دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة، أمس، إلى إعلان وقف لإطلاق النار في اليمن خلال أيام. في حين تواصلت المعارك العنيفة في جبهات صنعاء وصعدة وتعز ضد الميليشيات، فيما تواصلت الغارات من قبل مقاتلات التحالف على مواقع الميليشيات في جبهات عدة. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقب محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى في لندن: «الآن هو وقت تطبيق اتفاق وقف إطلاق نار غير مشروط، وبعد ذلك يتم الانتقال نحو طاولة التفاوض». وشارك موفد الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الاجتماع الى جانب كيري، ووزيرالخارجية البريطاني بوريس جونسون، والسعودي عادل الجبير. وأوضح كيري أن ولد الشيخ أحمد وجونسون دعوَا الى أن ينفذ وقف إطلاق النار «في أسرع وقت، أي الاثنين أو الثلاثاء». التحالف شنّ غارات على مواقع الميليشيات في صنعاء استهدفت معسكر الصواريخ في منطقة الجميمة بمحيط بني حشيش. قوات الشرعية طوّقت مديرية كتاف بمحافظة صعدة من ثلاث جهات عقب تقدمها من منفذ البقع مع السعودية. على الصعيد الميداني، شهدت جبهات نهم في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، معارك متقطعة بين المقاومة والجيش من جهة والميليشيات من جهة أخرى، وسط تواصل عمليات التحضير والاستعداد للمرحلة المقبلة وفقاً لمصدر في المقاومة. وكانت مقاتلات التحالف واصلت غاراتها على مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة في صنعاء مستهدفة معسكر الصواريخ في منطقة الجميمة بمحيط بني حشيش في شرق العاصمة، وأخرى مستهدفة مركزاً لتجمع الحوثيين في منطقة صرف التابعة لمديرية بني حشيش أيضاً، وقصفت معسكر الدفاع الجوي في منطقة الغوش بمديرية همدان شمال غرب العاصمة صنعاء. وقصفت معسكرات الحفاء ومخازن عسكرية في جبل نقم شرق العاصمة، وأخرى استهدفت ألوية الصواريخ في جبل عطان وألوية الحماية الرئاسية في منطقة النهدين، جنوب العاصمة. وفي صعدة، تواصلت المواجهات في المناطق المحيطة بمركز مديرية كتاف من محورين وفقاً لمصادر في المقاومة، أكدت تمكنهم من تطويق المديرية من ثلاث جهات عقب تقدمهم من منفذ البقع الحدودي مع السعودية. وأكدت المصادر أيضاً وجود عدد من العوائق التي تحد من تقدمهم السريع نحو مناطق جديدة تمثلت في التفخيخ للطرق والعبارات وانتشار الالغام بشكل عشوائي في الطرق باتجاه كتاف، إلى جانب انتشار عدد من القناصة وعناصر يحملون صواريخ «لو» ضد الدروع وأخرى «آر بي جي»، في الكهوف والخنادق التي بنتها الميليشيات على مدى السنوات الماضية. وفي تعز، أكدت مصادر عسكرية في جبهة الضباب غرب المدينة، أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من صد هجمات عدة للميليشيات ومن مناطق متفرقة باتجاه مواقعهم في غرب جبل هان، ومنطقة جبل حبشي. وأشارت الى تمكن الجيش والمقاومة من صد هجمات مماثلة في الجبهات الشرقية والشمالية للمدينة، وتكبيد الميليشيات خسائر في الأرواح، تم حصر 11 جثة وعشرات الجرحى، سقط أغلبهم في حي بازرعة بجبهة القصر شرق المدينة. وكان القيادي الميداني أمير علي بن علي قتل في منطقة الربيعي غرب المدينة، في حين أقدمت الميليشيات على خطف نقيب المعلمين بمديرية خدير شرق تعز، عبدالسلام الخديري. وكانت الميليشيات قصفت أحياء بير باشا بصواريخ الكاتيوشا ووسط المدينة والأحياء الشرقية والشمالية والغربية من مواقع تمركزها في مطار تعز الدولي، وتبة سفتل ومعسكر التشريفات، وتبة السلال والجعشة شرق المدينة، والستين والخمسين شمالاً. وفي الضالع، أكد الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في جبهة مريس فواز المريسي لـ«الإمارات اليوم»، أن الجبهات تشهد هدوءاً حذراً بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام تم فيها تكبيد الميليشيات أكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى أغلبهم اطفال مسلحون تم الزج بهم في تلك الجبهات من قبل الميليشيات. وأشار المريسي إلى أن المواجهات كانت في المناطق الغربية لمريس الممتدة من «رمة الى حمك» وصولاً الى منطقة قعطبة شمال الحافظة، موضحاً أنه تم تحرير قرية الزيلة من الميليشيات في تلك المواجهات بالكامل. وفي الحديدة، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات النوعية على مواقع الميليشيات في ساحل الجامعة حتى سواحل مناطق غليفقة والجاح وسواحل الدريهمي، حيث تم نشر عدد من القطع العسكرية التابعة للميليشيات تحسباً لأي عملية إنزال بحري للشرعية والتحالف لتحرير الساحل الغربي، وتم تدميرها بالكامل وفقاً لمصادر وشهود عيان في الحديدة. وفي حجة، ذكرت مصادر في مقاومة تهامة أن عناصر المقاومة التهامية نفذوا ثلاث عمليات ناجحة ضد تجمعات ونقاط للميليشيات في سوق الهيجة - مديرية مستبا، وجوار فندق السعيدة في منطقة أبودوار - مديرية مستبأ، وآخر استهدف سيارة عسكرية بقنبلة يدوية، كانت تقل خمسة من الميليشيات أمام محال فاضل الورقي بالمحرق - مديرية خيران المحرق، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الميليشيات. وذكر مصدر ميداني في المقاومة أن 10 من عناصر الميليشيات قتلوا في معارك مديرية القرشية مع المقاومة، فيما أصيب آخرون. كما قتل اثنان من الميليشيات في كمين للمقاومة بمنطقة الحكيل بمحيط مدينة البيضاء مركز المحافظة.