكن هذه المرة سيكون من نوادر السياسة القول بأن أميركا لن تتدخل في سورية عسكريا وسوف يختفي هذا الخطاب وهذه المعزوفة الانتخابية بعد الثامن نوفمبر 2016م وحتى بداية العام 2017م، أميركا حسمت التدخل ولن يحدث ذلك لذلك فهي تحاول أن تدير الأزمة السورية منذ العام 2011م على طريقة (mass participation) مع الاحتفاظ بمهاراتها السياسية في تسريب حلول الهدف منها المناقشة وليس التطبيق. بوتين يستخدم خبراته كمسؤول في جهاز الاستخبارات الروسية عندما كان هناك شيء اسمة الاتحاد السوفيتي، ولذلك هو يقف في منطقة لا يمكن لأميركا ان تتصرف سلبياً تجاهه، بوتين يدرك حجم التوافق الأميركي الإيراني ويدرك أن أميركا لا ترغب بل تتفادى المواجهه مع إيران التي وقعت معها اتفاقية نووية وسمحت لها أن تستعيد نشاطها الاقتصادي دولياً، بمعنى دقيق بوتين أجاد لعبة أن يضع يده بيد حليف أميركا الجديد في المنطقة (إيران) ليضع إيران درعاً سياسياً لا يمكن لأميركا أن تصوب مدافعها تجاهه. بوتين مدرك كما تعكس تصرفاته انه كلما حقق تطلعات إيران الطائفية والعرقية في سورية فهو يحقق أهدافه بيد حليف أميركي محتمل وهذا يطرح سؤالاً مهماً يقول: من كان الأذكى بين هؤلاء جميعاً (أميركا، روسيا، أم إيران)..؟ قبل أيام قليلة عندما كانت أميركا وروسيا على وشك إيجاد حل للأزمة السورية تسربت بعض النقاط المهمة حول ذلك الاتفاق الذي كانت فيه أميركا تحافظ على إيران وعملائها في المنطقة وخاصة حزب الله وتشترط عدم ملاحقتهم دولياً، فلماذا فشل ذلك الاتفاق وما علاقة ذلك بإقرار الكونغرس الأميركي لقانون (جاستا) هذه أسئلة بين السطور أصبح من السهل فهمها. الغرب يمكن أن يسقط روسيا ليس عسكرياًً لان هذا أمر مستبعد، ولكن ماذا لو وقفت الشعوب الغربية أمام السفارات الروسية في أوربا وأميركا من أجل التظاهر وأصبح التظاهر عالمياً ضد الروس هل سيعجب ذلك الغرب أم لا..؟، روسيا لديها الكثير من الأسرار عن الغرب في هذه الأزمة ونشوء صراع سياسي بين الاثنين هو ما سوف يحدث التغيير ويوجه النتائج في القضية السورية التي أجزم أنه لازال أمامها الكثير من الوقت ومزيداً من الضحايا لكي تصل الأطراف المتنازعة فيها إلى مخرج ولو بحجم ثقب صغير في جدار الأزمة السورية. Hussah111@gmail.com