فيما أنجزت القوائم الطلابية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب استعداداتها لانتخابات الاتحاد التي تجرى اليوم الإثنين في جميع كليات ومعاهد الهيئة، تسود مخاوف من استمرار العزوف الطلابي عن المشاركة كما حدث في السنوات السابقة التي لم يستطع الاتحاد التعامل مع مشكلات الطلاب فيها، ما أدى إلى ازدياد الهوّة بين الاتحاد والطلبة. ومع استعداد قوائم المستقلة والمستقبل الطلابي والوحدة الإسلامية ومستقل آخر، لحشد مؤيديهم، فإن منتسبي الهيئة الذين يتجاوز عددهم 15 ألف طالب وطالبة يبدون بعيدين عن أجواء الانتخابات، بسبب جملة من المشاكل التي يعاني منها الطالب في الكليات، وخاصة «الشعب المغلقة» والمشاجرات الدموية التي تحصل سنويا اثناء فترة الانتخابات. وبما أن المهرجانات الخطابية ابتعدت عن كليات ومعاهد الهيئة حتى غابت نهائيا، اعتمدت القوائم على الفزعات القبلية والطائفية حيث لجأ المتنافسون الى نشر قواعدهم في جميع وسائل التواصل الاجتماعي بهدف سحب كل مرشح قائمة أبناء عمومته للتصويت لقائمته، وبذلك تكون القوائم استفادت من كل طالب ينتمي إليها بجلب أبناء قبيلته لها، وبالمقابل فوز القبيلة بمقعد في حال الفوز في انتخابات الاتحاد. والمراقب لأنشطة القوائم الطلابية في الاونة الاخيرة يستنتج أنها تناست هموم ومشاكل الطلبة، الأمر الذي دفع الطلبة للبحث عن الحلول بأنفسهم من خلال الاعتصامات والتجمعات التي أقاموها سابقا أمام الهيئة، فيما تعول القوائم في وقت الانتخابات على تلك الفزعات فقط بما يعكس ذلك «صدمة» لا يتوقعونها وهي العزوف الكبير، ولاسيما ان أغلب الطلاب والطالبات كرهوا فترة الانتخابات وجعلوا يومها «إجازة». وفي نظرة سريعة للقوائم المتنافسة تبرز القائمة المستقلة صاحبة الشعار الوطني وأول قائمة تأسست في الهيئة، حيث تهدف الى كسر حاجز الـ 6 آلاف صوت لتتربع على عرش الاتحاد للعام الخامس على التوالي، ولاسيما انها حصلت في الانتخابات الماضية على 5016 صوتاً وتمكنت خلال فترة قيادتها الاتحاد من تحقيق انتشار واسع بكليات ومعاهد الهيئة، مما يجعلها مطمئنة للفوز بمقاعد الاتحاد باكتساح. ويبقى الغريم التقليدي ذو الطابع الاسلامي قائمة «المستقبل الطلابي» المتحالفة مع الاتحاد الاسلامي، حيث تعمل على تنشيط قواعدها ونشرهم في جميع أسوار الهيئة وخارجها، على أمل ان تعود الى «أيام العز» وتسترجع الاتحاد، في حين الرقم الذي حصلت عليه القائمة في الانتخابات الماضية وهو 3353 صوتاً أعطى دافعا كبيرا للتنافس الجدي وخطف ماخطف منها. وتبقى القائمة الثالثة والثابتة في مركزها سنويا «الوحدة الاسلامية» بدخولها الى دائرة المنافسة لوضع بصمتها، ولتبين انها مازالت موجودة ولن تترك الانتخابات، كونها محافظة على مركزها الثالث، فيما تطمح الى زيادة في عدد الاصوات وبما انها حصلت العام الماضي على 328 صوتا كسبت الثقة في مركزها الذي تحصل عليه سنويا، متخطية بذلك قائمة الوسط الديموقراطي التي اعتزلت العمل النقابي هذا العام وتركت المعترك للقوائم المتنافسة. وفيما اتخذت إدارة الهيئة اجراءاتها ليوم الانتخابات، مواكبة مع استعدادات القوائم، تأمل الجموع الطلابية أن تحدث انتخابات اليوم نقلة نوعية هذا العام من خلال الابتعاد عن «تطاير العقل» والتعدي على الأساتذة المشرفين على اللجان الانتخابية، وكذلك البعد عن النعرات الطائفية والفزعات القبلية، لعل ذلك يجذب الطلبة الى صناديق الاقتراع والتصويت للقائمة التي يرونها متناسبة مع أفكارهم ومبادئهم. الأثري يدعو الطلبة إلى الالتزام بروح الأخوة دعا مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور أحمد الأثري الطلبة إلى «الالتزام بروح الأخوة والتحلي بمبادئ الديموقراطية»، قبيل انطلاق انتخابات الاتحاد التي تجرى اليوم. وأكد الأثري في تصريح صحافي خلال جولة تفقدية قام بها في كلية التربية الاساسية «حرص الهيئة على توفير كل الامكانات لنجاح الانتخابات من خلال عملية تنظيمية كبيرة في مختلف قطاعات الهيئة وإداراتها لتظهر بالصورة المشرفة». وعلى صعيد الجولة التفقدية، لفت إلى «سير العملية الدراسية بنجاح في كليات التطبيقي»، مشيرا إلى أن «الانجازات التي حققتها كليات ومعاهد الهيئة خلال الفترة الاخيرة تدعو للفخر والاعتزاز وتوضح المكانة التي وصلت إليها التطبيقي بين الجامعات على المستويين الخليجي والعربي». وذكر الأثري، أن «تلك الانجازات جاءت نتيجة تضافر جهود القائمين على إدارة الكليات والمعاهد وجميع منتسبي التطبيقي»، لافتا إلى أن «ادارة الهيئة تسعى دائما إلى توفير كافة السبل التي تساعد على تيسير العملية التعليمية للطلاب والطالبات». وبين ان «الهدف من الزيارة الاطمئنان على سير الدراسة والتعرف على المشاكل التي تعاني منها الاقسام العلمية في الكلية والعمل على تذليلها». واطلع الأثري خلال جولته على التجهيزات التي تقوم الكلية بتوفيرها من اجهزة ومعدات وتجهيز القاعات الدراسية والمختبرات، لخلق جو اكاديمي مميز للهيئة التدريسية والتدريبية والطلبة، مشدداً على أهمية وجود جميع الخدمات التي يحتاجها الطلبة داخل مباني الكليات والمعاهد. ولفت إلى أن «كليات الهيئة ومعاهدها تعمل بشكل كبير لرفع مستوى جودة مخرجاتها لتتناسب مع رغبات سوق العمل ومؤسسات الدولة في القطاعين الحكومي والخاص».